السودان يدين محاولة الانقلاب على شرعية أردوغان في تركيا
شجب السودان المحاولة الانقلابية الفاشلة التي وقعت في جمهورية تركيا ليل الجمعة، وأكد دعمه للشرعية القائمة برئاسة رجب طيب اردوغان.
إردوغان يتحدث لممثلي الإعلام في مرمرة بتركيا الجمعة..(رويترز)
وإستنكر الرئيس السوداني عمر البشير ، المحاولة الانقلابية ، وقال حسب بيان صحفي تلقته (سودان تربيون) السبت “إن السودان حكومة وشعب يقفان صفا واحد مع الرئيس التركي اردوغان وحكومته”.
ووصف المحاولة بانها استهداف لحرية الشعب التركي والنموذج الفكري لحزب العدالة والتنمية الحاكم.
وفشلت في الساعات الأولى من صباح السبت، محاولة الانقلاب في تركيا، بعد أن لبت الجماهير دعوة الرئيس رجب طيب إردوغان للنزول للشوارع للتعبير عن تأييده.
وجرت حملة اعتقالات واسعة وسط ضباط الجيش، كما قتل نحو 104 من الأشخاص، واصيب ما لايقل عن 1440آخرين.
وقال رئيس الوزراء بن علي يلدريم إن مجموعة داخل الجيش حاولت الإطاحة بالحكومة وإن قوات الأمن استدعيت “للقيام بما يلزم”.
ولفترة طويلة توترت علاقات حزب العدالة والتنمية الحاكم مع الجيش والقوميين في البلاد التي تأسست على مبادئ العلمانية بعد الحرب العالمية الأولى. وللجيش تاريخ من الانقلابات للدفاع عن مبادئ العلمانية لكنه لم يسيطر على السلطة مباشرة منذ عام 1980.
في غضون ذلك، هنأت الخارجية السودانية، حكومة تركيا بما أسمته “الانتصار الحاسم للإرادة الوطنية واستعادة الشرعية”، وأعربت الخارجية في بيان صحفي السبت، تضامن الخرطوم القوي مع قيادة تركيا لتوطيد دعائم الأمن والاستقرار.
كما أكد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، دعمه الكامل لحزب العدالة والتنمية في تركيا، ورأى في المحاولة الانقلابية استهدافا للتجربة التركية.
من جهتها دعت حركة (الإصلاح الآن) المجتمع الدولي للتصدي لأي محاولة من شأنها وأد الشرعية، ووصف بيان للحركة صدر السبت، محاولة الانقلاب في تركيا بتأمر قوى الباطل لوأد الشرعية في بلاد كثيرة تحت ذرائع شتى.
وقالت ان ما حدث في تركيا “عبث من تلك القوى وادعاء كاذب لتمرير أجندة تلك القوى مستعينة بالآلة العسكرية”.
وهنأت الحركة الشعب التركي لتصديه وانتصاره لنفسه وحكومته الشرعية بحزم، ومدافعته عن مؤسساته الشرعية الديمقراطية بإيمان مطلق بحقه في الحرية والعدالة.
وبدوره سارع حزب المؤتمر الشعبي لإعلان وقوفه مع الشرعية الديموقراطية الحاكمة في تركيا،بقيادة أردوغان،ودان محاولة الجيش للانقلاب عليه.
واعتبر الحزب في بيان تلقته (سودان تربيون) استجابة الشعب التركي لنداء الرئيس ونزوله الى االشوارع ” يعطي درسا بليغا للشعوب الاخرى في أهمية سيادة الديموقراطية، التي هي أسس الحكم الرشيد”.
ودعا متحدث بإسم حزب المؤتمر السوداني المعارض ، القوى والتنظيمات في السودان والعالم الى ادانة التوجه الانقلابي المدمر والتمسك بخيار الديموقراطية في اطار دولة المؤسسات والقانون.
وابدى رئيس الحزب في الخارج عبد المنعم عمر ابراهيم، في تعميم صحفي، كامل التضامن مع الشعب التركي وقواه المدنية مؤكدا مساندة المؤتمر السوداني، للشرعية ، كما حيا ستجابة الاتراك وتصديهم للانقلاب العسكري.
وحثت هيئة الشباب السودانية التركية وتنظيمات محسوبة على التيار الاسلامي في السودان على الخروج في مظاهرات مؤيدة لنظام اردوغان، السبت، حيث ينتظر أن يتوجه مؤيدو الهيئة،وجبهة الدستور الإسلامي وجماعة الاخوان المسلمون والحركة الاسلامية السودانية والمؤتمر الشعبي واتحاد قوى المسلمين والاتحاد العالمي للمنظمات الاسلامية الى مقر السفارة التركية وسط العاصمة الخرطوم.
وبدأ الانقلاب بطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر تحلق فوق أنقرة وقوات تتحرك لغلق الجسور فوق مضيق البوسفور الذي يربط أوروبا وآسيا في اسطنبول
وهزت انفجارات وأصوات إطلاق النار اسطنبول والعاصمة أنقرة في ليلة اتسمت بالفوضى بعد أن سيطر جنود على مواقع في المدينتين وأمروا التلفزيون الحكومي بتلاوة بيان أعلنوا فيه السيطرة على السلطة.
وتوجه إردوغان الذي كان يقضي عطلة على الساحل عندما وقع الانقلاب إلى اسطنبول جوا قبل الفجر وظهر على شاشة التلفزيون وسط حشود من المؤيدين خارج المطار الذي فشل مدبرو الانقلاب في تأمينه.
وقبل العودة إلى اسطنبول ظهر إردوغان على محطة (سي.إن.إن ترك) في اتصال عبر الفيديو ودعا الأتراك إلى الخروج للشوارع للدفاع عن حكومته وقال إن مدبري الانقلاب سيدفعون ثمنا باهظا لذلك.
وفي وقت لاحق قال إردوغان للصحفيين في مؤتمر صحفي رتب على عجل إن ذلك العمل يمثل عملا من “أعمال الخيانة” وإن المسؤولين عنه سيدفعون ثمنا باهظا. وكانت هناك عمليات اعتقالات جارية لضباط تشمل رتبا كبيرة لتصل عملية تطهير الجيش إلى ذروتها، وبالفعل تم اعتقا أكثر من 1500 عنصر وسط الجيش التركي، بالاضافة الى جنرالات في وظائف قيادية.
واتهم إردوغان ومسؤولون آخرون أنصار رجل الدين فتح الله كولن المقيم في الولايات المتحدة بمحاولة الانقلاب ، وأعلنوا مطالبتهم واشنطن بتسليمه ، لكن حركة الرجل نفت أي دور له في الانقلاب ودانته بشدة.
وأعلنت الولايات المتحدة دعمها الراسخ لحكومة إردوغان. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية التركي وأكد “الدعم المطلق للحكومة التركية المدنية المنتخبة ديمقراطيا والمؤسسات الديمقراطية.”
سودان تربيون