7 خطوات للتخلص من قلق تبادل الرسائل النصية
بالنسبة للكثيرين، تُعد الرسائل النصية هي الشكل الأساسي للتواصل. فهي طريقة سريعة لترتيب اللقاءات والتفاعلات الاجتماعية، وحتى لمجرد التنفيس عن غضبك والتعبير عن رأيك.
ومع ذلك، قد تمثّل فكرة المراسلة النصية المكتوبة معضلة بالنسبة للبعض، مما يدفعهم للانتظار بالساعات والأيام أو حتى الأسابيع للرد على رسالة واحدة، وهو ما يُعرف بـ”قلق الرسائل النصية” أو (Text Anxiety).
ما “قلق الرسائل النصية”؟
يُعد قلق الرسائل النصية أحد الأنواع الشائعة من اضطرابات القلق المرتبطة بالتواصل عبر الرسائل المكتوبة. وهو يشير للخوف من إرسال أو تلقي رسائل أيا كان نوعها أو محتواها.
قد يعاني الشخص من ذلك لعدة أسباب، منها القلق الاجتماعي، أو التعرُّض للتنمر، أو عدم التواصل وجها لوجه مع الآخرين. وهو يؤدي لأعراض مثل الذعر والتوتر الحاد والتعرُّق وخفقان القلب والإحساس بالغثيان وآلام المعدة، لذلك قد يختار المصاب تجاهل الرسائل الواردة أحيانا.
وعلى الرغم من أنها ليست حالة قابلة للتشخيص في الطب النفسي المتخصص، فإن القلق من إرسال الرسائل قد يؤثر على ما يصل إلى واحد من كل 5 أشخاص في العالم، وقد يهددهم بخسارة العلاقات العملية والشخصية.
الأعراض
لمعالجة القلق من الرسائل النصية، من المهم التعرُّف على الأعراض، والتي تشمل:
عدم المبادرة بالمراسلة أبدا: قد يختار شخص ما عدم إرسال رسالة نصية إلى الآخرين أولا لأنه لا يعرف ماذا يقول، أو لأنه يخشى من ردود الفعل.
تجنب استخدام الهاتف بعد المراسلة: قد يصبح الشخص قلقا للغاية بشأن إرسال رسالة نصية، لدرجة أنه يختار تجاهل الرد الذي يصله.
إلغاء إشعارات الرسائل: قد يشعر المصاب بقلق الرسائل النصية بالإرهاق من شدة التوتر عندما يبدأ في تلقي الرسائل النصية، لذلك يعطّل الإشعارات.
تجنب المجموعات النصية: من علامات القلق أيضا تجنب الدردشات الجماعية.
حذف الرسائل: يمكن لبعض أنواع النصوص أن تجعل الشخص قلقا بشكل حاد، خاصة إذا كانت تتضمن صراعا أو محادثات عميقة وحساسة. لذلك قد يمسحها لأنه لا يرغب في فرصة إعادة النظر في هذه الرسائل لاحقا.
استخدام الرموز التعبيرية بإفراط: الرموز أو (Emojis) قد يتم استخدامها بإفراط في بعض المحادثات لأن الشخص القلق يرغب في إبقاء المحادثات خفيفة وغير جادة للحدّ من توتره.
التحقق من الهاتف باستمرار: قد يفحص الشخص هاتفه بشكل مستمر بعد إرسال رسالة نصية بسبب انتظار الرد، ويواصل التفكير فيما يمكن أن يتلقاه من تعليقات.
“الاحتراق النفسي” قد يكون سبب هذا القلق
السبب وراء قلق الرسائل قد يكون ببساطة عائدا للشعور بـ”الاحتراق النفسي”.
يقول طبيب الصحة العقلية الأميركي مارك وينوود إن انخفاض الرغبة في المشاركة في محادثة عبر الإنترنت يمكن أن يكون في حد ذاته مؤشرا على الإرهاق. موضحا “ينجم هذا النوع من الإرهاق عن الاستخدام المطول للتكنولوجيا ويتميز بالتعب والتوتر، خاصة لأننا نتعرض لطوفان من المعلومات والرسائل بشكل مستمر”.
