منظمة : مقتل ما لا يقل عن 200 مدني في منطقة “جنوب الحزام” في الخرطوم

كشفت مجموعة طوعية بالسودان لـ”إرم نيوز” مقتل ما لا يقل عن 200 مدني في منطقة “جنوب الحزام” بالخرطوم وحدها؛ إثر القصف العشوائي عبر المدافع والطيران خلال 9 شهور من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وتعرضت مناطق أخرى في العاصمة السودانية ومدن أخرى مثل نيالا وودمدني والديبيات، التي تُسيطر عليها قوات الدعم السريع، باستمرار لقصف مدفعي أو عبر الطيران الحربي، الذي دائمًا ما يخلف قتلى وجرحى وسط المدنيين.

وفي ظل غياب أي جهة لرصد عدد ضحايا القصف العشوائي، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مستمر صورًا وأخبارا لمن فقدوا حياتهم إثر سقوط قذائف مدفعية على منازلهم بالخرطوم.

وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد كندشة، إن المنطقة شهدت عدداً من المجازر جراء القصف العشوائي منذ بدء الحرب في الـ15 من شهر أبريل/ نيسان الماضي، مؤكدًا أن المنطقة تعد أكثر المناطق التي عانت من القصف العشوائي في الخرطوم.

وذكر لـ”إرم نيوز” أن أول الحوادث كانت في الأسبوع الأول للحرب وشهدها حي “النهضة” مربع 4 شرق، حينما سقطت قذيفة راح ضحيتها 5 مدنيين، ثم توالت بعدها المجازر، بقتل 9 مدنيين في منطقة السلمة القديمة قرب مستشفى “الرازي”، ثم مجزرة أخرى في حي الأزهري مربع 15 راح ضحيتها 13 مدنيًا، إضافة إلى مقتل أكثر من 20 شخصًا إثر قصف جوي استهدف أحد الأسواق في المنطقة.

وأشار كندشة إلى المجزرة الشهيرة على “سوق قورو” في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، والتي راح ضحيتها 49 شخصًا، إثر قصف جوي اتهمت جماعات حقوقية الجيش السوداني بتنفيذه على السوق.

والشهر الماضي، قُتل 7 أشخاص من أسرة واحدة بينهم 4 أطفال، إثر سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم بمنطقة “السلمة” أحد أحياء منطقة “جنوب الحزام” في العاصمة السودانية الخرطوم.

وأوضح كندشة أن آخر مجازر القصف بـ”جنوب الحزام” هو سقوط قذائف مدفعية وجوية على منطقتي “السلمة وسوبا” يومي الخميس والجمعة الماضيين، أسفرت عن مقتل 13 مدنيًا بـ”السلمة”، و18 آخرين بـ”سوبا”.

وأضاف أنه “لا توجد إحصائية دقيقة لعدد ضحايا القصف العشوائي”، لكنه أكد أن “ما لا يقل عن 200 شخص ممن تم التعرف عليهم قتلوا أما بالقصف المدفعي أو الجوي أو الرصاص الطائش”.

كما أكد كندشة أن مستشفيات بشائر والرازي والراقي العاملة في المنطقة، تصل إليها بشكل يومي حالات وفيات بالرصاص الطائش أو الطيران أو القصف المدفعي والمسيرات.

ويوم الجمعة قالت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية في بيان على منصة “إكس”، إن الطيران الحربي للقوات المسلحة السودانية لا يزال يقصف الأعيان المدنية والأسواق المأهولة بالسكان دون أي مراعاة لحياة المدنيين، وأضافت أن قصفًا جويًا على منطقة سوبا بالخرطوم تسبب بمقتل 23 مدنيًا.

ودان البيان استمرار السلوك الذي ينتهجه الطيران الحربي للجيش السوداني في القصف العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان، مذكرًا بالمسؤولية الجنائية المترتبة على ذلك الفعل.

وقال شهود عيان لـ”إرم نيوز”، إن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني قصف السبت مواقع في مدينة ودمدني وسط الخرطوم، دون معرفة إذا ما كان هنالك ضحايا وسط المدنيين.

كما قصف طيران الجيش أيضًا منطقة “الدبيبات” بولاية جنوب كردفان، للمرة الثالثة خلال أقل من شهر، وذلك بعد أن وقعت هذه المنطقة في قبضة قوات الدعم السريع.

وبقيت مدينة نيالا بجنوب دارفور تتعرض هي الأخرى إلى غارات جوية يشنها الجيش السوداني وسط سقوط قتلى وجرحى وسط المدنيين، آخرها كان يوم الخميس الماضي.

وقالت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية، إن الطيران الحربي التابع للقوات المسلحة قصف مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور مستهدفًا الأحياء السكنية مثل حي “المطار” والأحياء المجاورة لمنطقة قيادة الفرقة الـ16، ما أدى لمقتل 7 أشخاص وجرح آخرين بينهم أطفال ونساء وشباب، كما أن هناك حالات حرجة جرى تحويلها لمستشفى نيالا.

ونوهت إلى أن القصف العشوائي في المناطق السكنية للمدنيين يرقى لأن يكون جرائم حرب، مشيرة إلى أنها المرة الخامسة التي يستهدف فيها الطيران الحربي المدنيين بنيالا.

والشهر الماضي، قالت قوات الدعم السريع إن غارة جوية للجيش السوداني، قتلت 118 مدنيًا في مدينة نيالا بجنوب دارفور، فيما نددت قوى سياسية وجماعات حقوقية بالمجزرة وسط مطالبات بالكف عن قصف الأحياء المأهولة بالسكان.

وفي الـ7 من الشهر الماضي أيضاً قُتل ما لا يقل عن 75 مدنيًا إثر قصف جوي استهدف سوقًا شعبيًا شمال غرب مدينة أم درمان بالسودان، يسمى “قندهار”، بحسب ما أعلن حقوقيون سودانيون.

وذكرت وسائل إعلام محلية، أن الغارة الجوية نفذها طيران الجيش السوداني مستهدفاً السوق الذي يرتاده مقاتلو قوات الدعم السريع، وسط انقطاع لشبكة الاتصالات والإنترنت عن المنطقة.

وتعليقًا على الحادثة قالت مجموعة محامي الطوارئ الحقوقية، إن “القوات المسلحة السودانية، شنت هجمات جوية ومدفعية لم تحقق أهدافًا عسكرية، بل أوقعت ضحايا بين المدنيين، ودمرت البنية التحتية”، مؤكدة أن الهجمات، التي شملت قصفًا جويًا، أودت بحياة 75 مدنيًا، ومقتل أسرة كاملة في حي الإنقاذ جنوب الخرطوم.

المشهد السوداني


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.