صالة وصول بائسة.. مطار بورتسودان والحوجة إلى مائة ألف دولار
علينا أن نفصل بين منظر صالة الوصول بمطار بورتسودان والعاملين وإيقاع عملهم الذي شهدناه صباح أمس الخميس عند وصولنا من دبي،فبعد أن حطت طائرة طيران بدر رحالها على المدرج، كانت المعدات الأرضية جاهزة من قبل منسوبي الشركة، وذات الشئ انسحب علي وسائل نقل الرُكاب إلى الصالة،وفي الصالة كان أمن الطيران، الجوازات، الجمارك، ضباط المطار على أتّم الجاهزية لإكمال إجراءاتنا في وقت لم يستغرق الدقيقة للراكب، وفي صالة سير الأمتعة لم نمكث غير دقائق ربما لم تتجاوز نصف الساعة، كل شئ كان مُرتبا ودقيقا، مرة أخرى تفرض علينا الأمانة المهنية الإشادة بمنسوبي مطار بورتسودان.
بالمقابل تبدو صالة الوصول غارقة في البؤس، ارضيات متسخة وسيراميك عفى عليه الزمن،جدران طلائها بدأ في التلاشي، مقاعد بصالة السير قليلة ومهترئة، حمامات تبحث عن الاستحمام لإزالة ما علق بها من أوساخ، تكييف اقرب إلى أنه يختصر التبريد على اجهزته وريما لايتجاوز مدى الهواء الذي ينبعث منه المتر الواحد، عمال صغار في السن يتشبث كل واحد منهم بعربة نقل الأمتعة حتى تدر عليها دخل من الذين وصلوا عبر الرحلات، الازياء التي يرتدونها تشي بأنهم ليس من منسوبي المطار، سلة نفايات فاضت ولم تجد من يفرغ مافي جوفها، وغيرها من تشوهات بصرية.
بصفة عامة منظر لايسر بل يدخل في النفس الحسرة ويدفع إلى التساؤل عن أسباب تردي صالة الوصول، والإجابة تكمُن في عدم إهتمام الحكومة التي وأن وجْهت بتخصيص مائة ألف دولار فقط تكون قد أسهمت في تغيير الصالة كليا، لأن هذا المبلغ كافٍ لتجديد الطلاء وتركيب مقاعد جديدة، وتغيير التكييف وتشييّد حمامات إضافية وغيرها من تحسينات من شأنها ترقية بيئة العمل لمنسوبي المطار وتقييّم وتقدير المسافرين عامة وضيوف البلاد خاصة.
هي أشياء بسيطة لا تكلف مال كثير لكنها حال تم تنفيذها فإنها نضفي لمسات تلق مطار دولة عريقة عمرها يتجاوز الخمسة ألف عام،وظروف الحرب لايمكن أن تكون سببا لتجاهل واجهة البلاد وعنوانها وما تحتاجه الصالة ليس مبلغ ضخم بل متواضع يمكن توفيره من إيرادات المطار ذاته.
طيران بلدنا