حيدر المكاشفي: جبريل..شغال وزير وكبري عبور

وحينما سئل عن سبب هذا الغلو والمغالاة في الثمن، قال بأنه سيؤدي وظيفتين (زوج وكبري)..وهكذا قال أيضا جبريل باعترافه شخصيا، (أنه شغال وزير وكبري)، من مهامه أن يمرر ما يرفع اليه من مقترحات المؤسسات الحكومية بتعديل الرسوم وفق ما تراه، وليس من حقه الاعتراض عليها أو مراجعتها،

بشفافية – حيدر المكاشفي
جبريل..شغال وزير وكبري عبور

أطلق وزير المالية جبريل إبراهيم سلسلة تغريدات، يدافع عبرها عن وزارته تجاه الحملة الشعبية الشعواء والرفض الكاسح للزيادات المهولة التي فرضت على المعاملات والخدمات، ونفى جبريل في تغريدة له على تويتر علاقة الوزارة بتلك الزيادات، مشيرا إلى أن تلك مسؤولية السلطات التشريعية، وقال جبريل إن دور وزارة المالية يقتصر في الموافقة على مقترحات المؤسسات الحكومية تعديل الرسوم وفق تكلفتها الحقيقية. وفي تغريدة أخرى أكد جبريل أن وزارة المالية ليست ذات صلة بالرسوم الدراسية للجامعات أو الجبايات التي تتم في المحليات، مضيفا (لا تستشار الوزارة في تقديرها)..تلك كانت هي مبررات جبريل الفطيرة لشرعنة الزيادات المهولة في الرسوم غير الشرعية..

بمجرد مطالعتي لهذه المحاولة العبثية من جبريل للدفاع عن الزيادات المفروضة على طريقة الهمبتة والهمباتة، تذكرت حكاية الواد سيد الشغال في المسرحية الشهيرة، فعندما أدرك الواد سيد الشغال حقيقة كونه لم يكن إلا مغفلا كبيرا حين زوجته الأسرة الثرية التي إشتغل عندها خادما إلى جانب خاله، ابنتهم الوحيدة المدللة بعد أن طلقها زوجها الديبلوماسي الرفيع طلاقاً بائنا لا عودة بعده للعلاقة الزوجية بينهما إلا إذا تزوجها غيره ودخل بها، حاول إستغلال هذه الفرصة والتكسب منها بأقصى ما يمكن أن يستحلبه من مال بعد أن طالبته الأسرة بتطليق ابنتها قبل أن يدخل بها، وكان كل ما يعرض عليه مبلغ مقابل التطليق يرفضه ويطالب بالمزيد، وحينما سئل عن سبب هذا الغلو والمغالاة في الثمن، قال بأنه سيؤدي وظيفتين (زوج وكبري)..

وهكذا قال أيضا جبريل باعترافه شخصيا، (أنه شغال وزير وكبري)، من مهامه أن يمرر ما يرفع اليه من مقترحات المؤسسات الحكومية بتعديل الرسوم وفق ما تراه، وليس من حقه الاعتراض عليها أو مراجعتها، وبمعنى آخر أن دوره هنا مثل دور (البناول الطوب) في عملية البناء، ما عليه الا ان يحمل الطوب ويرفعه للأسطى المعلم، أو هو مثل عامل السيمافور في السكة حديد تقرأ شعبيا (الصنفور)، مهمته الأساسية والوحيدة هي إنزال الإشارة إيذانا للقطار بالمرور، وفي هذه الحالة يكون وضع جبريل في الوزارة أقرب للعطالة المقنعة التي يشغل صاحبها وظيفة مرموقة أو غير مرموقة ويذهب يوميا إلى مقر العمل ولكنه في حقيقته لا يؤدي أي عمل بالأصالة إلا القليل الروتيني، بينما الأعمال الكبيرة والقرارات المؤثرة ليس له فيها أي دور، وهل هناك قرارات مؤثرة وخطيرة أكثر من ان تثقل كاهل المواطنين بزيادات خرافية، ثم تقول بلا خجل لا شأن لي بها ولا سلطة لي عليها وأنت وزير المالية المسؤول عن ادارة المال العام،

انها والله حكاية المثل الذي يقول (رمتني بدائها وانسلت) وهيهات، فان كان الأمر كذلك فما الداعي أصلا لوزارة مالية، ولتقدر كل مؤسسة ميزانيتها كما تشاء طالما ترك لها الحبل على الغارب وترفعها رأسا للاجازة (بلا وزارة مالية بلا بطيخ)، والمؤسف رغم كل هذا أن جبريل يؤيد ويدعم هذه الزيادات التي يزعم أن لا علاقة له بها، بل ويؤيد تطبيقها قبل اجازتها رسميا، وكان عليه على الأقل ان يقول ان الزيادات تبقى غير شرعية ومشروعة ولا يجب تطبيقها الا بعد اجازة الموازنة بشكل نهائي.. ويا جبريل يا من تدعي تمثيل المهمشين والمستضعفين العيب راكبك راكبك كما تقول الاغنية الشبابية (سيك سيك يا حبيبي قلبي معلق فيك.. لو قفلتا باب بيتكم أنا بالشباك بجيك)..
الجريدة

Exit mobile version