شيخ الزين في جوبا .. لأن مسلمي السودان في حرب استمرت عام كامل

في منتصف رمضان المعظم، احتفى رواد التواصل الاجتماعي بتنقل المقرئ شيخ الزين محمد في عدد من العواصم الأفريقية، وبما قوبل به من حفاوة واستقبال، وبدموع حارة نزلت من المسلمين هناك، وهم يستمعون بخشوع للقرآن بصوت عذب، ابن قرية البنية بشمال كردفان، حفظه الله، وحفظ أهله ومن يسمع تلاوته آناء الليل والنهار.

من بين تلك العواصم، جوبا عاصمة دولة جنوب السودان، تلك البلاد التي كانت جزءاً عزيزاً منا، وكنا جزءاً عزيزاً منهم، أنعم الله على شعبها بنعمة الإطعام من جوع والأمان من خوف. ومن اللافت أن السعادة كانت أكبر باحتفاء الجنوب وهو يستقبل الشيخ.

IMG 20240416 WA0019

انفصال الجنوب، جاء لأسباب عديدة، منها قضية الحريات الدينية، ورغبة الجنوبيين في وطن يحترم كل الأديان ويتساوى فيه المواطنون دون تمييز، وحينما لم يجدوا ذلك اختاروا التصويت لاستقلال بلادهم 2011.

أيام حرب البسوس بين الشمال والجنوب، رسم هياج الحرب في الشمال، صوراً ذهنية ربما رسخت لدى الكثيرين إلى اليوم، منها أن تلك المطالب الجنوبية والتمرد ومن يقف ورائه، ما هو إلا حرب على الإسلام، ورغبة في طمس هوية البلاد، وأن الحركة الشعبية تقود كل ذلك، ولو وصلت للحكم، ربما تحول دور العبادة إلى بارات، أو هكذا صممت الدعايات سنواتئذ.

انفصل جنوب السودان، وتعرض لنكسات كبيرة، منها الحرب الأهلية، والفشل في تحقيق الديمقراطية، وفي إنزال شعارات السودان الجديد، إضافةً لفساد الساسة، وتكريس القبلية، لكن للأمانة لم نسمع، أو لم أسمع أنا شخصياً يوماً ما، بمضايقات تعرض لها المسلمون بسبب عقيدتهم أو عبادتهم، وهذا ما يحسب للدولة والحركة الشعبية الحاكمة، وللمجتمع ككل في جنوب السودان، قد تكون حدث شيئاً منها.. لكن في المجمل والظاهر، أثبتت دولة جنوب السودان صونها لحقوق المسلمين فيها.

IMG 20240416 WA0018

كما لم تظهر الدولة أي حساسية تجاه أي نشاط ديني إسلامي دعوي، حتى لو كان مصدره شخصاً أجنبياً أو سفارة دول أخرى، والدليل نشاط شيخ الزين، الذي وصل لجوبا بتنسيق من سفارة السودان ومنظمة الدعوة الإسلامية.
ومن المفارقات المبكية، أن شيخ الزين محمد أحمد لم يصلِ أي صلاة في عاصمة بلاده الخرطوم منذ عام كامل، بما فيها صلوات التراويح والتهجد، لأن المسلمين في بلاده، للأسف الشديد، يخوضون حرباً فيما بينهم طوال هذه المدة، حرب أحرقت الأخضر واليابس، ومنعت مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعت في خرابها، فلاذ شيخ الزين وكثير من مسلمي السودان بـ”بلاد الكفر” ليذكروا اسم الله في مساجدها، وما أكثر العبر وما أقل المعتبرين.

صحيفة السوداني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.