دراسة: وظائف العمل عن بعد تتلاشى بسرعة ولا تدوم
قد يرغب الكثير بالعمل عن بعد الذي تم اعتماده بشدة خلال جائحة كورونا، إلا أن كثيرين استمروا به بعد الجائحة، ولكن مصيره الآن مجهولا، دراسة أميركية جديدة تابعة لموقع “لادرز” Ladders تتناول الموضوع من زاوية مختلفة هذه المرة.
إذ تقول الدراسة إن الوظائف عن بعد وبالتحديد ذات الأجور العالية تتلاشى، إذ ترى الشركات أن الحضور إلى المكتب أمرا ضروريا، وليس هناك أي داع لدفع أجرا كبيرا لموظف لا يحضر للشركة حتى لو كان يؤدي مهامه المطلوبة على أكمل وجه، وبالتالي فإن العاملين عن بعد ليس لديهم أي فرصة في الحصول على أجر مادي مرتفع أو تحقيق تقدم وظيفي.
الدراسة وجدت أيضا أن وظائف العمل عن بعد التي تتسم بأجور عالية ومرضية انخفضت بشكل كبير بنحو 60 في المائة. كما أن شواغر العمل عن بعد المتوفرة والمعروضة انخفضت بنسبة 95 في المائة خلال العام الماضي.
وأضافت الدراسة أنه في الوقت الحالي، 4 في المائة فقط من وظائف العمل عن بعد متاحة بأجور مرتفعة بعد ما كانت النسبة 10 في المائة العام الماضي مما يظهر الانخفاض السريع والمفاجئ.
وعن مصير العمل عن بعد، فإن 90 في المائة من الشركات تتوقع العودة للنظام التقليدي بنهاية العام، فيما أوضح تقرير بلومبرغ أن بنوكا عالمية كبرى تطلب من موظفيها العودة للمكاتب 5 أيام بالأسبوع.
والبيانات أظهرت أن وظائف العمل عن بعد مازالت موجودة لكن من المرجح أن يتم تخفيض أجورها.
ويقول مستشار القيادة والتطور الإداري فراس النائب، خلال مداخلته مع برنامج الصباح على سكاي نيوز عربية:
نتيجة جائحة كورونا، شهدت أنظمة العمل تحولاً نوعياً وقصريا، غير أن هذه التغييرات بدأت تتضاءل في الوقت الحالي.
لجأت الكثير من الشركات إلى الأنظمة التي أثبتت فعاليتها خلال فترة الكورونا، ومع انتهاء الجائحة، ظهرت مجدداً الهواجس المتعلقة بقدرة التحكم في أداء الموظفين وفي سير العمل داخل المؤسسات والشركات.
هناك تفاوت في وجهات النظر بشأن العمل عن بُعد مقارنةً بالعمل الحضوري في المكاتب، وتباين الآراء حيال مدى أهميتهما.
وجود جهات معارضة لما يعرف بـ”الأسْر المكتبي”، إذ لا يتناسب هذا المفهوم مع التطور التكنولوجي الحالي الذي يمكّن من تخطي قيود المكان والزمان، مما يتيح استقطاب الكفاءات بشكل أوسع.
يرى إيلون ماسك أن العمل عن بُعد من المنزل يفتقر إلى الأخلاقية والعدل بين الفرق والعمال، كما يؤدي في بعض الحالات إلى فقدان الديناميكيات الاجتماعية والأضرار بالإنتاجية.
يعتبر التطور التكنولوجي عنصرا جوهريا في عالمنا الحديث، ومقاومته قد تشكل تحديًا جسيمًا، لذا، فإن تبني المرونة والقدرة على التكيف مع هذه التحولات يعد أمرًا ضروريًا وأساسيًا.
يعد العمل عن بُعد إحدى النتائج البارزة للاستفادة من التقدم التكنولوجي.
تمنح المرونة الموظفين القدرة على أداء مهامهم من أي مكان وفي أي وقت، مما يقلل من المعاناة اليومية المرتبطة بالتنقل إلى مكاتبهم.
يشعر أصحاب العمل التقليديون بالقلق تجاه مسألة العمل عن بُعد نظرًا لافتقارهم للقدرة على التحكم والإشراف المباشر على الموظفين وعلى سير الإنتاجية.
توجد عدة معايير اتصالية وتقنية تتعلق بمسألة الأجور وخفضها عند العمل عن بُعد، نظراً لغياب الإشراف المباشر وعدم التواجد ميدانياً لأغراض التخطيط والتنظيم.
لا بد من وجود استثناءات في العمل عن بعد للإبقاء على الإنتاجية.
“الأسر المكتبي” شيء من الماضي خاصة مع وجود التطور التكنولوجي.
سكاي نيوز