ضرب الزوجة لزوجها.. خلق سيئ لا يجوز

جمع مختصون استطلعت “عين اليوم” آراءهم على رفض وإدانة ضرب الزوجة لزوجها، معتبرين أنه خلق سيئ ولا يجوز شرعًا أو وفقًا للعادات والأعراف، بينما تباينت الآراء حول ضرب الزوج لزوجته بين مؤيد بشروط ومن يعتبره حلًا أخيرًا، ورافض لبناء حياة زوجية على العنف، وجاء الاستطلاع بعدما انتشر على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وسم يرفض ويدين ضرب الزوجة لزوجها.
* للزوج تأديب زوجته
قال المحامي والمستشار القانوني والشرعي القاضي في ديوان المظالم سابقًا الدكتور فيصل العصيمي: إن الضرب نوعان، ضرب من قبيل الاعتداء وهذا لا يجوز من طرف الزوج أو الزوجة لأن الله (عز وجل) حرّم الظلم والاعتداء، والنوع الثاني هو الضرب من قبيل التأديب ويكون من الزوج لزوجته لأنه الذي بيده القوامة، قال تعالي: “الرجال قوامون على النساء” لذلك الرجل له أن يؤدب زوجته بالضرب لقوله تعالى: “واللات تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن”.
وأضاف لـ”عين اليوم” أن الضرب يجب أن يكون في حدود الشرع وألا يكون فيه اعتداء، والزوجة لا يجوز لها أن تضرب زوجها أو تعتدي عليه لأن ذلك ليس من الأمور الموكلة إليها وليس بيدها تأديب الرجل ولكن ذلك بيد الرجل.
* وسيلة للزجر وليس للإيلام
وأشار عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور محمد السعدي إلى أنه لا يجوز استخدام الضرب بين الزوجين سواء من الزوج أو الزوجة من كافة الأطراف، وأضاف لـ”عين اليوم” أن الله تعالى تحدّث عن الضرب في حالة نشوز المرأة ليكون ذلك وسيلة لزجرها وليس للإيلام، كأن يكون بالإصبع أو بالسواك وذلك لا يعد ضربًا حقيقيًا فلا يجوز الضرب باستخدام أدوات أو بكامل اليد وقد جعله الله تعالى آخر الحلول بعد العظة والهجر، والدين الإسلامي شرع المودة والرحمة بين الزوجين وما شرع الزجر إلا لإيقاظ مشاعر الزوجة.
* ضرب الزوجة للزوج لا يجوز
وكان عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع قد أكّد أن ضرب الزوجة لزوجها لا يجوز حتى في حالة الدفاع عن النفس، قائلًا: إن هذا خلق سيئ والخلق السيئ لا يجوز، على حد تعبيره، وأضاف أن الضرب لا يعد حلًا للإشكال، ولا بد من وجود تفاهم وتعايش ما بين الجميع.
بينما علق أستاذ علم الاجتماع بجامعة أم القرى الدكتور محمود كسناوي قائلًا: إن العلاقة الزوجية يجب تكون كما شرع الله لها قائمة على المودة والرحمة والاحترام المتبادل بعيدًا عن الإساءة الجسدية واللفظية مشيرًا إلى أن الأسرة اللبنة الأولي في بناء المجتمع ويجب المحافظة عليها لتكوين مجتمع سليم بعيدًا عن العقد النفسية والاختلالات الاجتماعية التي يمكن أن يرثها جيل الأبناء بسبب سوء العشرة وقلة الاحترام بين الزوجين.
* العنف يولّد عنفًا
وأضاف كسناوي أنه لا يجب التعامل بالعنف بين الزوجين لما يخلفه ذلك من علاقات اجتماعية سلبية وتأثيرات نفسية على الزوجين والأبناء، فإن العنف يولّد عنفًا، والدراسات والبحوث الاجتماعية كافة أكدت على أهمية وجود بيئة أسرية مستقرة وجعلتها شرطًا أساسيًا لبناء الإنسان السوي القادر على بناء المجتمع.

عين




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.