صحافة 2023.. خيارات صعبة

رسم تقرير أصدره معهد رويترز لدراسة الصحافة، التابع لجامعة أكسفورد، مستقبلاً قاتماً للصحافة خلال سنة 2023. وأضاف، أن التضخم المتفاقم، وتقلص قدرات الأسر على الإنفاق، وتبعات الغزو الروسي لأوكرانيا، والتأثير المدمر للتغير المناخي، ولنازلة فايروس كورونا الجديد ترك تأثيراً في كثير من العامّة، وأثار في نفوسهم خوفاً وضبابية. وعلى رغم أنها ظروف عادة ما تزدهر فيها صناعة الصحافة، إلا أن طبيعة الأخبار الباعثة للاكتئاب في النفوس تحمل كثيرين على الهروب من المنافذ الإعلامية. وأضاف التقرير، أن المنصات الصحفية التكنولوجية الكبيرة تتعرض لضغوط هذه السنة، ليس من التراجع الاقتصادي وحده؛ بل من العناء الذي تعانيه شبكات التواصل، مثل فيسبوك، وتويتر، في الاحتفاظ بمتابعيها، مع شعور جمهورها الأكبر سناً بالسأم، وهجرة مستخدميها الأصغر سناً إلى شبكات جديدة، مثل تيك توك. ورحب التقرير بإمكانات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، التي أتاحت للناشرين إمكانات وتحديات جديدة. غير أنها لا تزال محفوفة بقدر كبير من مخاطر الأخبار المزيفة، والخلاعية، التي ستشكل تهديداً وجودياً لتلك المنافذ. وأشار التقرير إلى أن استطلاع آراء الناشرين حيال آفاق 2023 أكد أنهم أقل ثقة مما كانوا عليه السنة الماضية. وشكواهم الأساسية من التكاليف المرتفعة، وانحسار اهتمام المعلنين، وهبوط عدد المشتركين. كما أن 72% من الناشرين أعربوا عن قلقهم من تفادي أفراد الجمهور للأخبار، خصوصاً الأخبار الباعثة للاكتئاب، كالحرب الروسية في أوكرانيا، والتغير المناخي. وأكد عدد كبير من الناشرين أنهم لا يأبهون كثيراً لفيسبوك وتويتر. وسيتجهون إلى منصة تيك توك؛ فيما يدل على رغبة في التواصل مع من تقل أعمارهم عن 25 سنة. وقال 72% من الناشرين، إنهم سيكرسون مزيداً من الموارد للبودكاست، والصوت الرقمي، ورسائل البريد الإلكتروني، والاستثمار في صيغ الفيديو الرقمية. بينما قال 3% فقط من الناشرين، إنهم سيواصلون اهتمامهم بإمكانات فيسبوك. وتوقع تقرير معهد رويترز، أن يعمد مزيد من الصحف خلال 2023 إلى وقف طبعاتها الورقية، بسبب ارتفاع كلفة الطباعة، وضعف شبكات التوزيع. كما توقع أن تضطر شبكات تلفزة إلى تسريح عدد أكبر من موظفيها، بسبب ضيق المشاهدين بمحتوى أخبارها، والتنافس المتزايد من التدفق الرقمي. وسيتجه مزيد من شبكات التلفزة خلال 2023 إلى إيقاف الإرسال الخطي لبرامجها.

عكاظ


انضم لقناة الواتسب

انضم لقروب الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.