تناول الطعام المحترق يصيبك بالسرطان.. حقيقة أم إدعاء؟
تناول الطعام المحترق يصيبك بالسرطان.. حقيقة أم إدعاء؟
صورة خلود عمر خلود عمرفبراير 28, 2023 – 10:08 ص
يلجأ بعض الأشخاص إلى إزالة الأجزاء المحترقة من الطعام، لتجنب الطعم المحترق المُر، في حين أن البعض الآخر يفضل الأجزاء المقرمشة ذات اللون البني الداكن.
في عام 2002، اكتشف العلماء في جامعة ستوكهولم أنه قد يكون من الجيد كشط الأجزاء المحترقة من الطعام.
ووجدوا أن مادة تسمى الأكريلاميد تتشكل عندما نطبق حرارة تزيد عن 120 درجة مئوية على أطعمة معينة، بما في ذلك البطاطس والخبز والبسكويت والحبوب والقهوة، ويتفاعل محتواها من السكر مع حمض الأسباراجين الأميني.
وبحسب BBC، تسمى هذه العملية تفاعل ميلارد، وهي تتسبب في تحول الطعام إلى اللون البني وتعطيه تلك النكهة المميزة.
لكن العلماء وجدوا أن جرعات من مادة الأكريلاميد هي مادة مسرطنة في الحيوانات، ولكن فقط بجرعات أعلى بكثير من تلك الموجودة في غذاء الإنسان .
كما يمكن أن تزيد مادة الأكريلاميد أيضًا من خطر إصابة البشر بالسرطان، وخاصةً الأطفال، وفقًا لهيئة سلامة الأغذية الأوروبية.
الأمر يحتاج إلى مزيد من الدراسات
لكن الباحثين الذين يبحثون في التأثيرات على البشر لم يتمكنوا بعد من التوصل إلى نتيجة محددة .
بعد ما يقرب من 30 عامًا من تصنيفها على أنها مادة مسرطنة محتملة للإنسان، لا يزال هناك دليل غير مؤكد على قدرتها المؤكدة في الإصابة بالسرطان في البشر.
ومع ذلك، إذا واصل العلماء إجراء المزيد من الدراسات على البشر، فقد يكون هناك بيانات كافية لتغيير تصنيف مادة الأكريلاميد إلى أنها مادة مسرطنة للإنسان، وفقًا لـ تقول فاطمة صالح ، أستاذة مشاركة في علوم المختبرات الطبية في جامعة بيروت العربية في لبنان.
مع ذلك، فإن العلماء على يقين من أن مادة الأكريلاميد مادة سامة للأعصاب للإنسان، ما يعني أنها يمكن أن تؤثر على الجهاز العصبي.
ولا يزال السبب الدقيق وراء ذلك غير مفهوم تمامًا، ولكن من بين النظريات أن مادة الأكريلاميد تهاجم البروتينات الهيكلية داخل الخلايا العصبية أو قد تمنع الأنظمة المضادة للالتهابات التي تحمي الخلايا العصبية من التلف.
فيما ثبت أن التأثيرات السامة لمادة الأكريلاميد تراكمية، ما يعني أن استهلاك كمية صغيرة من مادة الأكريلاميد على مدى فترة طويلة من الزمن يمكن أن يزيد من خطر تأثيرها على الأعضاء على المدى الطويل.
وبشكل أكثر تحديدًا، تشير الدلائل المستمدة من الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن التعرض طويل الأمد لمادة الأكريلاميد الكبريتية يمكن أن يزيد أيضًا من خطر الإصابة بأمراض التنكس العصبي ، مثل الخرف.
بالإضافة على أنه قد يكون مرتبطًا باضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال، وفقًا لفيديريكا لاغوزي، الأستاذة المساعدة في أمراض القلب والأوعية الدموية والتغذية، وعالمة الأوبئة في معهد الطب البيئي في السويد.
المصري لايت