سودافاكس ـ في ظل هذه الاتهامات المسببة والواضحة يبقى السؤال عن حقيقة ترفيع المطار قائماً ومشروعاً..
على خلفية الأنباء المتواترة، التي أكدت شروع السلطات في ترفيع مطار مروي، عبر شراكة بين شركة مطارات السودان وشركة (ناس بورت) لخدمات الطيران، وذلك بهدف ترفيع مطار مروي وجعله المطار البديل الأول لمطار الخرطوم، بحسب ما هو معلن..ثار جدل كثيف ووجهت اتهامات مباشرة للبعض على رأسهم الفريق أول البرهان قائد الانقلاب ورئيس حكومته، واثيرت كثير من الشكوك باعتبار الخطوة (كلمة حق أريد بها باطل)، الامر الذي يستولد سؤالا مهما حول حقيقة ترفيع هذا المطار..
أبرز هذه الاتهامات مصوبة تجاه مصر التي تتهم بأنها وراء عملية الترفيع لخدمة مصالحها فقط على حساب مصالح السودان، وأوعزت بذلك لـ(مريديها) وان شئت قل عملائها في السودان من ذوي الحول والطول والسلطة، حتى تتمكن من استخدام المطار بديلاً للطريق البري، فتتفادى بذلك عمليات تتريس الطريق التي ينشط فيها ترس الشمال، ولجان مقاومة الولاية الشمالية، الذين درجوا على ايقاف الشاحنات المصرية، التي تنهب القمح والسمسم، والصمغ العربي، ويستشهدون على ذلك بكلمة لوزير الدفاع المصري نقلتها بعض المواقع جاء فيها (ترفيع مطار مروي للمصاف الدولي تعظيم لدور وموقع المطار من الحدود المصرية وفك أي ضائقة محتملة من تتريس شارع شريان الشمال من قبل لجان المقاومة ومتوقع ذلك بشكل كامل لذلك سعينا مع القيادة السودانية لوضع بديل استراتيجي عاجل لفك أي اختناق محتمل من تروس الشمال علما بأننا متعاقدين مع عدة شركات ودول خارجية على استقرار صادرات مصر المعدنية والحيوانية والزراعية بشكل منتظم ضف على ذلك مسألة الشروط الجزائية القاسية في حالة عجز مصانع مصر بالإيفاء في الأزمنة المحددة لها فضلا عن أن مدينة مروي تعد بعد أمني استراتيجي لمصر لا تهاون فيه)،
وأثار فيهم حديث الوزير المصري المستفز جملة من الاسئلة الاستنكارية، عن لماذا تتعاقد الحكومة المصرية، وتقيم المصانع، لتصدر معادن، وحيوانات، ومحاصيل زراعية لا تملكها، وما معنى أن مروي بعد أمني لمصر، هل تريد الحكومة المصرية استغلال مطار مروي، لضرب سد النهضة الاثيوبي، ولتأكيد الدور المصري في ترفيع الميناء يوردون كلمة لمراقب جوي سوداني يقول فيها (حينما أصر الطاقم الاستخباراتي المصري على تسليمهم برج المراقبة اعترضنا وخالفنا كسودانيين تسليم البرج، ولكن للأسف صدرت تعليمات كتابة من رئيس مجلس السيادة بتسليم برج المراقبة للاستخبارات المصرية.. لتسهيل عمليات تهريب الذهب والآثار التاريخية القيمة من الموقع المكتشف حديثا لذلك ابعدوا كل الإدارة السودانية بشكل كامل واصبح المطار في قبضة المصريين)، ومن الاتهامات أيضا ان المنتجات السودانية تشترى بالجنيه السوداني المزور، ويستدلون على التزوير بصورة المطابع في العتبة بالقاهرة، التي نقلتها الوسائط وهي تطبع الجنيهات السودانية، التي يتم بها شراء المنتجات السودانية، ويعززون هذا الاتهام بأنهم لاحظوا كلما تدهور الوضع الاقتصادي في مصر، نتيجة للزيادة المضطردة في السكان، وفشل سياسات الأنظمة المصرية الحاكمة في تحسين معاش الشعب المصري، كلما ظهر الطمع والهلع لنهب خيرات السودان، بواسطة الحكومة المصرية، ووجدوا الان في عسكر السودان الطامعين في السلطة، فرصة تمكنهم من تحقيق صفقة على طريقة (ون ون)، بتمكين العسكر من السلطة مقابل تمكنهم من منتجات السودان، فحين أغلقت لجان المقاومة شريان الشمال، انزعجت الحكومة المصرية، وقاد اعلامها حملة شعواء ضد السودانيين، ولما لم يجدي ذلك فتيلا، عمدوا لخلق بديل آخر، فزينوا للبرهان ومن معه، أن يرفعوا مطار مروي، لينقل البضائع، ولا يستطيع الشباب إيقاف الطائرات..وفي ظل هذه الاتهامات المسببة والواضحة يبقى السؤال عن حقيقة ترفيع المطار قائماً ومشروعاً..
الجريدة