«اختفاء ظل الكعبة».. ظاهرة فلكية في سماء مكة غدًا
تشهد سماء مكة المكرمة غدًا الاثنين 9 محرم 1446 الموافق 15 يوليو 2024 تعامد الشمس «التسامت» الثاني والأخير هذه السنة على الكعبة المشرفة.
وأشارت الجمعية الفلكية بجدة في تقرير لها، إلى أن التعامد الثاني يحدث مع عودة الشمس «ظاهريًا» قادمة من مدار السرطان متجهه جنوبًا إلى خط الاستواء وتتوسط خط الزوال وتصبح الشمس على ارتفاع ( 90 درجة) تقريبًا بالتزامن مع أذان الظهر في المسجد الحرام عند الساعة 12:27 ظهرًا بالتوقيت المحلي (9:27 صباحًا بتوقيت جرينتش) حيث يصبح ظل الزوال صفرا ويختفي ظل الكعبة المشرفة.
ويعود سبب ظاهرة تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة إلى ميل محور دوران الأرض بزاوية قدرها 23.5 درجة والذي يؤدي إلى انتقال الشمس «ظاهريا» بين مداري السرطان شمالًا والجدي جنوبًا مرورا بخط الاستواء أثناء دوران الأرض حول الشمس مرة كل سنة.
وتشهد المناطق الواقعة في خطوط عرض أقل من 23.5 درجة شمالًا أو جنوباً كلها هذا الحدث مرتين في السنة ولكن في أوقات مختلفة تعتمد على خط عرض ذلك المكان وتتصف به أماكن من الكرة الأرضية محصورة بين خط الاستواء ومداري السرطان والجدي.
ويعد أبرز استخدام لهذه الظاهرة الفلكية هو تحديد الاتجاه نحو القبلة خاصة في المناطق البعيدة عن مدينة مكة في الدول العربية والاسلامية وكافة المناطق التي تكون فيها الشمس فوق الأفق، فمن خلال إستخدام قطعة من أي نوع مثبته بشكل عمودي وبمراقبة ظلها لحظة التعامد فإن الاتجاه المعاكس لامتداد الظل يشير مباشرة نحو مكة بدقة توازي دقة التطبيقات الرقمية للهواتف الذكية.
وتستخدم ظاهرة التعامد أيضا في حساب محيط الكرة الأرضية بطريقة غير رقمية وذلك باستخدام بعض الطرق البسيطة في علم الهندسة وهي تدل ايضا على كروية كوكبنا.
ويشار إلى أن تعامد الشمس الأول حدث هذه السنة 2024 أثناء حركة الشمس الظاهرية وانتقالها من خط الاستواء إلى مدار السرطان في شهر مايو الماضي وسوف تعود وتتعامد مرة أخرى على الكعبة المشرفة في مايو العام المقبل 2025.
المصري اليوم