سعيد يوسف :حرائق ميناء سواكن .. هل أشعلها الجن ؟
حرائق ميناء سواكن .. هل أشعلها الجن ؟
مدير الميناء : طلبت سيارات إطفاء من بورتسودان وميناء بشائر ولكنها وصلت بعد ساعة ونصفم
دير الميناء : إستنجدنا بميناء جدة الإسلامي لإرسال طائرة ولكن لم نجد إستجابة .
مدير الميناء : عدد الطبالي التالفه بين 1500 إلى 1700 طبلية
مخلصون ومرحلون : عدد الطبالي التالفة يفوق ال8000
مقدمة :
حرائق ميناء الأمير عثمان دقنة بمدينة سواكن ذلك اللغز المحير حتى تلك اللحظة والتي حدثت يوم الأربعاء الماضي ظلت شاغلة للرأي العام المحلي والعالمي في حركة التجارة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والسودان وعلاقة ذلك بالمغتربين العائدين والتجار و لفظاعة الحريق الذي نشب عند الساعة الرابعة عصرا في ذلك اليوم الأربعاء جعلت الخيال خصبا للجميع حيث نسجت الروايات الكثيرة والهلامية حوله من قائل بين أنها حرائق عادية أم هي بفعل فاعل متعمد حول متهمين كثر سوف نعرضهم هنا في حلقات على صفحات صحيفتكم التيار بعد أن وصلت أنا إلى أرض الحدث وإستفسرت كل ذا صلة بما حدث من حريق وهو بلا شك ليس بالبسيط كما وصفه لنا من قبل مدير الميناء الكابتن طه وأعادت تلك الصور الخاصة بالحريق في أذهان كثيرين أحداث وصور إنفجارات مرفأ بيروت لكثافة النيران وألهبة الدخان المتصاعدة في سماء ميناء سواكن ، التيار كانت هناك ورصدت كل شي عن ذلك الحريق فإلى هناك .
مدخل
في عصر يوم الأربعاء وكما سمع وشاهد الجميع صور النيران وهي تشتعل و تلتهم بضائع الركاب القادمين عبر البواخر إتصل بي شهود عيان أخبروني كصحفي ومراسل لصحيفة التيار بالبحر الأحمر بما يحدث وقتها من حرائق ضخمة شديدة الإشتعال و لايعرف لها سببا ولا مصدرا ولا أولا ولا آخرا حسب وصفهم لي وبالفعل إتصلت على الفور من مدينة بورتسودان لتقصي الحدث وأخذ المعلومة من مصدرها بمدير الميناء الكابتن طه أحمد محمد مختار المتواجد وقتها في ميناء سواكن والتي تبعد عني بحوالي( 60) كيلو مترا وصف لي الحريق الذي يشاهده الآن بأنه ليس بالبسيط وبالفعل قمنا بنشر تلك المعلومات الأولية في عناوين الصحيفة الأولى صباح يوم الخميس وتابع بأنه إستنجد بميناء جدة الإسلامي لإستجلاب طائرة إطفاء لإخماد تلك الحرائق ولكن لم تكن هناك إستجابة على حد وصفه كذلك أوضح لنا كابتن طه بأن عقيد بالشرطة قال له بأن الأمر لا يستدعي طائرة وأن سيارات الإطفاء القادمة سوف تخمد النيران وأضاف بأنهم طلبوا النجدة وعلى الفور تحركت إليهم عدد (3)سيارات إطفاء من مدينة بورتسودان وواحدة من ميناء بشائر ولكنها وصلت إليهم بعد ساعة ونصف من إندلاع الحرائق التي إستمرت إلى أكثر من تسعة ساعات متواصلة حتى صباح اليوم الثاني في الساعات الأولى منه وذلك حسب حديثه لشخصي و بالرغم من أن تلك المسافة تقطعها السيارات الصغيرة في نصف ساعة والحافلات ما بين( 50) إلى( 60) دقيقة وصلت متأخرة هذا بالاضافة لإثنين من سيارات الإطفاء المتواجدة مسبقا بالميناء علمت في زيارتي لميناء سواكن يوم الجمعة المنصرم من أحد شهود العيان على حد وصفه لي بأن إحدى تلك السيارات كانت فارغة من ماء الإطفاء وكان هناك إنقطاعا للكهرباء وشاهدت في نفس يوم الجمعة أثر الحرائق وأستنشقت روائح المواد المحروقة يتسرب من داخلها أدخنة مازالت تصعد نحو السماء .
