ما تأثير صراع السودان والقرن الإفريقي على الملاحة ومصر؟ تفاصيل تتكشف
كشف خبراء ومحللون تداعيات ما يحدث من حروب وصراعات بدول جوار مصر والقرن الإفريقي على الأمن القومي المصري، وخلال ندوة نظمها المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية في مصر، اليوم الخميس، وشارك فيها محللون وخبراء استراتيجيون كشف الخبراء تأثير صراعات القرن الإفريقي وتداعياتها على الأمن القومي الإقليمي والمصري، مؤكدين أن أهمية الإقليم المصري تنبع من موقعه الرابط بين القارات الثلاث إفريقيا وآسيا وأوروبا، وإطلالته على أهم ممرات الملاحة الدولية، ممّا يجعله ممرًا حيويًا للتجارة الدولية، ونقطة التقاء للعديد من مصالح القوى الإقليمية والدولية.
تحديات أمنية لدول جوار السودان
وقال خالد عكاشة، المدير العام للمركز، إن هناك صراعات يواجهها إقليم القرن الإفريقي ما بين صراعات ذات طبيعة إثنية، وصراعات حدودية، وصراعات على الموارد، بالإضافة إلى تنامي ظاهرة الأقاليم الانفصالية، مضيفا أن الصراع في السودان فرض العديد من التداعيات الأمنية أسهمت في زعزعة الأمن والاستقرار الإقليمي، كما فرض تحديات أمنية على دول الجوار المباشر، وفي مقدمتهم مصر التي تستضيف أعدادًا متزايدة من اللاجئين الفارين من ويلات الحرب.
أزمات دبلوماسية
وذكر عكاشة أنه بالإضافة لذلك تأتي الأزمات الدبلوماسية لتفاقم من حدة التوترات فيما بين دول القرن الإفريقي، وهو ما تجلى في توقيع مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وإقليم أرض الصومال، ما يُعد تهديدًا للسيادة الوطنية للصومال ووحدة أراضيها ، مشيرا إلى أن الاضطراب بلغ ذروته بشكل غير مسبوق، منذ نوفمبر 2023 وحتى الآن، جراء ما أفرزته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من تبعات متمثلة في هجمات الحوثيين على السفن التجارية المرتبطة بإسرائيل والدول الغربية الداعمة لها، ونتج عن هذا الاضطراب تداعيات سلبية على إمدادات التجارة الدولية ومسارات سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الشحن والتفريغ، الأمر الذي ألقى بظلاله أيضًا على أهم الممرات الملاحية الدولية لا سيما قناة السويس.
مسؤولية جماعية مشتركة
وتابع الخبير المصري إنّ معالجة صراعات وأزمات القرن الإفريقي لا تقع على عاتق دولة واحدة، بل هي مسؤولية جماعية مشتركة يتحملها المجتمع الدولي بأكمله عبر دعم الجهود الدبلوماسية المبذولة لتسوية الصراعات الراهنة في الإقليم، وتبني نهج قائم على الحوار والوساطة، ومعالجة الأسباب الجذرية لهذه الصراعات.
مشروعات إقليمية
من جانبه قال الخبير حسام ردمان زميل الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية إنه توجد مجموعة من الفاعلين المسلحين والجماعات الجهادية النشطة في منطقة القرن الإفريقي والدول المشاطئة للبحر الأحمر، موضحا أن اليمن والقرن الإفريقي أصبحا وحدة جيوسياسية واحدة، والتجربة الحوثية منذ السابع من أكتوبر 2023 أظهرت مدى تجذر التصعيد الإقليمي في ذهنية هذه الحركة، بل أصبحت ذات مشروع إقليمي ومرتبطة بمشروع إقليمي.
توقعات بتوسع عمليات الحوثيين
وتابع أنه من الواضح أن الحوثيين هو التنظيم الصاعد حاليًا، لا سيما أن التنظيم بات لديه قدرة كبيرة على التكيف مع الضربات الأميركية البريطانية، ومع احتدام التصعيد الإقليمي يتوقع أن تزداد الهجمات الحوثية وأن يكون هناك المزيد من التصعيد، مشيرا إلى أنه ربما يتجه الحوثيون إلى زيادة المدى الجغرافي لعملياتهم لتشمل البحر الأبيض المتوسط، والمحيط الهندي، وسيبني ذلك على نوع من التعاون مع فصائل مسلحة في العراق، لكن هذا المسعى يصطدم بعدم وجود أسلحة مناسبة لذلك، وربما يكون الحل في اللجوء للأسلحة عبر حركة الشباب.
تنظيم القاعدة في اليمن
وكشف الخبير حسام درمان أن تنظيم القاعدة في اليمن يواجه حاليًا مرحلة تحول شديدة النوعية، ترتبط بتغير القيادة المركزية للتنظيم وزيادة حالة الارتباط بين التنظيم وإيران، وكذا العديد من الإشكالات البنيوية، وتطرح كل هذه الاعتبارات تساؤلات مرتبطة بطبيعة النهج العملياتي الذي سيتبناه التنظيم في الفترات المقبلة، مضيفا أن حركة الشباب الصومالية، توازن بين أجندتها المحلية، والتي تريد السيطرة على القدر الأكبر من الأراضي الصومالية وإضعاف الحكومة الصومالية، وبين الأجندة العالمية لتنظيم القاعدة وكونها أحد أفرعها.
القرن الإفريقي أمن قومي مصري
ومن جانبه قال اللواء محمد إبراهيم الدويري، نائب مدير المركز إن القارة الإفريقية، بشكل عام وخاصة منطقة القرن الإفريقي دائرة أمن قومي مصري أساسية ومباشرة، مؤكدا أن التحركات المصرية في القارة الإفريقية ليست ثانوية، ولكنها أساسية نظرًا لتأثيرها المباشر على الأمن القومي المصري.
وأضاف أنه على الرغم من انشغال مصر بالكثير من التوترات الإقليمية التي تتسم بتفاعلات كبيرة وعنيفة، إلا أن التحركات المصرية المرتبطة بالقرن الإفريقي مهمة للغاية وذات أولوية، مشيرا إلى أنه من المهم الإشارة إلى أنه لا يمكن الحديث عن أسباب الصراع في القرن الإفريقي من دون وضع مجموعة من الآليات لمواجهتها.
التدخل الأجنبي وتفاقم الأزمات
وذكر الدويري أنه يجب الحديث حول “تفكيك الصراعات المركبة في القرن الإفريقي”، والمزج ما بين 5 عناصر أساسية وهي، المشاكل الإثنية في القرن الإفريقي، ومشاكل الحدود، والإرهاب في المنطقة، والسياسيات المائية الإثيوبية وتأثيرها على الأمن المصري، وأخيرًا دور التدخلات الخارجية في القرن الإفريقي ومدى تأثير تلك التدخلات على تأجيج هذه الصراعات مؤكدا أنه لا توجد أزمة في العالم بشكل عام وفي المنطقة الإفريقية بشكل خاص يحدث فيها تدخل أجنبي إلا وأسهم هذا التدخل في زيادة وتفاقم التوترات.
العربية نت