صفاء الفحل : المسيرة لن تتوقف
سودافاكس ـ طالما أن الفكي جبريل (شبعان) ويتمتع وحاشيته بأموال خزائن الشعب، وطالما مناوي يستمتع بتجواله العالمي ويجد من يستمع لنكاته وطالما أن بوق الأرادلة له في كل سبيكة حسنة.
ما أن تواترت الأخبار وتسارعت الأحداث لقرب التوقيع النهائي للاتفاق الاطاري، وتكوين حكومة انتقالية من كفاءات، حتى ظهرت النوايا الخبيثة للبعض، ولن أقول لحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان بصورة عامة، بل نوايا مناوي وجبريل فهذه الحركات لها رجال آخرون يؤمنون بالديموقراطية والتحول المدني، ولهم مواقفهم الوطنية المعلنة ولا علاقة لهم بـ(الجعجة) التي يحدثها هذا الثنائي (وثالثهم) أردول خلال هذه الأيام.
وما نستغربه على من يعلن هؤلاء الحرب، ومن يتوعدون بالويل والثبور فهم شركاء أصلاً (للحكومة الانقلابية) ولا نعتقد بأنهم يقصدونها بإعلان الحرب هذا، والمصيبة أن يكون توعدهم هذا موجه للشعب السوداني لمطالبته بحكومة كفاءات مدنية، وتحول ديموقراطي كامل وكان على هذا الشعب (الصمت) على الحكومة البرهانية، أو اعادة الفلول حتى ولو جاع الشعب كله أو مات نصفه، طالما أن الفكي جبريل (شبعان) ويتمتع وحاشيته بأموال خزائن الشعب، وطالما مناوي يستمتع بتجواله العالمي ويجد من يستمع لنكاته وطالما أن بوق الأرادلة له في كل سبيكة حسنة.
الكل صار يعلم بأن (ما يحدثونه) لا يتعدي زوبعة في فنجان، فليس لديهم شارع يحركونه كما يدّعون، إلا إذا كانوا يقصدون الفلول وأطفال الخلاوى، وبعض المؤلفة قلوبهم، ونحن ننتظر هذا الشارع الذي يتحدثون عنه، فالأمور صارت واضحة كالشمس، فلجان المقاومة التي حتى لو أعلن بعضها رفضه للإطاري، لن يكون سنداً لهؤلاء المهرجين في كافة الأحوال، ولن يتحالف معهم الحزب الشيوعي أو البعث حتى وإن كان يرفض التوقيع على الاتفاق لتصبح حكاية التهديد بالشارع (نكتة سخيفة) من نكات مناوي، التي يطلقها في لحظات النشوة ووهم يسيطر على عقولهم التي أكلتها دودة السلطة.
الخطوات ماضية بل وشارفت على نهايتها، والأبواب مفتوحة لكل من يريد اللحاق بها دون المؤتمر اللاوطني وفلوله، والاتفاق غير (مقدس) ويمكن تعديله أن كان في ذلك مصلحة الوطن، ولا يمكننا القول بأنه يمثل الديموقراطية الحقيقية الكاملة، فالكمال لله ونعلم أن الديموقراطية لن تأتي بكل تأكيد إلا عبر صناديق الاقتراع، وعلى كل راغب في الدخول للمعترك السياسي، الاستعداد لذلك منذ الآن فمحاولات فرض النفس بقوة السلاح قد أنتهى زمانه، والوطن يمضي نحو دولة الحرية والسلام والعدالة، وهي مرحلة سيحميها شباب الوطن الذي اكتسبوه بسنوات النضال.
التوقيع القادم قطرة في بحر البناء الديموقراطي وخطوة للحاق بدول العالم، بعد أن تخلفنا كثيراً عن نظيراتنا في أفريقيا، ولن يستطيع أحد بعد اليوم أعادتنا للخلف، وسنتعامل بمقولة الراحل المقيم بأن لا علاج لأخطاء الديموقراطية إلا بمزيد من الديموقراطية.
والثورة مستمرة
والقصاص أمر حتمي
الجريدة