تربية الحيوانات الأليفة.. هواية تقود إلى نقل الأمراض.. مضار ومنافع
أصبح اقتناء الحيوانات الأليفة من قبل الأسر في السودان من الأساسيات في السنوات الأخيرة، وبخلاف الهواة الذين يقومون بمهمة تربيتها منذ أعوام خلت، ظهر طيف ليس بالقليل يحرص على جمع عدد مقدر منها في المنازل.
وتتميز القطط والكلاب والعصافير بالجمال واللطف وتبادل أصحابها الحب نظراً للعناية الكاملة التي يوليها المربي لها، لكن هناك مخاطر صحية تترتب على ذلك، من واقع أن الحيوانات لديها مناعة تقاوم بها الأمراض، على عكس الإنسان، فهو يمكن أن تسبب له هذه المخاطر أمراضاً لا حصر لها، وينصح الكثير من الأطباء البيطريين باتخاذ تدابير من بينها نظافة أجسام الحيوانات وتعقيم أماكن وجودها مع منحها اللقاح التام.
مع ندى
ندى حسين تربي أربع قطط في منزلها بطريقة تراها جيدة، وبالمقابل فإن أسرتها تتضجر من وجود تلك القطط، وتعد أنها نجسة، لكنها ترفض حديثهم وتتمسك بموقفها لدرجة أنها أطلقت عليها أسماء لحفظها، حيث أطلقت على أحدهم اسم رفيقتها (نمو) التي تعاني من فوبيا القطط لكي تعالجها في المقام الأول من تلك الفزعة. ندى تقول لـ (اليوم التالي): “أمتلك سلالة من القطط، وكل واحدة تلد وتترك صغارها وتغادر لتترك لي أمر الرعاية بالصغار”. وتشير إلى أنها تعلم القطط أصول محددة خاصة في وجود الضيوف أو في أوقات الأكل أو عند قضاء الحاجة، فهى تنادي بطريقة معينة فيفتح لها الباب تخرج وتأتي من أعلى الحائط. وتضيف: “الرعاية تتجاوز الطريقة التقليدية الى العلمية حيث الاهتمام بصحة الحيوان”. وأردفت: “حال إن أُصيبت القطط بالإعياء أتحرك سريعاً تجاه الطبيب البيطري”.
سؤال مشروع
هواية تربية الحيوانات الأليفة في المنازل قديمة جداً حيث درجت الأسر على الاهتمام بالقطط والطيور، وتتباين الدوافع ما بين الهواية أو المشاركة بها في المسابقات، لكن السؤال المهم هل الاعتناء بها يندرج تحت مظلة حب الإلفة والامتلاك أم أنه يشمل الرعاية الصحية؟
ثقافة مفقودة
تقول نبأ محمد إنها تعشق تربية الكلاب هي وشقيقها الأكبر. وتضيف: “نفق أحد كلابي نتيجة الضرب المبرح بعد أن أُصيب بالسعر”. وزادت: “نسبة لعدم درايتي التامة بالعلاج وافتقادي لثقافة الطبيب البيطري لم أصطحبه إلى هناك، وكل ما أقوم به هو توفير الأكل والشراب مقابل أن يكون حارساً منيعاً لنا في المنزل والحي”. واستطردت: “بعد فترة من الزمن اكتشفت أن جدي خبير في طب الحيوانات، يعرف أمراضها وعلاجها وحتى طريقة جبر كسورها في حالات الإصابات دون دراسة”.
طيور وكتاكيت
في السياق، يقول الجنيد محمد – طالب جامعي: “نحن أسرة تعشق تربية الحيوانات، أحمد وأنا نحب اقتناء الكلاب ذات اللون البني، أما والدي فهو مهتم بالحمام، وأخي الصغير أمجد يعشق الطيور خاصة الدجاج”. وأضاف: “ظللت أهتم بذلك منذ الصغر أما أخي الصغير، فبدأ هوايته في تربية الدجاج بشراء كتاكيت صغيرة من بعض الباعة المتجولين، وشيئا فشيئا ازداد عددها، ليصبح مجموعها تسع قبل أن يموت معظمها بعد إصابتها بمرض (سمير)”.
رؤية طبيب بيطري
يقول أباذر عبد الرحمن – طبيب بيطري – إن معظم المربين وأصحاب الحيوانات الأليفة لا يزورون الأطباء لحظة مرض أحد حيواناتهم، إضافة إلى عدم اهتمامهم بإرشادات الطبيب البيطري في ما يتعلق بالوقاية. وعزا ذلك لسببين الأول هو أن البعض منهم وبحكم الممارسة الطويلة لسنوات تواصله معها يعتقد أنه صاحب خبرة كبيرة، ولا يحتاج للطبيب فما يرى آخرون أن هذه المقابلات ما هي إلا أعباء مادية كبيرة وزيادة على عاتقهم إضافة إلى القصور الناتج من مؤسسات البيطريه الرسمية في عدم تكثيف الإرشاد البيطري، ونشر دور الطبيب في الحفاظ على القطيع القومي، وبالتالي الحفاظ على صحة الإنسان، ونقل التقنيات الحديثة التي تساعد في تطوير وتحديث أنظمة تربية الحيوانات مثل التلقيح الاصطناعي، خاصة في مناطق الإنتاج خارج العاصمة، وفي الولايات الكبرى مثل كردفان ودارفور ونهر النيل والقضارف والبطانة وغيرها من مناطق التربية التقليدية.
اليوم التالي