زيادة مخيفة في أعداد المدمنين البحر الأحمر.. موجة مخدرات عنيفة تهدد الولاية

سودافاكس _ أصبح إدمان كثير من الشباب المخدرات في السودان هاجساً يؤرق الأسر والمجتمع، وأشارت مصادر مطلعة الى أن سن تعاطي المخدرات 18 عاماً، وهي الفئة العمرية التي يستهدفها مروجو المخدرات في السودان. والمعلوم أن المقاهي هي المكان المناسب لترويجها ومن أهم الأماكن المستهدفة من تجار المخدرات.
استهداف الشباب
وقد كشفت المتابعات في وقت سابق أن كمية المخدرات التي تم ضبطها في مدينة سواكن من خام المخدرات تكفي لحاجة ولاية كاملة لمدة خمسة اعوام.
هذا ويستغل المروجون الشباب في اعمار الثمانية عشر عاماً والنساء. فيما كشفت المتابعات أن أغلب الشباب يتحولون في فترة قصيرة من من مدمنين الى مروجين لتغطية تكاليف المخدرات التي يتعاطونها اضافة للمصاريف اليومية، خاصة ان كان المتعاطي مسؤولاً عن اسرة. وبحسب إفادات متابعين فإن سعر الجرام الواحد من المخدر يتراوح ما بين (25) و (30) ألف جنيه سوداني.
الآيس السم القاتل
مخدر الآيس أو الشبو أو الكريستال ميث ــ وكلها مسميات لمادة الميثامفيتامين ــ مادة مستحدثة منشطة للجهاز العصبي وسريعة الإدمان، وتأتي في شكل بلورات أو كريستالات يتم طحنها وخلطها بالماء ثم تعاطيها عن طريق الحقن الوريدية أو بوضعها في ورقة واستنشاقها، زيادة على إفراز هرمون ليعيش متعاطيها نشوة لحظية مع نقصان في الشهية وزيادة في النوم وعدم انتظام دقات القلب، بالإضافة لزيادة درجة حرارة الجسم وغيرها من الأعراض.
وبحسب مصدر طبي بمركز الإدمان أن اعراض المتعاطعين يمكن أن تحدث من أول استخدام لبعض الأشخاص مثل الهلوسة والظنون والشكوك المتواصلة مع افراد الاسرة، خاصة ان كان المتعاطي متزوجاً، بالاضافة للاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب والقلق وعدم التركيز وعدم الانتباه، إضافة للعنف اللفظي والجسدي والتخريب مع كل الناس.
أما الأعراض الجسدية فإن المخدر يتسبب في فقدان الوزن وشحوب الوجه. ويؤثر ايضاً في الشعيرات الدموية ويتسبب في حالات نزيف دموي، بجانب التأثير في الأسنان الأمر الذي يستدعي عدة تدخلات من تخصصات مختلفة مثل أطباء الأسنان والباطنية واختصاصيي القلب بتركيب دعامة عضلة القلب، بالاضافة للفشل القلبي ومشكلات الكلى والكبد، وسط اصابات بالفيروسات مثل الكبد الوبائي ونقص المناعة المكتسبة الناتج عن استخدام الحقن الملوثة ومشاركة الحقن أثناء التعاطي.
غياب الرقابة
وبحسب مصادر عليمة وفق (الانتباهة) أن الفئة العمرية ما بين (15 ــ 35 سنة) من أكثر الفئات العمرية تعاطياً للمخدرات بولاية البحر الاحمر، وعزا المصدر كل ذلك الى غياب الدور الرقابي والأسري، مضيفاً أن نسبة متعاطي المخدرات وسط الشباب تساوي خمسة اضعاف نسبة متعاطي الخمور، متأسفاً على أن من يرجى منهم أن يصبحوا رصيداً بشرياً للبلاد في مختلف مجالات العلم والمعرفة هم الآن في انتظار انقاذهم بتفعيل الجهود المجتمعية والحكومية، مشيراً إلى أن الدولة وحدها لا تستطيع محاربة المخدرات.
الأكثر انتشاراً
وفي ذات الاتجاه كشف مصدر آخر مطلع ان أكثر البلاغات خلال هذا العام عن من مخدرات (القات والآيس والحبوب), وكشفت المصادر أن أكبر نسبة من المتعاطين في بورتسودان بينما اكبر نسبة للمروجين في مدينة سواكن، واضاف ان ما تم ضبطه بسواكن من قبل الشرطة من مخدرات يشكل اكثر من 70% من جملة المتداول على مستوى الولاية.
ضبطيات سواكن
وفي ذات السياق أوقف جهاز المخابرات العامة بمحلية سواكن اخطر مروج لحبوب الهلوسة وبحوزته أكثر من عشرة اكياس وكل كيس به حوالى ألف وخمسمائة حبة، وهي حبوب تسبب الإدمان الشديد ويتم تصنيعها بمزج من مادتي الأمفيتامين والثيوفيلين، وتعتبر من أخطر المواد التي تحتوي على منبهات الجهاز العصبي المركزي. وكانت المخدرات في طريقها إلى الاسواق والمقاهي. وكشف مصدر أن جهاز المخابرات نفذ عملية القبض وفق معلومات ومتابعات دقيقة، فيما يواصل جهاز المخابرات التحريات والمتابعات لملاحقة بقية العصابات والتجار من مروجي المخدرات.
ختاماً:
المشهد في ولاية البحر الاحمر بمحليتي بورتسودان وسواكن يتفاقم يوماً بعد يوم بسبب مروجي ومتعاطي المخدرات، حتى وصل الامر إلى تهديد صريح وصارخ ينذر بانهيار مجتمعي شبه كامل، وتتزايد المخاوف والمتابعات تؤكد أن نسب التعاطي بين شرائح الشباب بلغت مستويات كارثية، حيث يقول احد المواطنين ــ فضل حجب اسمه للحفاظ على علاقاته الشخصية ــ إن عدداً من ابناء زملائه يدرسون بالجامعات أصبحوا من المدمنين وغيرهم كثر، لكنهم لا يستطيعون الإفصاح عن ذلك خشية الملاحقة القانونية، لكن وفي اكثر الاوقات فإن عدم توفر المخصصات المالية تحول دون إتمام إنجاز الآباء تجاه ابنائهم. وبعد ما اصبحت ظاهرة خطيرة وبدأت في الاتساع والتنامي وجهت حكومة الولاية في وقت سابق بتكوين لجان بالمحليات بعضوية ممثلي اللجنة الامنية وجهات الاختصاص واشراك رموز من المجتمع لمكافحة المخدرات، لكن كل اللجان والاسماء أصبحت حبراً على ورق بدون اي انجاز.. وبين الحين والآخر فإن المتابعات تفيد بأن السلطات الأمنية تقاوم عمليات الغدر في مطاردة واعتقال تجار مخدرات، وبعضهم يتبادل معهم النيران، ومنهم من يفر بنفسه رغم الظروف الخطرة التي يعيشها الفرد النظامي خاصة أفراد مكافحة المخدرات. وينتظر المواطن بولاية البحر الأحمر حملات اخرى من القوات النظامية وسلطات مطلقة لضرب اوكار الجريمة والشبكات واعتقال كبار التجار.


