التعرض للضوء في الليل يزيد من خطر الإصابة بالسكري
متعافٍّ من السكري يروي تجربة شفائه المستحيلة بعد معاناة 12 عامًا
توصل فريق من العلماء في جامعة فليندرز جنوب أستراليا إلى أن التعرض للضوء في الليل يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بغض النظر عن الأنشطة النهارية.
تغييرات في إفراز الإنسان
قال الباحث الرئيسي في الدراسة، أندرو فيليبس، وهو أستاذ بكلية الطب والصحة العامة في جامعة فليندرز: إنه “يمكن أن يؤدي التعرض للضوء في الليل إلى تعطيل الإيقاعات اليومية، ما يؤدي إلى تغييرات في إفراز الإنسولين واستقلاب الجلوكوز”، وفق ما نقل موقع New Atlas عن الدورية الأوروبية The Lancet Regional Health.
وأشار إلى أن تلك التغييرات يمكن أن “تؤثر في إفراز الإنسولين واستقلاب الجلوكوز الناجمة عن إيقاعات الساعة البيولوجية المضطربة على قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني”.
خطر أكبر للإصابة بالسكري
وباستخدام بيانات البنك الحيوي البريطاني، تم تقييم حالات 84790 مشاركًا ارتدوا أجهزة استشعار الضوء في المعصم لمدة أسبوع بين عامي 2013 و2016 بعد 9 سنوات.
واكتشف الباحثون أن هناك خطرًا أكبر بنسبة 67% للإصابة بمرض السكري في وقت لاحق من الحياة. كما توصل العلماء إلى أن الخطر يزداد مع مقدار الوقت الذي يقضيه الجسم في التعرض للضوء، بغض النظر عن السلوكيات أثناء النهار.
كيفية إفراز الإنسولين
تدعم البيانات الفرضية القائلة: إن الضوء يقمع أو يغير الإيقاعات اليومية المركزية ويضعها في “مرحلة غير طبيعية”، مما يمكن أن يغير أيضًا كيفية إفراز الإنسولين واستقلاب الجلوكوز.
وشرح الباحثون أنه “على سبيل المثال، ربما تظهر إيقاعات الميلاتونين أو الجلوكوكورتيكويد اليومية المضطربة تركيزات مرتفعة أثناء ساعات الاستيقاظ، وبالتالي تقليل إفراز الإنسولين البنكرياسي، وتعزيز إنتاج الجلوكوز الكبدي في الأوقات التي تتزامن مع تناول الطعام”.
الإصابة بالسكري من النوع الثاني
وأضاف الباحثون أن تلك التغيرات يمكن أن “تؤدي إلى عدم التوافق اليومي المستمر وبالتالي ارتفاع مستويات الجلوكوز بعد الأكل بشكل مستمر، ما يؤدي إلى بدء تطور مرض السكري من النوع الثاني عن طريق زيادة حجم والتهاب الخلايا الدهنية، ومن ثم تعزيز مقاومة الإنسولين وإفراز علامات الالتهاب مثل إنترلوكين-1β، التي تمنع وظيفة خلايا بيتا البنكرياسية”.
في حين أن نمط الحياة والسلوكيات مثل العمل بنظام المناوبات وأنماط النوم غير المنتظمة تؤثر على خطر الإصابة بمرض السكري، فقد أخذ الباحثون بالاعتبار هذه العوامل ووجدوا أن التعرض للضوء بين الساعة 12.30 صباحًا والساعة 6 صباحًا يمثل مشكلة صحية كبيرة.
الحد من التعرض للضوء
كما يرجحون بطبيعة الحال الحد من التعرض الشخصي للضوء بين هذه الساعات، في محاولة للحفاظ على الإيقاعات اليومية على المسار الصحيح، وهو بالنسبة للعديد من الأشخاص طريقة سهلة لتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وقال فيليبس: “إن النتائج أظهرت أن التعرض للضوء الساطع في الليل يرتبط بارتفاع خطر الإصابة بمرض السكري، مع وجود علاقة تعتمد على الجرعة بين التعرض للضوء والمخاطر”.
كما لفت إلى أن “تقليل التعرض للضوء في الليل والحفاظ على بيئة مظلمة قد يكون وسيلة سهلة وغير مكلفة لمنع أو تأخير تطور مرض السكري”.
صحيفة المواطن