بي بي سي : أمام السودان خياران

على الرغم من اهتمام الصحف العالمية بالعديد من الأحداث السياسية المهمة والانتخابات الحاسمة التي تشهدها بعض الدول في الشرق والغرب، لكن لم يغب عنها الحديث عن حرب غزة المستمرة منذ تسعة أشهر، وكذلك الصراع العسكري في السودان.

ونبدأ جولتنا من صحيفة الشرق الأوسط، ومقال لوزير الإعلام السوداني السابق، فيصل محمد صالح، الذي يتوقع أن يشهد السودان الفترة القادمة تحولات كبيرة.

وقال الوزير السابق في مقاله إن الحرب في السودان وصلت إلى نهايتها المنطقية، ولم يعد أمام البلاد سوى “خيارين لا ثالث لهما”، فإما اتفاق لوقف إطلاق النار، يسبق حواراً سياسياً حول مستقبل البلاد، وإما “الانهيار الشامل والدخول في متاهة لا يمكن التنبؤ بعمقها ولا احتمالات الخروج منها”.

وأوضح صالح أن القوات المسلحة السودانية تشهد “حالة انهيار”، مضيفاً أن المناطق العسكرية “تتساقط مثل قطع الدومينو”، أمام “احتلال” قوات الدعم السريع للمدن والقرى بوتيرة متسارعة.

وأشار المقال إلى الهجمات التي شنتها قوات الدعم مؤخراً على مدينة سنار الاستراتيجية وسنجة والدندر والمزموم وكبري دوبا، إلى جانب ولايتي دارفور وكردفان.

وقال صالح إن كل تلك المواقع، ما عدا جبل موية، لم تشهد قتالاً حقيقياً، “بل كانت قوات الجيش تنسحب من المناطق دون قتال”، ما يثير علامات استفهام لدى السودانيين.

وأعرب الوزير السابق عن دهشته من المقاطع المصورة التي تُظهر استيلاء قوات الدعم على العتاد العسكري والأسلحة والذخائر الخاصة بالجيش السوداني بعد انسحابه، معللاً ذلك بانخفاض أو غياب الروح المعنوية وكذلك القيادة والتخطيط.

وأرجع المقال السبب إلى تسييس القوات المسلحة لعقود طويلة لصالح حكم الحركة الإسلامية، ما دفع نحو “التخلص من الضباط المؤهلين واستبدالهم بأهل الولاء بغض النظر عن الكفاءة”، مشيراً كذلك إلى انشغال المؤسسة العسكرية بالأنشطة الاقتصادية والصناعية عن الاهتمام بالتجنيد والتدريب والتأهيل.

وقال الوزير السابق إن الفرصة كانت أمام الجيش “لإصلاح كل ذلك” مع سقوط النظام القديم وقيام مؤسسات الحكم الانتقالي. لكن وبدلاً من ذلك، قرر الجيش تشكيل تحالف مع قوات الدعم السريع لمواجهة السلطة الانتقالية المدنية، ثم الانقلاب عليها.

وانتقد المقال عدم محاولة قيادة الجيش وضع أي تصور لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة أو تسريحها بطريقة سلمية، “مفضلين مهاجمة المطالبين بحل ودمج هذه القوات، التي قتلت خلال عام ونصف ما بين الانقلاب والحرب أكثر من 150 سوداني في مظاهرات سلمية”.

ويرى صالح أن الطرفين كانا يستعدان للحرب، بتصورات غير واقعية للجيش عن إمكانية “سحق” قوات الدعم في أيام قليلة، قبل أن يتضح أن الجيش الذي عانى من الإهمال لعقود “لم يكن مستعداً ولا جاهزاً”، وأنه تورط في حرب لم يستطع التعامل معها.

وحذر المقال من وصول البلاد وليس الجيش فقط إلى حالة “الانهيار الشامل”، إن استمرت حالة الانسحابات وتسليم المدن والمواقع “تسليم مفتاح”، مؤكداً أن قوات الدعم لا تستطيع إدارة البلاد في نهاية المطاف، ما يعني “انحلال وتلاشي الدولة السودانية الموحدة”.

بي بي سي


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.