شروط زواج “غريبة” والطلاق بعدها حصل لأسباب أخرى

كان الكاتب المصري توفيق الحكيم رافضاً لفكرة الزواج، لكنه عندما حاول أن يقنع نفسه أن يتزوج من جارته، وضع 15 شرطاً قاسياً لتوافق عليها العروس قبل زفافها، وضمنياً كان يتمنى أن ترفض ولو شرطاً واحداً منها ليجد مبرراً يقنع به نفسه للهرب من “المأزق العاطفي”. حدد شروطه “القاسية” والعروس تستمع إليه، ومنها ألا يعرف أحد بزواجهما إلا عائلتيهما، وأن يسافر وحده، وألا يستقبل ضيوفاً في البيت أو يصحبها بنزهة أو رحلة، وأن يكون مسؤولاً عن مشكلات البيت والخدم، وأن تتحمل هي وحدها مشكلات الأولاد، والأهم أن تعامله كطفل ويكون البيت هادئاً بلا ضجيج ليتفرغ للكتابة.

وكانت المفاجأة التي لم يتوقعها الكاتب أن الجارة وافقت على كل شروطه، وأظهرت استسلامها أمام كل طلباته على رغم أنه يكبرها بـ20 سنة.

ومع الوقت ألغت بنفسها كل الشروط التي وضعها قبل الزواج، في حين كان توفيق الحكيم في غاية الرضا وهو يتنازل عن شروطه شرطاً تلو الآخر، إذ كتب بعد شهر من زواجه مقالة في (أخبار اليوم) تضمن عبارة، “الحب، ليس غير الحب هو وحده الذي يستطيع أن يجعل حياتك سعيدة”.

شروط مجتمعية

وتعتبر هذه الحادثة فريدة من نوعها بسبب شخصية صاحبها ولماذا وضعها وكيف غيرها، ولكن في العالم هناك حوادث متنوعة تحت مسمى “شروط الزواج الغريبة” سواء أكانت فردية أم مجتمعية.

إذ يعتبر كثير من المجتمعات أن شروط الزواج الخاصة بها من ضمن طقوسها وعاداتها، مهما كانت هذه الشروط غريبة وقاسية أحياناً. ففي كوريا الجنوبية يقوم أقارب العريس وأصدقاؤه بخلع حذائه وتثبيت كاحليه بحبل، ثم يتناوبون على ضرب قدميه بعصا، وهو ما يدل على قوة الرجل وقدرته على التحمل.

أما الزواج في موريتانيا فيتم عرفياً بين كبار العائلتين، على أن يصدق في وقت لاحق، ولا يحضر العريس أو العروس مراسم العقد وينوب عنهما وكيلان، كما يشترط في العقد ألا يتزوج الرجل من امرأة ثانية، وترتدي الزوجة اللون الأسود ويرتدي الزوج الأبيض، ويكون على الزوجة دفع 90 في المئة للزوج من مبلغ المهر الذي دفعه قبل إتمام مراسم الزواج.

ويقال إنه في قبيلة “بوندا” في الهند تقوم الفتاة بوضع الشاب المتقدم لها في اختبار من أجل الزواج به، إذ إنها تصطحبه إلى الغابة وتقوم بإشعال النار وتكوي بها ظهره العاري، فإذا تأوه وشعر بالألم الشديد تعلن رفضها له، وإذا تحمل الألم تقوم على الفور بقبول الزواج منه.

كما جرت العادة في مصر أن يكتب في عقد الزواج قيمة المهر ومؤخر الصداق المتفق عليه بين العريس وولي العروس، لكن تظل بقية خانة الشروط خالية، ومن النادر أن يكتب فيها شيء، بل ويتعامل معها الجميع على أنها خانة لا تصلح للمناقشة، وفقاً لثقافة المجتمع المصري الذي لا يقبل شروط العروس.

شروط فردية

ولكن هذا تغير مع تعديل القوانين منذ مدة، إضافة إلى كف يد المأذونين في مصر الذين كانوا يتصرفون من دون العودة للقانون ومراعاة حق العروسين بكتابة الشروط التي يريدونها.

وتعتبر شروط إكمال الفتاة دراستها وطلبها السكن في منزل مستقل أحد أبرز الشروط التي تضعها العروس، لكن خرجت اليوم إلى العلن مجموعة من الشروط الغريبة إلى حد مفاجئ، إذ اشترطت عروس سعودية على عريسها أن يضع ضمن العقد أنه لن يقوم بالاشتراك بأية قناة رياضية لعلمها بحبه للرياضة ومتابعته المباريات. وطلبت أخرى من أولياء أمرها أن يثبتوا في عقد الزواج أن من حقها معرفة كلمة سر الهاتف المحمول الخاص بزوجها، إضافة إلى تلك الخاصة بحاسوبه الشخصي في أي وقت تطلبه، وهذان الشرطان لم ينالا إعجاب العريسين إلا أنهما عادا ووافقا عليهما.

وفي الهند وقع زوجان على قائمة طويلة من الشروط، من أبرزها كان شرط العريس عدم تناول العروس البيتزا أكثر من مرة واحدة في الشهر، وذلك لمعرفته بعشقها للبيتزا إذ كانت دائماً تطلب منه اصطحابها لمطاعم متخصصة بصنع البيتزا في فترة الخطوبة، كما تضمنت القائمة تحضير الزوج وجبة الإفطار أيام الأحد واصطحاب زوجته للتسوق كل 15 يوماً.

ونتيجة إدمان عروسته على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، قرر عريس بحريني أن يثبت في عقد الزواج شرطاً يمنع فيه زوجته من المبالغة في استعمال تطبيق المحادثة “واتساب” خصوصاً خلال وجوده في المنزل في فترة المساء، إذ إن هذا التطبيق كان وراء فشل زواجه السابق.

كما اشترطت عروس سعودية من الطائف على عريسها أن يتزوج من صديقتيها وهن معلمات في ليلة واحدة، فعقد قرانه عليهن ثلاثتهن من خلال مأذون واحد بعد أن أقنعه أقرباؤه بالفكرة واستأجر لهن ثلاث شقق.

شروط “هوليوودية”

ولا تقتصر شروط الزواج الغريبة على عامة الناس بل تعدتها إلى نجوم “هوليوود”، إذ اشترطت الممثلة الأميركية نيكول كيدمان في عقد زواجها، أن يقوم زوجها بدفع مبلغ 500 ألف دولار في حال قام بخيانتها. هو الشرط نفسه وضعته النجمة دينيس عند زواجها من الممثل تشارلي تشين، ولكنها وضعت مبلغاً كبيراً بلغ 4 ملايين دولار في حال خيانته لها، ولكنهما انفصلا لأسباب غير الخيانة، وحصلت منه على 300 ألف دولار في مقابل كل سنة زواج.

أما المغنية بيونسيه ففرضت شرطاً على زوجها المغني جاي زد، وهو أن تحصل على 5 ملايين دولار في حال الطلاق عن كل طفل تنجبه، وأن تحصل على مليون دولار في مقابل كل عام قضته معه، ورد زوجها على هذا الشرط قائلاً إني أملك ملايين كثيرة ولا أخشى أن أخسر نصفها في مقابل أن أعيش حياة جيدة.

بينما كان شرط المطربة الأميركية جيسكا سيمبسون الأكثر غرابة، وهو حصول زوجها على 500 ألف دولار في حال زاد وزنها بمقدار 135 باونداً أي حوالى 16 كلغ، ولكن ألغي عقد الزواج قبل أن يتم من الأساس.

اندبندنت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.