أمهل الحكومة (٤) أشهر ولوَّح بتقرير المصير ترك.. تبدل المواقف

سودافاكس _ عقب خلافات حادة بين قيادات مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة ورئيس المجلس الناظر محمد الامين ترك ازاء تماهي الاخير مع الحكومة واصداره قراراً بتجميد اعمال وصلاحيات المجلس واتهام بعض الشخصيات المحسوبة على نظارات البجا باصدار قرارات دون علم القيادة، عادت قيادة المجلس مجتمعة بزعامة ترك نفسه بإصدار حزمة قرارات ابرزها التلويح بتقرير المصير وامهال الحكومة (٤) أشهر لتنفيذ مقررات مؤتمر سنكات التي يعتبر اهمها إلغاء المسار، فما الذي يدور في الخفاء وجعل المواقف تتبدل؟

مؤتمر استثنائي
لم تمض على تلك القطيعة اسابيع حتى تغير موقف الناظر ترك والتأم يوم الجمعة الماضي مؤتمر سنكات الاستثنائي بمشاركة رئيس وقيادات المجلس ومكونات البجا وعدد من القوى السياسية والمهنية وتجمع نساء البجا. وامهل المؤتمر الذي انتخب الناظر محمد الامين ترك بالاجماع رئيساً للمؤتمر والهيئة القيادية والمكتب التنفيذي، الحكومة أربعة اشهر لتنفيذ مقررات مؤتمر سنكات التي من ضمنها الغاء مسار الشرق في اتفاقية جوبا للسلام.

واكد رئيس المجلس الناظر محمد الامين ترك ان قضية شرق السودان قضية شعب وليست قضية فرد، واكد انه لا تنازل عن حقوق اهل الشرق ومقررات مؤتمر سنكات الاول وحقوق البجا.

مهلة (4) أشهر
فيما اعتمد المؤتمر الاستثنائي قراراً بحل المكتب التنفيذي للمجلس، وانتخب المؤتمر في جلسته الختامية محمد الامين ترك بالاجماع رئيساً للمؤتمر والهيئة القيادية والمكتب التنفيذي.

كما اقر المؤتمر (350) عضواً بالاقليم، وتكليف رئيس الهيئة القيادية لانتخاب اعضاء المكتب التنفيذي وذلك بعد (20) يوماً من انعقاد المؤتمر، الى جانب التأكيد والتمسك بمخرجات مؤتمر سنكات الاول وامهال الحكومة فترة اربعة اشهر لحل قضية شرق السودان وفقاً لمقررات مؤتمر سنكات الاول.

وفي يونيو الماضي أعلن رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بشرق السودان رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام لنظارات البجا، محمد الأمين تـِرِك، تجميد كافة أمانات وصلاحيات المجلس إلى حين عقد المؤتمر العام لاختيار أمانات ورئاسة جديدة للمجلس.

تقبل التجميد
وقال ترك وقتئذٍ إن قرارات التجميد جاءت حفاظاً على أمن البلاد بعد تصاعد خطابات داخل المجلس وصفها بالمشينة والمعيبة، واتهم بعض الشخصيات المحسوبة على نظارات البجا باصدار قرارات دون علم قيادة المجلس، ودعا القيادة الأمنية والسياسية في البلاد لتقبل قرارات التجميد والتعامل مع كافة التطورات المرتبة عليه.

وبالمقابل اعتبر مقرر المجلس الأعلى لنظارات البجا عبد الله أوبشار حسب (الإنتباهة) تجميد أعمال المجلس مسرحية هزلية ومؤامرة، ولفت الى ان المجلس عبر عن رفضه الواضح لتلك القرارات.

وحمل اوبشار كل الاشخاص الذين شاركوا في ما سماها المسرحية الهزلية المسؤولية التاريخية والاخلاقية، لجهة ان قضية شرق السودان والبجا قدمت فيها شهداء، وقال: (لذلك لا يمكن ان يعقد المجلس الاعلى مؤتمراً صحفياً لتنفيذ بعض الاجندة الخارجية التي تسعى لتفتيت المجلس وسياسة (فرق تسد) التي اصبحت واضحة بالنسبة لنا، ونحن كمجلس اعلى لسنا جزءاً من هذه المؤامرة الخارجية لتجميد المجلس).

