إلى (حميدتي).. رسالة شديدة اللهجة من أهالي بحري القديمة
خرج علينا قائد مليشيا الدعم السريع وهو يدعو لتشكيل قوة لحماية المدنيين، ويدعي أنّهم لم يستطيعوا هزيمة المتفلتين الذين نسب إليهم زوراً أنهم هم مَن يقومون بالقتل والاغتصاب والنهب والتشريد القسري للمواطنين. ومن سخرية القدر أن يدعو النازحين للعودة إلى منازلهم، وإنهم سيقومون بحماية عرضهم وممتلكاتهم!
أولاً وقبل الخوض في الرد على هذا التصريح الغريب، نحن إذ نؤكد أننا لسنا هنا للحديث بلسان سياسي ولا ننحاز لأي طرف ولا نملك أجندة غير أجندة الدفاع عن مدينة بحري وسكانها الكرام، لقد ادعى قائد المليشيا أنه شكّل قوات خاصّة لحماية المدنيين، ومن السخرية أنّ جنوده عاثوا في بحري فساداً وشرّدوا مواطنيها وسرقوا أملاكهم وبيوتهم وسياراتهم، ونهبوا أسواقها ومحالها التجارية ومصانعها ومخازنها ومن بقي فيها تم التنكيل بهم وقتلهم كما حدث لكثير من الشهداء المرابطين في كثير من الأحياء ندعو الله لهم بالرحمة والمغفرة.
قائد المليشيا ادعى زوراً أن هنالك طرفا ثالثا أسماه بالمتفلتين هم من قاموا بكثير من الانتهاكات وهو حديث لا ينطلي حتى على طفل صغير، فالكل شاهد بأم عينه قيام جنوده بالسرقات والقتل والاغتصاب والنهب والتشريد القسري للمواطنين في بحري، وجعلوا من بيوت المواطنين فيها ثكنات لهم، ومستشفياتها مراكز لقيادتهم كما في المستشفى الدولي كمثال، المدينة أصبحت محتلة بالكامل منهم لدرجة أن كثيرا منهم أتى بأسرته.
يقوم جنود حميدتي بحماية المتعاونين في الأحياء وأغلبهم من اللصوص والمتعاطين وخريجي السجون التي فتحها جنود حميدتي لهم فأصبحت المدينه خالية من سكانها ومن مظاهر الحياة فيها إلا في بعض الأحياء المرابط أهلها لعدم قدرتهم على النزوح لمناطق الأمن نتيجة استغلال تلك المناطق لهم، فأصبحوا بين نار جنودك يا حميدتي واستغلال جيرانهم في الولايات الآمنة، فلم يبرحوا بيوتهم، فأصبحوا بين نار الجوع والحمى التي فتكت بهم ونار جنودك وبطشهم وإجرامهم.
قبل أن تدعي أنك رسول سلام وتريد حماية المدنيين وتدعو المواطنين للعودة إلى منازلهم، أدعو جنودك للخروج منها ومن مستشفياتها حتى المساجد التي هجرها مرتادوها أصبحت مخازن للسلاح والعربات القتالية، وأصبحت مزارعها أماكن وجود المدفعية والراجمات ومصانعها مخازن للذخيرة.
كيف تدعو المواطنين للعودة إلى منازلهم وجنودك لم يتركوا لهم شيئا فيها وسرقوا أسواقها ويقومون بالقتل فقط للانتقام من أناس، ولمجرد أن أحد جنودك فقد عزيز له في الحرب، في آخر ثلاثة أشهر تم قتل كثير من المرابطين في أحياء المزاد والشعبية والديوم والدناقلة والدروشاب وشمبات وغيرها بدم بارد بلا ذنب سوى انتقاماً من قتل قائدهم فلان أو قريبهم علان…!
قبل دعوتك للعودة لا بد أن تتحلى بالشجاعة وتعتذر عما قام به جنودك من كافة أنواع الموبقات في مدينتنا التي اتخذوها عاصمة لهم قبل الدعوة لعودة مواطنيها، هل تلتزم لهم بالتعويضات عن فقدانهم كل ما يملكون بسبب جنودك الذين سرقوها أو وفروا الحماية لمن سرقوها؟.
هل تقوم بتعويض أصحاب المحال التجارية والأسواق والمصانع عما فقدوه بسبب جنودك؟
هل تقوم بدفع ديات من قتلهم جنودك بدم بارد وهم ليسوا عسكريين؟
هل ستقوم بإعادة المفقودين في كثير من الأحياء؟
والأهم هل ستخرج جنودك من بيوتهم وأحيائهم، فهناك أحياء مثل كافوري وشمبات الأراضي والبراحة والشعبية والميرغنية والسائح والأملاك اصبحت محتلة بالكامل من جنودك وأسرهم؟
جميعنا دعاة سلام، ولكن سلام ليس للمتاجرة فقط أمام الرأي العام العالمي، وفي الأرض جنودك يقومون بكل ما هو ضد السلام والإنسانية، آخرها الأسبوع الماضي، حيث هجّروا سكان شمال بحري ونصبوا مدافعهم وراجماتهم في بيوتهم واتخذوا باقي منازلهم سكناً لهم.
ندعوك أن تكون أولى مهام قواتك التي أعلنتها إخراج جنودك من بيوتنا والمستشفيات، وأن تشكل لجنة تعويضات لأهلنا ممن فقدوا كل ما يملكون بسبب جنودك والمتعاونين معهم.
ختاماً، لا تظنن أنت وجنودك أنكم بعيدون عن المسألة القانونية، فلدى كثير من لجان شباب الأحياء حصر بالآلاف من الانتهاكات من قتل وسرقة ونهب وتشريد واغتصاب من جنودك ومن المتعاونين معهم بالصور والفيديوهات وبالشهادات، وإذا تعذّر ذلك في الدنيا التي تحكمها سياسة الموازنات فعند الله تجتمع الخصوم.
صحيفة السوداني