ضابط أميركي كبير يحذر واشنطن من تحدي النيجر

نقلت صحيفة واشنطن بوست -عن قائد عسكري أميركي في النيجر– قوله إنه خاطب الكونغرس محذرا من مغبة إحجام إدارة الرئيس جو بايدن عن الاستجابة لإشعار المجلس العسكري بسحب القوات الأميركية من هذه البلاد.

واتهم الضابط -الذي وصفته الصحيفة بأنه يشغل منصبا كبيرا بالقوات الجوية الأميركية- المسؤولين في سفارة بلاده في نيامي بتعمد إخفاء معلومات استخباراتية.

وقال القائد العسكري الأميركي إن إخفاء هذه المعلومات قد تكون له تداعيات على العلاقات مع دول أفريقية أخرى، وعلى سلامة الجنود الأميركيين في المنطقة.

واشتكى الضابط من زعْم مُمثّلية بلاده في النيجر بأن الأمور على ما يرام رغم رفض المجلس العسكري السماح للطائرات الأميركية بالتحليق.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين رفضتا مزاعم الإهمال، قائلتين إن الولايات المتحدة تقوم بمحاولة أخيرة للحفاظ على الوجود العسكري بالنيجر بعد الانقلاب، رغم اعترافهما بصعوبة المحادثات وقد تفشل في التوصل لاتفاق.

ومن المقرر إجراء مناقشات لاحقة -مع مسؤولين نيجيريين كبار آخرين الأسبوع المقبل- قد تحدد مصير علاقة واشنطن مع شريكها الأمني الرئيسي في منطقة تعاني من أعمال عنف.

وقال مسؤول كبير بالخارجية الأميركية، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الجهود الدبلوماسية لإدارة بايدن “هناك طريق ضيق للغاية هنا لإيجاد تسوية تعالج مصالحهم واهتماماتهم ومصالحنا واهتماماتنا وقد لا ينجح الأمر”.

وأعلن المجلس العسكري في النيجر الشهر الماضي أن الوجود العسكري الأميركي هناك “غير قانوني” وقال إنه أنهى جميع الاتفاقات التي تدخل حيز التنفيذ على الفور.

وجاء هذا الإعلان بعد اجتماعات متوترة مع كبار المسؤولين من الخارجية الأميركية والبنتاغون، الذين اتهمهم قادة النيجر بمحاولة “الإملاء” على الدولة الواقعة غرب أفريقيا.

السلطات الجديدة بالنيجر أنهت اتفاقات عسكرية مع الحلفاء الغربيين ومنهم واشنطن (الأناضول)
فراق بعد شراكة
وكانت النيجر -قبل الانقلاب على الرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/تموز 2023- شريكا أمنيا رئيسيا لفرنسا والولايات المتحدة، إذ استخدمتاها قاعدة ضمن جهود دولية للسيطرة على تمرد حركات مسلحة تنشط منذ عقد بمنطقة الساحل غرب أفريقيا.

لكن السلطات الجديدة بالنيجر حذت حذو المجلسين العسكريين في مالي وبوركينا فاسو المجاورتين في إنهاء الاتفاقات العسكرية مع الحلفاء الغربيين، والانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) وتعزيز العلاقات مع روسيا.

وبعد طرد الجيش الفرنسي نهاية 2023، أعلن النظام بالنيجر في مارس/آذار تخليه “بأثر فوري” عن اتفاق تعاون عسكري مع الولايات المتحدة يعود تاريخه لعام 2012، معتبراً أنه “غير قانوني”.

وأكدت نيامي بعد ذلك أن الولايات المتحدة ستقدّم قريبا مشروعا بشأن انسحاب جنودها، بينما لم ترغب واشنطن في التعليق، مشيرة ببساطة إلى أنها اتصلت بالسلطات الانتقالية في النيجر “للحصول على توضيح”.

ويشارك نحو ألف عسكري أميركي منتشرين بالنيجر في القتال ضد مسلحين بمنطقة الساحل، ولديهم قاعدة كبيرة للطائرات المسيّرة في أغاديز (شمال).

الجزيرة نت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.