ولأن الهاتف يحتوي على العديد من التطبيقات الاجتماعية -بالإضافة لرسائل البريد الإلكتروني- كل ذلك يُشعرنا أنه يمكن الوصول إلينا دائما. وهذا مرهق ومثير للقلق.
وأكد الخبير أننا “نحتاج إلى وقت للراحة، ولكن إذا كان وقت فراغنا مليئا بمشاعر الذنب لعدم الرد على الرسائل، فهذا يعد سببا إضافيا للإعياء والقلق”.
اضطرابات القلق الاجتماعي
هناك أيضا بعض الأسباب المحتملة للقلق عند إرسال الرسائل النصية المنوطة بحالات القلق الاجتماعي. فبالنسبة للشخص المصاب باضطراب القلق الاجتماعي مثلا، يُعد الخوف الشائع لديه أن ينظُر إليه الآخرون بشكل سلبي. ويمكن أن يؤدي ذلك لزيادة التركيز على كيفية الرد في الرسائل المكتوبة.
كما أن عدم القدرة على التواصل وجها لوجه، وعدم القدرة على قراءة لغة جسد الشخص أو تعبيرات وجهه عند التواصل يمكن أن يجعل تفسير النص أمرا صعبا ومثيرا للقلق. ولهذا السبب، قد يشعر الشخص بالتوتر من كيفية تفسير رسائله.
والميول إلى الكمالية بدورها قد تلعب دورا في تعزيز المشاعر السلبية تجاه المراسلات، إذ قد يشعر الشخص الذي يسعى للكمال بأنه مضطر للرد على النصوص بسرعة ودقة وبشكل ممتع.
وقد يتوتر للغاية من سوء الفهم، فعلى الرغم من أن الرسائل النصية تبدو أكثر كفاءة وسرعة من التواصل المباشر، فإنها أكثر تعقيدا ويسهل إساءة فهمها.
أما التعرُّض للتنمر عبر الإنترنت، فقد يدفع الشخص للقلق من تلقي الرسائل مخافة أن تتضمن إساءة أو عبارات جارحة.
كيفية التعامل مع قلق الرسائل النصية
يُعد التعامل مع قلق الرسائل النصية أمرا صعبا، ولكن هناك بعض مهارات التكيُّف التي يمكنك اعتمادها للمساعدة في تخفيف المخاوف، ومنها:
تجنب المحادثات الجادة عبر الرسائل النصية: وذلك لتجنُّب سوء الفهم.
طلب التوضيح من الآخرين: قم بذلك لتصحيح الأفكار عند الضرورة.
اترك الهاتف: قد يجعلك هذا تشعر بمزيد من القلق، خاصة إذا كنت تنتظر وصول رسالة نصية مهمة، إلا أن التركيز على من أنت معه وعلى اللحظة الحالية أمر مهم، ويمكن أن يعلمك كيفية مكافحة محفزات القلق.
تحديد وقت الشاشة: هذا لا يعني بالضرورة ترك الهاتف، بل يمكن أن يؤدي تحديد الوقت إلى جرد عدد المرات التي تستخدم فيها هاتفك للمراسلات.
التركيز في الردود: إذا تلقيت سلسلة رسائل نصية تحتوي على عدة مواضيع مختلفة في وقت واحد، فحاول التركيز على موضوع واحد فقط في كل رد. بمجرد قراءة الجزء المحدد والرد عليه، يمكن بعد ذلك الانتقال للتالي.
الاتصال الهاتفي: عندما تكون الرسائل النصية مرهقة للغاية بالنسبة لك، اسأل الشخص الآخر عما إذا كانت المكالمة الهاتفية تناسبه عوضا عن ذلك.
استخدم الملاحظات: قم بإعداد النص الخاص بك قبل إرساله واكتبه في تطبيق الملاحظات على هاتفك مثلا. سيساعدك هذا على الشعور بقدر أقل من الارتباك عندما تضغط على “إرسال”.
الجزيرة نت