محمد وداعة يكتب : شيخ موسى.. وشيخ الأمين
شيخ موسى.. وشيخ الأمين
_ محمد وداعة _
وجّـه زعيم المحاميد ومجلس الصحوة الثوري، الشيخ موسى هلال أمس الأول، وفي مخاطبة بين أهله وأنصاره، ضربة قوية لمشروع مليشيا الدعم السريع، مُعلناً وقوفه خلف دولة 56، مُسانداً للقوات المسلحة السودانية ومحارباً في صفوفها عبر تنظيـم الصحوة .
وقال هلال مخاطباً أنصاره “نحن نفدي الوطن بالدم، ولسنا دعاة حرب ولا نتشرّف بالحرب، لكن قام نهب مسلح، ونحن الذين دافعنا عن السودان وقبورنا تملأ الأرض، فكيف من لا يسوى شيئاً يتكلم عن أصحاب الحق، ويتكلم عن الأصل وهو جاء في العام 2018 ويتكلم عني بأي حق؟) – في إشارةٍ إلى حميدتي .
وأضاف: (الذين يتَمَشْدَقَون بدولة 56، نقول لهم دولة 56 هي استقلال السودان، دولة 56 هي مؤتمر الخريجين، دولة 56 هي جمعية اللواء الأبيض علي عبد اللطيف، دولة 56 هي الزعيم الأزهري، دولة 56 هي الأستاذ محمد أحمد المحجوب، دولة 56 هي مبارك زروق، دولة 56 هي الإمام عبد الرحمن المهدي، دولة 56 هي السيد علي الميرغني، وهؤلاء الذين يحاربون دولة 56 جهلة مغرورون لا يعلمون شيئاً، نحن مع السودان ومع استقلال السودان ومع الوطن السودان، ونحن نتعسكر كما الآخرين يتعسكرون، ونتعسكر تبع الدولة السودانية وتبع القوات المسلحة، ونتعسكر تبع الشرطة السودانية، ونحن في معسكر الصحوة جُزءٌ من الوطن ومكملون له، ونتسيس بأفكارنا ومشروعنا المطروح، نحن لسنا عبيداً، نحن أحرار وسنكمل المشوار، ولا يملي علينا أحدٌ أي شيء، هذا السودان هو بلد الثقافة والعراقة والعلم)،
ومن هنا نُعلن وقوفنا مع جميع مؤسسات الدولة السيادية والعسكرية والأمنية والاقتصادية، وختم بقوله: (نحن ضد المرتزقة الذين جلبوهم لغزو السودان من ليبيا وتشاد والنيجر ونيجيريا وأفريقيا الوسطى وإريتريا وإثيوبيا، نحن لسنا منهم ولسنا معهم، وهذه رسالة لكل الأهل، ولكل من تسوّل له نفسه الذهاب إلى عاصمة البلاد، لنهب حقوق المواطنين وتخريب الدولة، وعليكم إيصال هذه الرسالة لكل من لكم عليه ولاية أمر من أبنائكم وإخوانكم وبني عمومتكم وكل مَن يسمع كلامكم، أن يقفوا وقفة قوية مع الوطن واستقراره، ومع وقف إطلاق النار، ومع وقف الحرب في السودان، هذا هو المطلوب من المواطن الصالح، يجب أن نكون جميعنا مع الوطن والقوات المُسلّحة وليس مع أي مليشيا، ونحن نقول الحق ومع الحق وليس الباطل، ان الباطل كان زهوقا.. نحن مع حرب الكرامة لعودة السودان لمكانه الطبيعي متوحداً مستقراً، استقراراً سياسياً يقود الدولة).
الشيخ موسى هلال لم تساوره الظنون ولا الإغراءات التي قدمها له حميدتي شخصياً قبل الحرب للانضمام لمشروع الاستيلاء على السلطة بالقوة، وحذر ونصح حميدتي والداعمين له من القبائل بأنّ مباغتة الجيش لن يُكتب لها النجاح، وقال لهم إنّها مغامرة فاشلة، واستطاع هلال الصمود أمام ضغوط وإغراءات هائلة من المليشيا ومن قيادات أهلية، ولكنه رفض كل ذلك معرضاً نفسه وأسرته وبعض المقربين منه للأذى، وقام بدور كبير في تفكيك حاضنة المليشيا ولا يزال، ويقول مراقبون إنّ ما قام به شيخ موسى كان بتنسيق تام مع الجيش وقيادة الدولة، وهو دورٌ مشابهٌ لما قام به شيخ الأمين، حتى دنت ساعة الحقيقة والقصة معروفة.
استبطأ كثيرون الشيخ لإعلان موقفه المساند للجيش والدولة، حتى وصل الأمر بهم للتشكيك فيه، ولعلهم معذورون، فهلال وبعد إطلاق سراحه – بحفظ البلاغات – كان مُحاصراً في داره، مهدداً بتحريك البلاغات في مواجهته مرة أخرى، لا يستطيع مغادرة الخرطوم ولا السودان، ومع ذلك استمرّ على موقفه من المليشيا ومن مشاريعها المُعادية للبلاد واستقرارها.
يأتي هذا الإعلان في وقتٍ حاسمٍ، مؤكداً للجميع في الداخل والخارج، أن هذه الحرب ليست حرباً أهلية ولن تكون، لأن مجتمع المحاميد يمثل الغالبية، وخاصةً في امتدادات القبيلة خارج الحدود، وارتباط ذلك بامتدادات الطريقة التجانية في دول شمال وغرب أفريقيا، ويأتي أيضاً خطوة مهمة على طريق رتق النسيج الاجتماعي وفاضحاً لمزاعم (حميدتي ولدنا.. حميدتي خط أحمر)، جاء هذا التصريح متزامناً مع إعلان قبائل الزغاوة والحركات المسلحة انضمامها للقوات المسلحة، دليلاً إضافياً على وحدة أبناء دارفور (زرقة وعرب) في مواجهة أطماع أسرة آل دقلو الوافدة.
لا شك أن هذا الموقف سيشجع آخرين لإعلان انسلاخهم عن المليشيا، وسيجهض مخططات وأوهام المليشيا وحلفائها في الإقليم، الرامية لإنشاء دولة في دارفور، بعد فشلها في الاستيلاء على السودان، أبناء دارفور على اختلافهم لن يقبلوا بدولة مصنوعة يقودها (عربان الشتات)، وجيشها من المُرتزقة والنّهّابة والمُجرمين.