بالفيديو .. تخاف الكرة وتخشى التصويب لأعلى.. الكشف عن أسرار الكاميرا العنكبوتية المستخدمة في كأس العالم

أحدثت الكاميرا العنكبوتية “سبايدركام” (SPIDERCAM) ثورة في عالم تصوير مباريات كرة القدم، وتألقت بشكل كبير في كأس العالم 2022 في قطر بلقطاتها العلوية الإبداعية التي تحدث الفارق في النقل التلفزيوني.

وتحتاج الكاميرا العنكبوتية تجهيزات خاصة لذلك ليست منتشرة سوى في البطولات العالمية والدوريات الكبرى فقط، وعلى سبيل المثال وليس الحصر كانت المرة الأولى التي تستخدم في الجزائر خلال النقل التلفزيوني لحفلي افتتاح وختام دورة ألعاب البحر المتوسط في وهران منتصف العام الجاري.

وكمشاهد لمباريات كأس العالم في قطر من الملعب لاحظت مدى رشاقة تحركات “سبايدركام” فوق الملعب، كما لاحظت أنها “تخاف الكرة وتخشى التصويب لأعلى” رغم أنها تلاحقها إذ لا تقترب من اللاعبين أو أرض الملعب إلا في حالة توقف اللعب فقط، ويكمن السر في خوفها أن الكرة قد تحطمها وتخرجها عن تغطية المباراة إذا اصطدمت بها خاصة إذا كانت قوية.

ويقول خالد إبراهيم مخرج البرامج والمباريات الرياضية للجزيرة نت، إن الكاميرا العنكبوتية أطلق عليها هذا الاسم لأنها تتدلى كالعنكبوت عبر 4 أسلاك قوية ومرنة تثبت إما أعلى 4 أعمدة على أطراف الملعب من الخارج أو في الزاويا الأربع لسقف الملعب، بحيث تجعل هذه الأسلاك حركة الكاميرا تصل للأسفل حتى مستوى أقدام اللاعبين، وللأعلى إلى سقف الملعب، ويشترط أن تكون مثبتة في أعلى نقطة حتى تكون بعيدة عن مرمى الكرة التي قد تحطمها أو تسقطها على اللاعبين إذا اصطدمت بها.

ويضيف إبراهيم أنها تمنح المخرج المسؤول عن نقل المباريات زوايا خاصة رائعة وفريدة إذ لا تستطيع الكاميرات العلوية في تصويرها، وذلك من خلال تنسيق المخرج مع المصور المكلف بالتحكم فيها، لأن الكاميرا العنكبوتية سريعة الحركة وتستطيع أخذ المكان الأنسب لأحداث المباراة من أي كاميرا ثابتة أو حتى متحركة أخرى، حيث تتميز حركتها بديناميكية ترصد كل أبعاد الملعب وتحركات الكرة واللاعبين بل والجماهير أيضا بدقة عالية جدا عبر عدسات عالية الدقة.

ويؤكد إبراهيم أن مشاهدة المباريات المنقولة باستخدام هذه الكاميرات الحديثة جدا عبر التلفاز قد يكون أفضل من حتى الحضور في المدرجات لأنها تنقل المباراة بزاوية كاملة (360 درجة) تجعل المشاهد يعيش أحداث المباراة وكأنه في الملعب وأكثر من خلال الإعادة من زوايا مختلفة.

ويوضح المخرج المصري أن قلة استخدام الكاميرا العنكبوتية في الملاعب العربية والأفريقية له عدة أسباب منها تكلفتها العالية سواء في التركيبات أو سعر الكاميرا نفسها، كما أن تجهيزاتها المكلفة يجب أن تركب في العديد من الملاعب التي غالبا ما لا تتوفر فيها أسقف يسهل تثبيت أسلاك الكاميرا فيها.

ويتابع أن تشغيلها يحتاج لمتخصصين ومعظمهم من المصورين الأجانب، وأخيرا تمثل الكاميرا خطرا على اللاعبين إذا لم يتم تثبيتها أو أسلاكها المعدنية بشكل جيد، وهو ما يحتاج صيانة دائمة وهي مكلفة أيضا.

الجزيرة نت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.