بغطاء الإنسانية.. حقيقة الدعم البريطاني لقوات الدعم السريع المتمردة
في الأيام الأخيرة، تم تسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام على الدور البريطاني في الأزمة السودانية، حيث تم تداول العديد من المعلومات حول ضبط الجيش السوداني لأسلحة وذخائر وطائرات مسيرة من صنع بريطاني في مخازن السلاح التابعة لقوات “الدعم السريع”.
بعد أن كُشِفت عدة تقارير إعلامية واستخباراتية، تبيَّنت خطط ومعلومات حول تدخلات إقليمية ودولية في الصراع السوداني، بالإضافة إلى نقل وتهريب أسلحة وذخائر من صنع بريطاني وغربي عبر الطيران الإماراتي من خلال دولة تشاد المجاورة للسودان.
الإنخراط البريطاني في الصراع.. بغطاء الإنسانية
في سياق ذلك، تقدمت بريطانيا في منتصف شهر يونيو بقرار لمجلس الأمن الدولي لفك الحصار عن مدينة “الفاشر”، وفيه دعوة لانسحاب جميع المقاتلين الذين يشكلون تهديدا لسلامة وأمن المدنيين في المدينة، بالإضافة إلى المطالبة بـ “وقف فوري للقتال” ورفع الحصار عن مدينة الفاشر التي يسكنها حوالي مليوني نسمة.
في وقتها، وافق 14 عضوًا من أصل 15 في المجلس الذين صوتوا على قرار الحصار على مدينة الفاشر. أما روسيا، فامتنعت عن التصويت لأنها اعتبرت أن القرار السابق لوقف إطلاق النار في السودان لم ينفذ بشكل فعال وفقًا لتصريح آنا يفستيغنييفا، نائبة المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، وأشارت المندوبة البريطانية، باربرا وودورد، أن بلادها قدمت مشروع القرار من أجل تحقيق “وقف إطلاق النار وخلق ظروف توفير الدعم للتهدئة في جميع أنحاء السودان”.
وعلق الخبير العسكري والاستراتيجي أحمد الصادق على القرار في ذلك الوقت بأنه يهدف إلى التغطية على تدخل بريطانيا عسكريًا في الصراع السائد في السودان لصالح قوات “الدعم السريع”. وأشار إلى أن القرار يحاول تحويل الأنظار نحو قضايا إنسانية، في حين تستمر بريطانيا في إشعال الصراع وتقديم الدعم العسكري لقوات “الدعم السريع”.
خبراء القانون الدولي والسياسة الخارجية أكدوا أن بريطانيا والولايات المتحدة تعتزمان من خلال هذا القرار تعزيز التعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة من الغرب وأمريكا بشأن السودان وحكومته وجيشه، وعلى الرغم من طابع الإنسانية الذي يتضح في القرار، إلا أنه يحمل في خلفيته خطة استخباراتية تابعة لأمريكا وبريطانيا.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية، ستلزم هذه الخطوة السودان بجيشه وقوات الدعم السريع بالتعاون مع الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية غير الحكومية المدعومة غربيًا، وسيسهل هذا التعاون إدخال ضباط استخبارات بريطانيين وأمريكيين إلى السودان للعمل مع المنظمات الأممية تحت مظلة إنسانية. الهدف الأساسي هنا يرتبط بتمديد مدة الصراع لصالح المصالح الغربية.
مسيرات (Ares 3.1) البريطانية بحوزة الدعم السريع
في الأيام القليلة الماضية، كشفت مصادر عسكرية في الجيش السوداني عن استخدام قوات “الدعم السريع” لطائرات مسيرة بريطانية من طراز (Ares 3.1) خلال المعارك في أم درمان والمناطق المحيطة.
ووفقًا للمصادر الميدانية العسكرية، تمكن الجيش السوداني في نهاية شهر يونيو الماضي من إسقاط طائرة مسيرة تابعة لقوات “الدعم السريع” خلال المعارك في مدينة “الفاشر” المحاصرة من قبل ميليشيا “الدعم السريع”. وأوضحت المصادر أنه بعد تفتيش الطائرة من قبل خبراء عسكريين، تبين أنها من صنع بريطاني ومن طراز (Ares 3.1).
وفقًا لخبراء عسكريين، يُعتقد أنه من المحتمل وجود خبراء إنجليز في السودان، وربما تقوم بريطانيا بتدريب بعض مقاتلي “الدعم السريع” وإرسالهم إلى السودان. بناءً على هذه البيانات، يرى الخبراء أن احتمال وجود خبراء أجانب يدعمون قوات “الدعم السريع” كبير للغاية، حيث أن الاستخدام الذي تم رصده للطائرات المسيرة البريطانية يتطلب فعلاً خبراء من البلد المُصنع للطائرة.
كما تم الكشف أيضًا من قبل أجهزة الأمن السودانية، عن رصد عدد من الخبراء العسكريين الأجانب واستخدامهم “أجهزة تشويش” ضد سلاح الجو خلال المعارك في أم درمان.
ووفقًا لأجهزة الأمن السودانية، كان هؤلاء الخبراء يرافقون ميليشيات “الدعم السريع” أثناء تنفيذ هجماتهم ضد قوات الجيش في أم درمان، بهدف توجيههم وحمايتهم من غارات سلاح الجو السوداني وإفشال الهجمات ضدهم.
وفي نفس السياق، وبحسب ما صرّح به الخبير العسكري والاستراتيجي محمد البطران، تم تزويد قوات “الدعم السريع” بالسلاح والذخيرة والخبراء العسكريين والمسيّرات عن طريق الإمارات العربية المتحدة وعبر أراضي دولة تشاد كجزء من شحنات المساعدات الإنسانية.
وأكد البطران أن الخلاف الدبلوماسي والسياسي بين السودان وتشاد كان نتاجاً لهذا السبب، وأعلن الجيش أيضاً سيطرته على مخازن سلاح وذخيرة لقوات “الدعم السريع” في أم درمان، والتي تحتوي على أجهزة تشويش على الطيران من صنع بريطاني.
صحيفة السوداني