سكاي نيوز.. وانهيار أسعار الأراضي والعقارات في الخرطوم – الجزء (3-3)
لم ينبهني إلا عزيز لدي بمدينة الرياض السعودية الذي أوصيته بمتابعة حلقة سكاي نيوز.. فهالني ما سمعت منه إذ كثيرون من السودانيين يسلخون جلد النملة وبالذات في الأمور الاقتصادية والمعيشية حتى لو لم يكن تخصصهم..فهو قليل الحديث ففاجأني بعبارة موجزة (وين الأمانة الإعلامية)؟ ووين في مغترب بشتري ليهو عمارة وبنعش ليهو سوق؟؟ أنت مع منو؟؟..وبعد لهث وجري وعطش وجدت الرابط ، وسأظل أدندن حتى يوم البعث بهذا السؤال (إذ كيف يكون حديثي منصباً بأسباب الارتفاع الوهمية، وأفاجأ بأن كل من استضافتهم المراسلة المحترمة يتحدثون عن انعاش المغتربين لسوق العقار والأراضي)؟؟.
تابع القراءة من : سكاي نيوز.. وانهيار أسعار الأراضي والعقارات في الخرطوم – الجزء (1-3)
تابع القراءة من : سكاي نيوز.. وانهيار أسعار الأراضي والعقارات في الخرطوم – الجزء (2-3)
فيا من يهمه الأمر- ومواصلة لحديثي- أقسم لكم بالعشرة بأن أسعار الأراضي الطرفية والمخططات الجديدة قد بدأت في الانخفاض أي ما بني على باطل لا يكون إلا باطلاً..
ولا داعي أصلاً للمقارنة بما حدث من انهيار عقاري في أمريكا أم الدولار!! إذ بعد التمدد الأفقي والرأسي من صناديق الإسكان وما وفرته من تساهيل للأقساط إلا أنها دخلت بعقلية تجارية بحتة، إذ يهمها الربح فقط من غير رؤى مستقبلية أو قصيرة المدى – أي أنهم دخلوا السباق من غير رحمة – والأهم من كل هذا انظروا للفهم الذي أصاب الولايات – فولاية النيل الأبيض وولاية الجزيرة دخلتا في خط السباق للحاق بالسوق، فالأولى هي من باعت أراضي المندرة في صحارى جبل أولياء، والثانية هي من باعت دريم لاند وأراضي الزراعة الخصبة بالباقير والجديد الثورة وحتى المسعودية – وانظروا إلى طريقة الإعلانات التي جعلت كل من لديه دولاراً أو ألماظاً يتخارج منه كالملدوغ واللحاق بأرض الأحلام والمطار الجديد؟ والأدهى أيضاً دخل مقاول التنمية في جب الكسر والخسران بقبول هذه الصحاري التي لن تعمر، وتقوم لها قائمة وحتى لو جرى النيلين بترولاً وذهباً؟؟.. ولم يمضٍ كثير من وقت حتى انهارت الأسعار قبل توقعاتنا؟؟
.. وإذا كان الحل السياسي هو الحل الاقتصادي كما أصبح يردد الكبار. فمن ينقذ نصف المساكين من هذه الغياهب التي وقعوا فيها. ولا احتياطات كافية للبنك المركزي بأنقاذ الموقف، ولن تكون هناك حلولاً إلا بعبارات الطبطبة (غلطان المرحوم) وهذا هو القدر(والجاتك في مالك سامحتك) وسوف نرى.. إذ من المفروض أن تكون هناك أجهزة حماية فمصلحة الأراضي ووزارة التخطيط المنوط بها حماية السكن هي من فكت الحبل من يدها، وحتى بعد الغد الغريب لديها مزاد ضخم، وفي أرقى الفنادق، فالمسألة تحولت من مستودع قيم عند كافة الشعب إلى تجارة يسيل لها اللعاب من الجهات الحكومية من أراضي وتخطيط – وليت السيد البلدوزر والياً الخرطوم والذي صرح بأنه لم يجد شبراً واحداً للاستفادة منه أن يتدخل وينقذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا؛ مغتربين ومحليين.
فإذا لم تجد الخزائن العامة في المركز والولايات ما تسد به منصرفاتها من أموال التنمية والتسيير وو..وباعت أغلى أراضيها وأعدمت أراضيها الزراعية على حساب السكنية – فيبقى هذا من أقوى أسباب الانهيار- وأنظر أعزك الله إلى قروبات الواتساب العقارية والأراضي- ففي اليوم الواحد تعرض أكثر من 800 قطعة، ولا ينفذ من البيع إلا اثنين أو ثلاثة بحجة عدم السيولة – وحتى هذه القطع الثلاث قد يكون من اشتراها هم هؤلاء المغتربين الغلابي؟! كما حاولت قناة سكاي نيوز في بثها لذاك التقرير المقلوب وهو قليل من كثير أردت به النصح في منعرج اللوي ودولار وذهب مرتفع؟!!.. اللهم قد بلغت فأشهد.
صحيفة التيار – أسامه السماني