تضارب الإحصاءات
رحلة بحث شاقة أجريتها بين العام والخاص من أجل الحصول على معلومات تؤكد لي مصدر تلك النيران وعدد التالف من تلك (الطبالي) والتي وصفها مدير الميناء بأنها لا تتجاوز ال1500 إلى 1600 (طبلية) وأنها لا تتعدى ال600.000 ألف دولار أو واحد 1.000.000 يورو تقريبا وهو حديث غير رسمي له و إنما تقريبي بينما قال مخلصون ومرحلون ومسافرون إستطلعناهم في التيار بأنها تقريبيا تفوق ال8000 آلاف (طبلية) وبتكلفة تفوق ملايين الدولارات بالتقريب كذلك تأتي كل هذه التكهنات والإستنتاجات وإدارة شرطة الادلة الجنائية والدفاع المدني تعمل على حصر الأضرار وحسابها بعدما طوقت المنطقة ومنعت الدخول إليها حتى الإنتهاء من العمل حيث وصل وفد الأدلة الجنائية يوم أمس الأول الجمعة عبر مطار بورتسودان إلى مسرح الحدث للبدء في عمليات الحصر والتحقيق ومن ثم تمليك الرأي العام المعلومات الحقيقية .
تحرك الوزير
على تزايد حدة الحرائق وكثرة أصابع الاتهام لكل من له علاقة أو قضاء الله وقدره حول الأمر وصل إلى مدينة سواكن وزير النقل ووفده المرافق ووالي البحر الأحمر المكلف ولجنته الأمنية ومدير عام هيئة المواني البحرية إلى أرض الحدث وبصحبتهم كاميرات الزملاء الاعلاميين لأخذ المعلومة أو تنوير الرأي العام المحلي بما حدث وبعدها إنخرطوا في إجتماعات مطولة في قاعة رئاسة ميناء سواكن ولكنها خرجت فارغة وممجوجه وليست بحجم التوقع ولم يستفد منها المتلقي أية معلومات حسب وصفهم وإنطباعهم حول الزيارة غير السماح لفتح مسارات لكي تكون حركة البواخر عادية ولا تتأثر بالحريق ،بعد ذلك أجريت إتصالا هاتفيا بوزير النقل هشام علي أبوزيد لإستفساره عن الحرائق وأخذ أية معلومة تفيدنا عن الحدث غير مخرجات إجتماعهم بتكوين لجنتان واحده لحصر الخسائر المالية والثانية للتحقيق ومعرفة الأسباب ولكن فشلت في التواصل معه لوجود هاتفه خارج نطاق الخدمة .
زيارة الموقع
في صباح يوم الجمعة توجهت إلى مدينة سواكن للتقصي والوقوف على أرض الحدث لنقل الصورة الثانية للحدث ولإستجلاب معلومات جديدة عن حجم الكارثة التي حدثت عند وصولي إلى بوابة الميناء علمت وبرفقتي زميلنا محمد الأمين أوشيك من جند شرطة هيئة المواني البحرية المرابطين أمام البوابة الرئيسية الميناء معتذرين لنا بعدم الدخول مضيفين بأنه صدرت إليهم التعليمات بمنع أيا من القادمين إلى الدخول داخل حظيرة الميناء وذلك حتى الانتهاء من عمليات التحقيق والذي من المفترض أن يصل وقتها من مدينة الخرطوم وفدا مختصا من الأدلة الجنائية للبحث والعمل .
عمدة سواكن على الخط
و على الفور رجعنا إلى داخل مدينة سواكن وإلتقينا بعمدة سواكن ووكيل عمدة الأرتيقا أبو محمد الأمين أرتيقا والذي كشف لنا عن معلومات غاية في الخطورة عن الحدث سوف نسردها ونكشف عنها في الحلقة الثانية من هذا التحقيق .