استبدلت أخا الرئيس بجلاده.. أسرار سقوط “إمبراطورية” زوجة رئيس الغابون
هل كانت سيلفيا بونغو الحاكمة الفعلية وهل كانت الغابون بالفعل “إمبرطوريتها” كما كان الشعب يقول في سره قبل الانقلاب؟
لا أحد يعرف مكانها حتى الآن، حيث لم يرد اسمها ضمن من اعتقلهم العسكريون عقب الإطاحة بزوجها الأربعاء الماضي، كما لم تظهر بأي وسيلة من مواقع التواصل.
غياب ملغوم يعيد للأذهان صورة تلك المرأة القوية التي يعتقد الغابونيون أنها سيطرت على الرئيس إلى درجة غدت معها الحاكمة للفعلية للبلاد.
وإذا ما سألت غابونيا عنها، فتأكد أن الامتعاض سيرتسم لاشعوريا على وجهه قبل يختار بين إجابة دبلوماسية لبقة تغنيه عن المشاكل أو الانفجار علنا بسرد معاناة شعب بأكمله من حكم وراء الستار.
لكن كيف خسرت سيلفيا امبراطوريتها بحركة قاتلة نفذتها بنفسها؟
بمجرد وفاة عمر بونغو، والد الرئيس الغابوني المعزول، في عام 2009، وضع فريديريك بونغو، الأخ غير الشقيق لعلي بونغو نفسه على ذمة أخيه، وكان حينها يتقلد منصب رئيس استخبارات الحرس الجمهوري.
حرص فريديريك على استثمار خبراته في إبقاء شقيقه بكل السبل في السلطة، وكان مقربا منه لدرجة أثارت حفيظة سيلفيا التي كانت ترقب بامتعاض العلاقة الوطيدة بين زوجها وأخيه،
كان فريديريك يتمتع بخبرة واسعة وهو الذي تدرج من دركي متدرب في عهد والده عمر بونغو ليلتحق بأكاديمية سان سير كويتكيدان العسكرية ومدرسة تدريب ضباط الدرك قبل انضمامه إلى قوات الدرك، ولا سيما المديرية العامة للأبحاث (DGR) التي تولى مسؤوليتها.
تقارير إعلامية محلية تقول إن فريديريك الذي تم تعيينه رئيساً لأجهزة الاستخبارات التابعة للحرس الجمهوري، استخدم أساليب وحشية لضمان وصول أخيه إلى السلطة وبقائه فيها.
لكن سيلفيا التي كانت تريد وضع يدها على كافة مفاصل الحكم دون منازع، لم تكن راضية على أداء الأخ غير الشقيق، وكانت تنتظر أن يستكمل المرحلة التي لا تستطيع هي القيام بها قبل أن تتحرك.
وبالفعل، انتهزت سيلفيا، في عام 2019، فرصة سفر زوجها إلى المغرب لقضاء فترة نقاهة عقب وعكة صحية حادة، لتطيح بفريديريك وتعين مكانه شخصا آخر.
وفي الواقع، أصيبت سيلفيا برجة حين حاولت عناصر من الحرس الجمهوري حينها الانقلاب على زوجها، وخمنت أن فريديريك يريد الإطاحة بأخيه لقطع الطريق على ابنها نور الدين في خلافته.
وجرى استبدال فريديريك بعقيد آخر يُدعى بريس أوليغي نغيما، ولم تكن لتعتقد ولو مازحة أنها استبعدت أخ الرئيس لتعين جلاده الذي سيطيح به في انقلاب بعد سنوات على ذلك.
العين الاخبارية