بعد خروجه من معتقلات الدعم السريع ..شاعر سوداني يوجه رسالة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مخرج يوسف من ظلمات البئر والسجن ومنجي إبراهيم بكوني برداً وسلاما وقابل يونس من بطن الحوت بلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فالحمد لله من قبل ومن بعد …
الحمدلله على نعمة المحبة فقد أحاطتني الدعوات ووصلتني الأكف وأنا رهين المحابس محملة بالمحبة والسؤال كل على سعته ، وصلت مجازاً ووصلت فعلاً بين قضبان الزنازين وصلت سؤالاً عبر هواتف السجانين بعد أن تسوَّرت جدران العنصرية البغيضة التي حقن بها الساسة و جنرالات الموت دماء أبناء بلادي …
شكراً لكم وشكراً للمحبة فقد أخرجتموني عنوة واقتلعتموني اقتلاعاً من درن السجون إلى براح دعواتكم وبيوتكم وقلوبكم تتناقلني البيوت والقرى والحلال بفيوض محبتكم …
شكراً لكم أهلي وأصدقائي وأصدقاء أصدقائي شكراً لقبيلة الإعلام وقبيلة الشعر والأدب والفنون شكرا لكل من نافح وكتب وحاول واتصل وتواصل وسأل وناشد لقد قطعتم القضبان بالأقلام …
أقول لكل من ناشد و سأل من ترفض مبادئهم ومواقفهم أن يناشدوا ويسألوا أقول لهم لا منة لأحد عليكم فلا منة في الحرية ولا منة في حق …
لاحقاً سأكتب كل شيء ،
أبرأ بنفسي أن ألغ في الدم أو الحقد أو سوء الطوية …
لاحقاً سأكتب كل شيء …
لكن حتى ذلك الحين سأبارز سجانِّي السابقين على الإنسانية وفقط الإنسانية وأجأر بالحق ما استطعت ، فعليه :
رسالتي الأولى : إلى قيادات في الدعم السريع :
١/ لا يد ولا منة لأحد منكم علي أو على الأصدقاء والأحبة الذين ناشدوكم فالحرية حق لا منة .
٢/ الآلاف الذين و اللواتي في سجونكم ليسوا كلهم أسرى حرب وأنا لم أكن أسير حرب هؤلاء المسلوبي الحرية المهاني الكرامة جلهم مختطفين ومخفيين قسرياً بلا وجه حق ، واجهوا أنفسكم أولاً و تبينوا من طالتهم أيديكم أسرى معارك أُمكنتم منهم وضعوا السلاح أو طالتهم أيديكم جرحى فهؤلاء أسرى لهم من الحقوق ما لهم .
لكن ماذا عن آلاف من المدنيين والمدنيات ومن كبار السن ، ومن معاشيّ القوات النظامية ، و من نظامين لم يقاتلوكم تسورتم منازلهم واستبحتم حرماتها غانمين ما ليس بحق
رسالتي الثانية : لكل الأصدقاء والإعلاميين والشعراء والسياسين وناشطي حقوق الإنسان : واصلوا خلخلة الأبواب
رسالتي الثالثة : إلى أهالي المختطفين و الأسرى أنا منكم ومعكم
رسالتي الرابعة : إلى قيادة القوات المسلحة : التقيت بشخصين مدنيين خرجا من معتقلات الجيش رويا ما رويا من انتهاكات وتعذيب ، الحرية حق والسلامة حق فلكم كل ما أقول وكل ما ورد في الرسالة الأولى
لاحقاً سأكتب كل شي ، الآن ما قلت وما يغص به القلب والحلق من الشكر و الامتنان لكم ، إستعدت هاتفي لكن بلا أرقام ، أنا في ضيافة بيوتكم لا أطال الهاتف إلا قليلا خلسة من أدب الضيافة سأدون الأرقام من الواتساب ونلتقي بإذن الله …