الشاي يساعد في التخفيف من خطر الإصابة بمرض السكري
بشرت دراسة جديدة محبي الشاي، الذي ينافس القهوة على صدارة المشروب الأكثر شعبية حول العالم، بأن له فوائد في التخفيف من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني وتطوره لدى البالغين، من خلال التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم.
وفقاً لنتائج الدراسة، التي عرضت يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول في الاجتماع السنوي للجمعية الأوروبية لدراسة مرض السكري (EASD)، فإن مستهلكي الشاي الداكن يومياً أقل عرضة بنسبة 53% للإصابة بمقدمات مرض السكري، مع انخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة 47%، حتى بعد تناوله.
حتى يتمكنوا من تقدير فوائد الشاي بدقة، أخذ معدو الدراسة في الاعتبار عوامل الخطر المحددة المعروفة بأنها تزيد من خطر الإصابة بمرض السكري، بما في ذلك عوامل العمر، والجنس، والعرق، ومؤشر كتلة الجسم، ومتوسط ضغط الدم الشرياني، وتناول الكحول، والتدخين، والانتظام في ممارسة التمارين الرياضية، والتاريخ المرضي للأسرة.
أوضح المؤلف المشارك في الدراسة، تونغزي وو، الأستاذ المشارك في كلية الطب في جامعة أديلايد الأسترالية، أن العديد من الدراسات السابقة، تناولت الفوائد الصحية الكبيرة للشاي، بما في ذلك انخفاض خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري من النوع الثاني، ولكن الآليات الكامنة وراء هذه الفوائد كانت غير واضحة.
أجريت الدراسة على 1923 شخصاً بالغاً يعيشون في مقاطعات في الصين. وشملت العينة 562 رجلاً و1361 امرأة تتراوح أعمارهم بين 20 و80 عاماً. كان 436 مشاركاً مصابين بمرض السكري و352 مصابين بمقدمات السكري، وكان 1135 شخصاً لديهم مستويات طبيعية من الغلوكوز في الدم. وكان من بين المشاركين شاربو الشاي غير المعتادين، وأولئك الذين لديهم تاريخ في شرب نوع واحد فقط من الشاي.
أضاف تونغزي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن النتائج تشير إلى التأثيرات الوقائية لشرب الشاي على إدارة نسبة السكر في الدم عن طريق زيادة إفراز الغلوكوز في البول، وتحسين مقاومة الأنسولين، وبالتالي التحكم بشكل أفضل في نسبة السكر في الدم. وكانت هذه الفوائد أكثر وضوحاً بين شاربي الشاي الداكن يومياً.أظهرت هذه الملاحظة لدى عامة السكان الصينيين أن الاستهلاك المعتاد للشاي، وخاصة الشاي الداكن، ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بكل من مرض السكري ومقدمات السكري. على الرغم من أن الشاي له العديد من التأثيرات المرغوبة، والتي تساعد على تقليل الالتهاب والأكسدة وتحسين حساسية الأنسولين، أظهرت دراستنا لأول مرة أنه يرتبط بزيادة إفراز الغلوكوز في البول، وتحسين نسبة السكر في الدم”، قال الباحث.
يعزو الباحثون فوائد الشاي الداكن إلى الطريقة التي يتم بها إنتاجه، والتي تتضمن التخمر الميكروبي، وهي عملية قد تنتج مركبات نشطة بيولوجياً، بما في ذلك القلويدات، والأحماض الأمينية الحرة، والبوليفينول، والسكريات، ومشتقاتها، لإظهار مضادات الأكسدة القوية وتأثيراتها المضادة للالتهابات، فضلاً عن تحسين حساسية الأنسولين وأداء خلايا بيتا في البنكرياس، وتغير تركيبة البكتيريا الموجودة في الأمعاء.
“تدعم ملاحظاتنا مفهوم شرب الشاي بانتظام، وخاصة الداكن، باعتباره نهجاً غذائياً آمناً وغير مكلف، للحد من مخاطر الإصابة بمرض السكري”، بيّن تونغزي الذي حذر أيضاً -رغم تشجيع النتائج على شرب الشاي خاصة الداكن- من أن النتائج لا يمكن أن تثبت أو تقطع بأن شرب الشاي يومياً يحسن التحكم في نسبة السكر في الدم عن طريق زيادة إفراز الغلوكوز في البول وتقليل مقاومة الأنسولين، لكنها تشير إلى احتمالية أن تسهم في حدوث ذلك.
لذلك، يجري الفريق حالياً تجربة عشوائية للتحقيق في فوائد الشاي الداكن على التحكم في نسبة الغلوكوز في الدم لدى الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني، للتحقق من صحة النتائج التي توصلوا إليها.
العربي الجديد