معرض أم ساحة حرب!!

معرض الخرطوم الدولي تظاهرة وطنية اقتصادية تهم كل الوطن ومن المفترض أن تعكس الوجه الحضاري له فحولها انقلاب اللجنة الامنية لأمر مخجل لكل السودانيين والدبابات والحشود العسكرية وروائح البمبان فتحول المكان إلى ساحة معركة وليس ساحة عرض يأمها الناس من كافة أنحاء العالم.

عصب الشارع – صفاء الفحل
معرض أم ساحة حرب!!

كان من الطبيعي أن تفشل الدورة الحالية لمعرض الخرطوم الدولي لهذا العام كـ (سابقاتها) رغم الزخم الإعلامي الكبير الذي صاحبها في ظل الاوضاع الغير مستقرة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب اللجنة الأمنية بقيادة البرهان والفلول على حكومة الثورة في خطوة لم تكن محسوبة فقادت البلاد إلى تردي غير مسبوق في كافة المناحي.

ثوار البراري الأشاوس أغلقوا الطرقات المؤدية إلى المعرض فقابلتهم اللجنة الأمنية بالغاز المسيل للدموع كـ(العادة) والذي تمدد داخل المعرض فمنع الحضور (المتواضع) من الاستمتاع بالحدث رغم محاولات اللجنة المنظمة الاستمرار في العمل بصورة طبيعية والأعداد الكبيرة من المنظمين والجهات الأمنية تحسباً لحدوث اختراق من الثوار فكان القلق والتوتر هو سيد الموقف للمسؤولين والحضور القليل الذي تمكن من الوصول بعد جهد كبير على حد سوء.

الحكومة الإنقلابية كانت تعلم مسبقاً بفشل التظاهرة الحالية خاصة أنها تقام في (عرين الأسود) وإنطلاقاً لما قابل الدورة السابقة من رفض ومصادمات ولكنها وفي سبيل (فرض الأمر الواقع) والقول بأن الامور تمضي على ما يرام في ظل الانقلاب أصرت على قيامه وعلى اعتباره (بقرة حلوب) لإقتصادها المتهالك ودعمت الأمر بالرسوم الباهظة للمشاركة الذي دفع العارضين للتذمر و(الندم) عطفا على ضعف الحضور والخسارة الكبيرة التي مني بها الكثيرين والحالة الاقتصادية التي دفعت الكثيرين (للفرجة) فقط بالإضافة القيمة العالية لتذكرة الدخول التي دفعت الأسر الكبيرة العدد للعودة دون الدخول وكام من المفترض أن تكون أسعار الدخول رمزية تحت هذه الظروف التي يمر بها الجميع.

بكل أسف فإن معرض الخرطوم الدولي تظاهرة وطنية اقتصادية تهم كل الوطن ومن المفترض أن تعكس الوجه الحضاري له فحولها انقلاب اللجنة الامنية لأمر مخجل لكل السودانيين والدبابات والحشود العسكرية وروائح البمبان فتحول المكان إلى ساحة معركة وليس ساحة عرض يأمها الناس من كافة أنحاء العالم.

الاصرار على قيام المعرض في هذه الظروف الإستثنائية سينعكس سلبا علي الاقتصاد فالوفود المشاركة هم مجموعة من رجال الأعمال والشركات العالمية وما يحدث أمام المعرض من حشود عسكرية سيجعلهم يفكرون ألف مرة في الاستثمار في بلد تقوم حكومته بالبطش بمواطنيها بهذه الصورة الوحشية مع إنعدام الأمن والاستقرار فيها والاتفاق على مشاريع في ظل نظام دكتاتوري زائل لامحالة.

لا التوقيت ولا الأوضاع الاقتصادية والأمنية كانت مواتية لقيام المعرض ولكن اصرار شيخ جبريل و حكومة الانقلاب لا يهما الفشل أو النجاح أو انعكاس الأمر على الواقع الاقتصادي في البلاد وكل ما يهمها القول بأننا بخير في ظل (انقلابهم) رغم أننا أبداً ليس كذلك
والثورة ستظل مستمرة.
والرحمة والخلود للشهداء.

الجريدة

Exit mobile version