سودافاكس ـ الأخ اللواء الركن ربيع عبدالله.. سلام ودعاء..
كنت علي موعد مع التاريخ يوم إشرأبت أعناق أهل السودان إلي قامتك المديدة وطلّتك الجسورة وأنت تتحدث علي الملأ بلسان القائد البطل بأن مدني ستعود.. وعن قريب.. يومها مسح اليتامي دموعهم وأمسكت الحرائر عن البكاء علي الشرف المنتهك والعرض المُستباح وظللن جلوساً علي شرفة الأمل والترقب بإنتظار كلمتك ووعدك بتطهير مدني من دنس المليشيا ورجس كلاب الصيد..
مرّت الأيام.. وكرّت الشهور.. لم يفقد المكلومون الأمل في تحرير مدني.. كانوا يأملون قدومك علي صهوة جواد النصر العزيز.. لكنّك تأخرت.. حتي فجعتنا جبل موية.. ثم سنجة.. وأنفرط عقد المسبحة وتساقطت القري مثل أوراق الحراز في مقدم موسم الخريف..
لايزال سؤال الفجيعة يعتصرنا..
لماذا يبقي كبري ودالحداد حتي اليوم سالكاً أمام فزع وتاتشرات المليشيا وعصاباتها تعبره ليلا ونهاراً.. تعربد في قري غرب سنار الوادعة.. تزحف.. ثم تزحف حتي تسللت عبر ثغرة جبل موية التي تأخرت أيها اللواء في سدها وتأمينها حتي وقعت الواقعة..
دعنا من ترديد المواجع..
اليوم وغداً أمامك فرصة إما لدخول التاريخ.. أو الخروج منه..
والمسافة ليست بعيدة ولا طويلة..
فرصتك لدخول التاريخ أن تطبق علي المليشيا جبال موية وتقطع طرق إمدادها إلي جنوب سنار وعمق السودان الاستراتيجي نحو دولتي جنوب السودان وأثيوبيا..
إنها فرصتك لدخول التاريخ وتصحيح أخطاء التردد وتأخير فرصة المباغتة والمبادرة..
والخيار الآخر أن تنضم إلي قائمة الجنرالات الذين سجلوا غياباً في صفحات كتاب التاريخ مع تسجيلهم الحضور في ساحات المواجهة..
عبد الماجد عبد الحميد