على غرار ولد الددو.. فتاوى غريبة لدعاة مصريين

بعد أن كشف الكاتب الموريتاني محمد أمين عن فتوى غريبة أطلقها الداعية الموريتاني محمد الحسن ولد الددو، عن تحريم الدجاج المصري لصالح الدجاج التركي، تكشف “العربية.نت” عن فتاوى مماثلة وغريبة أطلقها دعاة مصريون.

وكان الكاتب الموريتاني قد أكد خلال مقابلة في برنامج” سجال” الذي يقدمه الإعلامي السعودي مشاري الذايدي أن ولد الددو أفتى بإباحة تناول الدجاج التركي وتحريم الدجاج المصري لكونه يعمل بتجارة الدجاج مع تركيا.

استخدام سلاح الفتاوى لأغراض اقتصادية
ودعاة الإخوان والجماعات المتطرفة دائما ما يستخدمون سلاح الفتاوى لأغراض اقتصادية تصب في صالح دول ومؤسسات وشركات تابعة للجماعة والدول الداعمة لها، كما يستخدمونها أحيانا لأغراض سياسية لضرب اقتصاديات الدول والمنظمات المناوئة.

وفي هذا الإطار تستعرض “العربية.نت” بعض الفتاوى الغريبة التي أطلقها دعاة التنظيمات والجماعات المتطرفة حول تحريم الدجاج والبط وغيرها.

تحريم تربية الدجاج الأبيض
في العام 1996 أطلق داعية سلفي يدعى مصطفى العدوي، فتوى غريبة بتحريم تربية الدجاج الأبيض بزعم أنها تتناول أعلافا مخلوطة بالدماء كما أفتى بتحريم تناول البيض المستخرج من هذا الدجاج، فيما أفتى الدكتور عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية، بمنع تزغيط البط وهي العادة المنتشرة بين الفلاحين في قرى مصر لزيادة أوزان الطيور.

ويكشف الدكتور عمر عبد المنعم الخبير في مجال الجماعات المتطرفة والإرهابية لـ”العربية.نت” أن فتوى الشيخ السلفي مصطفى العدوي بتحريم الدجاج الأبيض، تراجع عنها فيما بعد، ولكنها تسببت في بلبلة كبيرة وخاصة عند الأوساط السلفية، حيث إن أعدادًا كبيرة من مستثمري السلفيين يعملون في مجال تصنيع وتربية الدواجن، ونقلها خارج المحافظات وخاصة محافظة الفيوم المعروفة بتربية الدواجن وتوريدها لمحلات الدواجن في كافة أنحاء مصر.

تحريم تزغيط البط
ويضيف أن هناك فتوى أخرى أطلقها الدكتور عمر عبد الرحمن، أمير ومفتي الجماعة الإسلامية في العام 1988، بتحريم “تزغيط البط” أي إطعامه باليد في محافظة الفيوم، باعتبار عملية “التزغيط” تدخلاً بشرياً في إرادة الله للطيور وتسمح أن يأكل فوق حاجته فيزداد وزنه بدون فائدة فعلية تعود على العباد.

وبسبب هذه الفتوى -كما يقول الخبير المصري -ثارت ثائرة نساء القرى والنجوع، فالتزغيط وتربية الطيور وبيعها هو المورد الأساسي لدخلهن، مضيفا أن ما زاد من عمق الأزمة أن الجماعة الإسلامية اعتبرت خروج النساء لكسب العمل والبيع في الأسواق حرامًا، وهؤلاء النسوة لم يكن أمامهن إلا تربية الدواجن ومنها “تزغيط البط” للإنفاق على أسرهن.

في المقابل كما يقول الدكتور عبد المنعم وقف شوقي الشيخ، والذي عُرف فيما بعد بأمير تنظيم الشوقيين، في مسجد الرحمة بأبشواي بالفيوم أيضا وخطب قائلاً: “إن من يضيقون ما وسع الله من أرزاق على خلقه، هم والحاكم الكافر سواء بسواء، فيا أيها الناس من فتنكم في معيشتكم، وضيق عليكم ما وسعه ربكم، وتنطع بحق الطيور على حق بني آدم، فقاتلوه، وطاردوه، واقعدوا له كل مرصد” فتناقل المواطنون هذه الخطبة واختلف الفريقان، الجماعة الإسلامية والشوقيون، على الفتوى بين التحليل والتحريم.

ويضيف عبد المنعم أن السلطات المصرية ألقت القبض على الشيخ مصطفى العدوي بتهمة إصدار فتاوى شاذة وغريبة وأدين بالسجن لعدة سنوات فيما لم يعمل أحد بفتوى الدكتور عمر عبد الرحمن وظلوا وحتى الآن يواصلون عادتهم في تزغيط الطيور ومنها البط والحمام.

إباحة تناول الدجاج التركي
وكان الداعية الموريتاني ولد الددو قد أفتي ما بين أعوام 2016 و2019 بإباحة تناول الدجاج التركي في موريتانيا، مبررا ذلك بأن الذبائح التي تستورد من أوروبا وأميركا خارجة، ولم تذبح بشرع الله، لأن الشركات المنتجة لها تجارية محضة، لا علاقة لها بالدين، وتستخدم مذكيات فيها دماء فتعتبر حراما، مشيرا إلى أن المذكى إذا اختلط بالجيفة فهو حرام بالإجماع حسب قوله.

وأضاف أما الذبائح التي تذبح في تركيا فهي تذبح على أيدي أتراك مسلمين ويستخدمون مذكيات طاهرة –حسب وصفه – منتقدا مذكيات للدجاح تنتج في أوروبا ومصر باعتبارها مختلطة بالدماء، ومؤكدا أن المذكيات التي تنتجها تركيا طيبة وتنتج من شركات مسلمة تخرج الزكاة للمسلمين.

وجاءت فتاوى الداعية الموريتاني تزامنا مع انتشار غزو كبير لمنتجات شركات تركية الأسواق الموريتانية في تلك الفترة ومنها شركات كبيرة كانت تستخدم تلك الفتوى للتسويق لمنتجاتها.

الداعية الموريتاني ولد الددو
الداعية الموريتاني محمد الحسن ولد الددو من مواليد العام 1963 في نواكشوط، ويعتبر من أبرز قادة جماعة الإخوان المسلمين في موريتانيا والتنظيم الدولي للجماعة.

أنشأ وترأس مركز تكوين العلماء بنواكشوط وتولى رئاسة جامعة عبد الله بن ياسين بموريتانيا بالإضافة إلى عضويته بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي أسسه مفتي الإخوان السابق الدكتور يوسف القرضاوي.

سافر إلى غزة في ديسمبر 2012، وألقى كلمة باسم علماء الأمة الإسلامية في الذكرى الـ 25 لتأسيس حركة حماس، وفي أكتوبر من العام الماضي شارك ولد الددو في لقاء وفد علماء المسلمين مع الرئيس التركي الذين طالبوا أردوغان بوقف ترحيل عناصر جماعة الإخوان من البلاد وتسهيل حصولهم على الإقامات والجنسيات.

العربية نت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.