السودان.. مشاهـد مبكية لنهب وتدمير متحف شهير
انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي بالسودان طيلة اليومين الماضيين، بمداولة مقاطع مبكية لنهب وتدمير أحد أشهر المتاحف الأثرية بالسودان.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو بوضوحٍ شديد، تعرض متحف “بيت الخليفة” الشهير بمدينة أم درمان لعمليات نهب وتخريب كافة المقتنيات الأثرية داخل المتحف، بينها أول عربة دخلت البلاد.
كما أوضحت حجم الدمار والخراب اللاحق بالمبنى التاريخي، الذي تناثرت محتوياته رأساً على عقب، ونهب المقتنيات الأثرية النادرة، سواء المبثوثة داخل حجرات البيت الأثري، أو المحصّنة داخل فترينات العرض بعد تهشم الزجاج السميك لفترينات العرض المحصنة تحت ضربات أيدي اللصوص والمخربين العابثة.
ووثقت المقاطع المُصوّرة، عمليات النهب والدمار، بينها مقطع فيديو لضابط برتبة العقيد بالقوات المسلحة السودانية يصف السرقة التي تمّت لمقتنيات المتحف بأنها ليست سرقة عادية، إنما عملية تخريب مُمنهج، تهدف لمحو ماضي الشعب السوداني، وذكر الضابط أن الجُناة حرصوا على تهشيم أجهزة المُراقبة الإلكترونية داخل المبنى الأثري ما يدل – حسب قوله – إن الجاني واع بما يفعل!
يُذكر أن متحف “بيت الخليفة” يتوسط مدينة أم درمان، وشاد بنيانه الخليفة عبد الله التعايشي إبان الثورة المهدية التي أنهت حكم الأتراك العثمانيين على السودان عام 1885م، وظل المبنى سكناً لخليفة قائد الثورة المهدية “الإمام محمد أحمد المهدي” ومقراً للحكم.
ويقع المتحف بمنطقة غنية بالآثار التاريخية للدولة المهدية بالسودان، وعلى مقربة من مرقد الإمام محمد أحمد المهدي، كما يطل على ميدان الخليفة أشهر الميادين والساحات العامة بالسودان، حيث تقام المناسبات والاحتفالات العامة، وتنصب السـرادق، وتضرب الخيام سنوياً داخل الميدان احتفالاً بذكرى المولد النبوي الشريف.
أول من سكن هذا البيت هو الخليفة عبد الله التعايشي، وكان يمثل مقر ديوان حكمه ويمارس فيه عمله، ويقابل فيه الأمراء والحكام وكبار قادته ومعاونيه. كما تعاقب على السكن في هذا البيت عدد من كبار موظفي المستعمر البريطاني، الذين حول بعضهم البيت إلى اسطبل للخيول، ثُمّ تحوّل إلى مُتحف في 1928.
تبلغ مساحة “بيت الخليفة” حوالي 3500 متر طولي من الشمال إلى الجنوب، و129 متراً من الشرق إلى الغرب، ويتصل البيت بباب الجامع، حيث كان الخليفة ينتقل من بيته إلى الجامع من خلال هذا الباب ليؤم المصلين، إلى جانب عدد من الأبواب منها باب لزوجاته وباب يدخل منه شقيقه يعقوب، وهنالك أنفاق تؤدي إلى بيت المال وسجن أم درمان.
ومن الأشياء المهمة التي يضمّها المتحف، أول آلة طباعة (المطبعة الحجرية)، وآلة سك العملة وأسلحة بيضاء ونارية وأوان فخارية ورايات الدولة المهدية، بجانب سيوف القادة والأمراء بالمهدية كالأمير أبو قرجة والأمير عبد الرحمن النجومي، وغيرها من المُقتيات الأثرية الثمينة.
ويضم المتحف عدداً من العربات، بينها أول عربة دخلت البلاد التي صنعتها شركة آرول جونسون عام 1905 خصيصَاً للحاكم العام حينها السير ونجيت باشا، إضافة إلى مدافع حربية تتنوّع بين تلك التي استخدمتها قوات المهدية، والتي استخدمها الغزاة الإنجليز.
العربية نت