مبادرة لصيانة الأثاث الطبي بمستشفى بمدينة بورتسودان بعد خروج المصانع عن الخدمة بسبب الحرب

يعمل متطوعون في مبادرة “منظمة الفريق الأخضر السوداني” بتفان في مستشفى عثمان دقنة بمدينة بورتسودان في شرق البلاد، على صيانة الأثاث الطبي وبعض الأجهزة التي تحطمت وخرجت عن الخدمة لعدم توفر صيانة دورية لها.

المبادرة التي انطلقت قبل سنوات ساهمت بشكل كبير في صيانة وإصلاح الأثاث التالف في مستشفيات منطقة الخرطوم الكبرى المنتشرة في مدنها الثلاث والتي كانت تستقبل المرضى من جميع أنحاء البلاد.

ومع تصاعد وتيرة القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في العاصمة، نزح معظم السكان إلى الولايات الآمنة نسبيا في شمال ووسط وشرق البلاد، خصوصا مدينة ود مدني التي تضم أكبر المستشفيات بعد العاصمة، وكانت تؤوي النسبة الأكبر من النازحين، فانتقلت المبادرة إلى هناك وبدأت العمل في مستشفيات المدينة ثم اتجهت شرقا نحو بورتسودان.

وفي أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني قبل أيام، بعد انسحاب قوات الجيش منها، وخروج جميع المستشفيات عن الخدمة، ركزت المبادرة على مدينة بورتسودان.

وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد فر ما بين 250 ألفا و300 ألف شخص من ولاية الجزيرة عقب الاشتباكات.

ويقول أسامة مصطفى، من منظمة الفريق الأخضر السوداني، لوكالة أنباء العالم العربي (AWP)، إن المنظمة تقدمت بمبادرات عديدة منها مبادرة صيانة المستشفيات، مشيرا إلى أن الميزانيات التي كانت تخصص للمستشفيات ضعيفة ولا تفي بالاحتياجات المطلوبة.

وقال إن المنظمة عملت، قبل اندلاع الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان، في عدد من مستشفيات الخرطوم التي كانت تستقبل الحالات من معظم أنحاء السودان، منها إبراهيم مالك وحوادث الخرطوم وأم درمان التعليمي ومستشفى بحري.

وأوضح مصطفى أنه بعد اندلاع الحرب توجه النازحون، خصوصا المرضى، إلى المدن الآمنة نسبيا، لكن الأكثر تأثرا بعدد المرضى والمصابين كان ود مدني وبورتسودان، مضيفا أن الضغط على المدينتين أصبح كبيرا، وهو ما جعلهم في المبادرة يعملون بطريقة تقوم على “فريق يتحرك بشكل مرن من مدينة إلى أخرى لمحاولة معالجة احتياجات المستشفيات”.

  • تدمير المصانع
    وأشار مصطفى إلى أنه في الوقت الحالي لا توجد مصانع تعمل على صناعة الأثاث الطبي، والتي كانت تتركز بشكل أساسي في مدينة جياد الصناعية جنوب الخرطوم، وهي إحدى مؤسسات منظومة التصنيع الحربي التابعة للجيش، إلى جانب الإمدادات الطبية والمصنع الأردني، مضيفا أن جميعها دمرت بالكامل جراء الصراع.

وأضاف “عندما وصلنا إلى ود مدني كنا نفتقد لجميع أدوات العمل لأننا تركناها خلفنا في الخرطوم بعد اندلاع الحرب وتدمرت بالفعل، وقمنا بشرائها وتمكنا من التنقل بين ود مدني وبورتسودان وعملنا على صيانة الأثاث بالمستشفيات”.

وقال “نحن سعيدون أننا قدمنا خدمات للمصابين الذين يفترشون الأرض في ود مدني. أبسط شيء يجب أن تضم المستشفيات أسرة ونقالات وكراسي، وبالفعل المبادرة كان لها أثر طيب في المدينة”.

وناشد مصطفى كل المنظمات الوطنية دعم القطاع الصحي، مشيرا إلى أن عدد الإصابات التي تصل المستشفيات في المدن خارج الخرطوم نتيجة الصراع المسلح والأوبئة تفوق طاقتها، كما تحتاج إلى جهد فيما يتعلق بالنظافة ومعالجة مشاكل الصرف الصحي.

كانت نقابة أطباء السودان قد أطلقت الأسبوع الماضي نداء استغاثة عاجلا إلى كافة المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية للتدخل في ود مدني ومناطق ولاية الجزيرة، وأشارت في بيان إلى أن المدينة شهدت وضعاً كارثياً بعد دخول قوات الدعم السريع.

وذكر البيان أن كل المرافق الصحية خرجت عن الخدمة، وتم الاعتداء على المستشفيات والصيدليات الحكومية والخاصة، ونهبها وتخريبها بشكل كامل، حتى أن المستشفيات الرئيسية التي كانت تقدم أكثر من 90 بالمئة من الخدمات الطبية التخصصية في البلاد، تعرضت لتدمير شامل وتكسير أجهزتها ورميها في الطرقات، إضافة إلى اغتيال بعض الكوادر الطبية واعتقال آخرين.

  • إعادة تأهيل الأثاث
    وقال مصطفى، عضو مبادرة منظمة الفريق الأخضر السوداني، “في مثل هذه الظروف التي نمر بها لا تستطيع المستشفى أن تطالب وزارة المالية بتوفير المعينات التي يعتبرونها ثانوية لأن التزامات الأدوية والأطباء أكبر، وقمنا بصيانة وإعادة تأهيل عدد كبير من الكراسي والأسرًة الخاصة للمرضى والمرافقين”.

وتابع أن المنظمة استفادت مما هو متاح من أنقاض الأسرًة والكراسي والنقالات وقامت بإعادة بنائها بمشاركة الحرفيين، مشيرا إلى أن معظم المستشفيات سواء كانت حكومية أو خاصة تحتوي على كمية كبيرة من الأثاث التالف نظرا لغياب الصيانة الدورية.

ومنذ بداية الحرب قبل ما يزيد عن ثمانية أشهر قامت المبادرة بصيانة أكثر من 700 سرير بشكل كامل و 250 نقالة وحوالي 60 كرسيا خاصا بالمعاقين وعدد كبير من الكراسي وإسطوانات الأوكسجين.

من جانبه يقول حامد محمود مدير إدارة الخدمات بمستشفى عثمان دقنة للطوارئ والإصابات، إنهم استعانوا بالمبادرة بعد نشاطها في الخرطوم وبعد اندلاع الحرب في ود مدني، باعتبارها المستشفى الأكبر في ولاية البحر الأحمر بشرق البلاد.

وأضاف في حديث لوكالة أنباء العالم العربي أن المبادرة أسهمت في صيانة عدد كبير من الأسرًة من مختلف الأنواع، بالإضافة إلى استحداث ناقلة نفايات تم تصنيعها داخل المستشفى بدلا من نقلها بالأيدي، مما ساعد في تفادي كوارث صحية بالنسبة للعاملين.

وأشار أيضا إلى صيانة عدد كبير من الستائر داخل العنابر “وهي واحدة من الأشياء التي كانت تعاني منها المستشفى نظرا لكثرة المصابين والمرافقين والزوار”، وساعدت في إنهاء المشكلة.

ودعا محمود منظمة الفريق الأخضر السوداني إلى تعميم التجربة على جميع مستشفيات ولاية البحر الأحمر، باعتبارها تجربة أسهمت بشكل كبير في رفع العبء عن وزارة الصحة في الولاية وإدارة المستشفى.

مصدر الخبر وكالات


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.