مطالب بإغلاق الحدود مع تشاد

سودافاكس _ تبدلت الأحوال إلى غير ما تشتهي سفينة نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو، حيث حملت معها رايات السلام وقد استقر بها المقام بحاضرة غرب دارفور لأشهر خلت ودعوات التعايش السلمي ونبذ القبلية، قبل أن تختفي آثار الفعالية الثقافية الرياضية التي شهدتها حاضرة الجنينة طوال الأسبوع الماضي، فقد استيقظت مدينة الجنينة صباح أمس الجمعة على فاجعة بل أنها مجزرة بشرية حولت أفراح المدينة إلى مأتم جماعي في حادثة أقل ما توصف به أنها تصب في خانة الإبادة الجماعية، بعد أن قتلت أيادي مجموعة مسلحة (18) من الرعاة على الحدود مع تشاد.

عصر الأربعاء الماضي احتفل نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان مع آلاف المواطنين باستاد الجنينة بمناسبة تكريمه، وكانت سانحةً للنائب أن يرسل خلالها جملة من الرسائل للتأكيد على حالة الاستقرار التي تشهدها الولاية هذه الأيام، وذهب النائب الى أكثر من ذلك بقوله إن غرف تفكيك المجرمين والمتفلتين تعمل على مدار الساعة. وهكذا بدأت ساحة الاحتفال باستاد الجنينة ينثر فيها الفرح والأماني بالمضي في ذات الاتجاه، ولكن تأبى حوادث القتل أن تفارق مشهد الولاية، غير أن وجهة النائب هذه وجموع غفيرة من المشيعين لشهداء الحادث المشؤوم هذه المرة إلى مقابر (النسيم) شمالي الجنينة. حسب الانتباهة

كيف وقع الحادث؟
الساعة تشير إلى الحادية عشرة من صباح الجمعة.. بدأت مقابر (النسيم) تستقبل المشيعين، ورغم فداحة الحادث إلا أن الصمت يلف المكان ولا تسمع غير قليل من التهليل والتكبير، وحتى النساء اللائي جلسن خارج سور المقابر تسيطر عليهن حالة حزن عميق، ومن بينهن أخوات وأمهات وخالات للشهداء، حيث شيع مواطنو الجنينة أمس الجمعة جثامين (18) شهيداً تم اغتيالهم عصر الخميس بمنطقة (بير سليبة) بمحلية سربا، إثر كمين تعرضوا له أثناء تتبعهم أثر إبل نهبت يوم الأربعاء من قبل (متفلتين تشاديين).

وكان على رأس المشيعين نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو ونائب والي غرب دارفور التيجاني الطاهر كرشوم والفريق الركن خالد عابدين الشامي نائب هيئة الأركان عمليات والفريق محمد إبراهيم ممثل الشرطة واللواء أمن أبو عبيدة ميرغني ممثل جهاز المخابرات ولجنة أمن الولاية.

حميدتي يعزي في الشهداء
وقدم نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي واجب العزاء لأسر الشهداء، وطالب المواطنين بضبط النفس حتى تستطيع الدولة اتخاذ الإجراءات اللازمة التي تحفظ حقوقهم، مؤكداً أن حماية المواطنين مسؤولية الدولة، لجهة أن الدولة مسؤولة عن حماية حدود البلاد، وكشف عن زيارة مرتقبة لمنطقة الحادث للتقصي أكثر حول الحادث ووضع التدابير الملائمة لعدم تكراره، لافتاً إلى أن مسألة تكرار الاعتداءات على المواطنين في الحدود السودانية التشادية مسؤولية القوات المشتركة وأن هناك قرارات سيتم اتخاذها.

قرارات حاسمة
ودعا حميدتي المواطنين الى عدم التجمهر واتباع الأثر، مؤكداً أن ذلك مسؤولية القوات المشتركة، مشيراً إلى أن هناك قرارات حاسمة ستتخذ بشأن الحدود خلال الاجتماع الطارئ للجنة الأمن والدفاع الذي سيعقد على ضوء التطورات الأمنية التي حدثت مساء أمس في الحدود السودانية التشادية التي راح ضحيتها (18) فرداً من المواطنين السودانيين وعدد من الجرحى.
ومن جانبه أوضح نائب والي غرب دارفور التيجاني الطاهر كرشوم أن لجنة أمن الولاية كانت تتابع عن كثب هذه الاعتداءات وأنها اتخذت قرارات بشأنها، مطالباً بضبط النفس وترك أمر حمايتهم للسلطات المختصة.

اتهامات للقوات المشتركة
ومن ناحيته أتهم الأمير حافظ تاج الدين ممثل أسر الشهداء من القبائل العربية (المتفلتين التشاديين) بالاعتداء على أبنائهم بمنطقة (بير سليبة) بمحلية سربا على الحدود التشادية، مندداً بالاعتداءات المتكررة على أبنائهم منذ عام 2003م في منطقة (كراكل)، وقال إنه قتل ما لا يقل عن (170) شخصاً ونهب أكثر من (3000) رأس من الإبل، وحوادث تتكرر من (بيضة) إلى (الطينة) داخل الأراضي السودانية. وطالب تاج الدين بحسم الظاهرة. وأبان أن حوادت السرقة ظلت تتكرر دائماً، ويقع متتبعو الأثر في كمين مدبر ينصبه لهم المجرمون ويفقدون على إثره كثيراً من الأرواح.

المعاملة بالمثل
ومن جانبه أشار العمدة عبد الله آدم إلى أن حدود البلاد صارت مباحة للصوص دون تدخل من القوات السودانية، مما شجع المتفلتين التشاديين على القيام بجرائم السرقة والقتل، وأضاف في المقابل أن السوداني لا يسمح له الدخول في الأراضي التشادية إلا بأوراق رسمية، وإن خالف ذلك سيقتل دون أن يسأل عنه أحد.
وقال إن القوات المشتركة السودانية لا حول ولا قوة لها، بل أصبحت مجرد محطة وقوة تنسيقية فقط دون عتاد ولا قدرات، وحمل عبد الله الحكومة كامل المسؤولية تجاه أرواح الشهداء، ونوه بأنهم في انتظار نتائج التحقيق، مهدداً بأن الخيارات أمامهم مفتوحة.

إغلاق الحدود
إلى ذلك ندد ممثل شباب القبائل العربية مسعود محمد يوسف بالاعتداء على إخوانهم من قبل تشاديين داخل الأراضي السودانية، وطالب برفض القوات المشتركة وملاحقة المعتدين واتخاذ إجراءات بمنع تكرار مثل هذه الحوادث والقبض على الجناة واسترداد الأموال المنهوبة وإغلاق الحدود مع تشاد على غرار قضية الفشقة بشرق السودان، فضلاً عن علاج الجرحى بترحيلهم إلى الخرطوم، وإن استدعى الأمر تحويلهم إلى خارج البلاد لعلاجهم.

تعليقات الفيسبوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.