تجريم الكراهية
وبالعودة لمقررات مؤتمر سنكات أخيراً، سخر القيادي بمسار الشرق رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داؤود من تلك المقررات والتلويح بتقرير المصير، وأضاف قائلاً: (هل قدروا يتجاوزوا ازمتهم حتى يفصل الشرق؟) في اشارة الى الخلافات داخل المجلس.

وجزم داؤود في حديثه بعدم استطاعة اي كيان منفرداً ان يفصل شرق السودان عن باقي الوطن، ولفت الى ان انسان الشرق لديه رغبة في ان ينعم بالاستقرار والامن وان تكون هناك دولة قانون تجرم خطابات الكراهية، فضلاً عن المساواة في المواطنة، واردف قائلاً: (شرق السودان به كل القوميات ولا يمكن لكيان بعينه التحكم فيه).

واستبعد رضوخ الحكومة لمطالب المجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بالغاء المسار، ودعا الى الحرص على وحدة السودان وان يكون هناك حوار بين جميع المكونات السياسية، لجهة ان ما يوجد في الساحة غير مشرف وتُخشى عواقبه الوخيمة.

أمر مرعب
وعدّ زج القبيلة برمتها في السياسة امراً مرعباً للغاية، لكون ان القبيلة شأن مقدس، وانه حين تقحمها في السياسة يصبح الأمر صعباً للغاية.

فيما اعلنت عضو المكتب القيادي للجبهة الثورية ومؤتمر البجا المعارض ستنا محمود تمسكهم بالمسار وفقاً لمؤتمر جوبا للسلام، واستبعدت قبول الحكومة تلك المطالب والغاء المسار، لجهة انها لم تستطع تجميده سابقاً بقرار رسمي.
واعتبرت ستنا في حديثها لـ (الانتباهة) ان اي اتجاه لالغاء مسار الشرق يفتح الباب واسعاً امام الغاء المسارات الاخرى، وأضاف قائلاً: (ما على كيفهم، الشرق ليس كرتلة يقررون بشأنها)، ولفتت الى وجود (17) مكوناً في شرق السودان متمسكون بتنفيذ المسار.

تعبئة سياسية
ووصفت القيادية بالجبهة الثورية ما تقوم به قيادات المجلس الاعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بأنه تعبئة سياسية رخيصة، ودعت الاعلام الى لعب دور مهم بشرح مخاطر تقرير المصير الذي لوحت به مقررات مؤتمر سنكات. واكدت ان اتفاق شرق السودان من افضل الاتفاقيات، وانه لم يقفل الباب امام مكونات الشرق وانما اتاح نسبة 70% لتكملتها من تلك المكونات، وقالت انه حال رضخت الحكومة لمطلب الغاء المسار فإن هناك خيارات مفتوحة، لاسيما محاربة الحكومة، وفقاً لقولها.

المحلل السياسي د. الرشيد محمد رأى ان الخلاف بين مكونات شرق السودان افقد الشرق مكاسب المشاركة في اجهزة الفترة الانتقالية وتمثليهم في المجلس السياسي والحقب الوزارية الاخرى.

تهديد تكتيكي
وشدد الرشيد في حديثه على اهمية جلوس مكونات الشرق حول مائدة الحوار لحل قضاياهم، لجهة ان الشرق خسر الكثير بسبب تلك الخلافات والانقسامات بين مكوناته.

وعدّ التلويح بتقرير المصير تهديداً تكتيكياً وليس استراتيجياً وانه لا ينبغي ان يؤسس عليه موقف، واكد ان الشرق ليس امامه خيار تقرير المصير لكون ان الحكومة لن تسمح بذلك، واردف قائلاً: (المسألة وسيلة ضغط اكثر من كونها هدفاً)، ومضى قائلاً: (حل قضية شرق السودان لن يكون الا بتوافق مكوناته لايجاد موضع قدم في الفترة الانتقالية)، ورأى ان هناك امكانية لحل قضية الشرق ضمن عملية الحوار.
وأفاد الرشيد بأن اتفاقية جوبا للسلام التي تتضمن مسار الشرق محل الخلاف قابلة للمراجعة لاحداث مزيد من التوافق حولها، لجهة عدم استبدال مكون بآخر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.