سلطة الأسود السودانية.. أكلة شهية تغزو مطابخ دول الجوار

“اكتشاف باذنجاني خطير”؛ “أفخم ما أنتجه المطبخ السوداني من مقبلات!”، هذه عناوين مقاطع فيديو واسعة الانتشار على شبكات التواصل الاجتماعي ومنصات مشاركة مقاطع الفيديو. المقاطع تتحدث عن أكلة سودانية شهية واسعة الانتشار، تسمى “سلطة الأسود”، والأسود هو ما يعرف أيضًا باسم الباذنجان، لحم الفقراء الذي اشتهر بالنوادر والطرائف المرتبطة به عند العرب.

سلطة الأسود هي من المقبلات الرئيسية في صينية الفطور والغداء السودانية، وقلما خلت ثلاجات الأسر في الأزمنة الطيبة من بقية “حلة الأسود”، التي تطيب لمن يأتي إلى البيت متأخرًا كساندويتش سريع التحضير مع الخبز السوداني البلدي، يا حبذا لو كان ساخنًا. وهي مثلها مثل كل شيء، تمر بتطورات مطردة منذ أن أصبح المطبخ ضمن الأمور المعولمة في عصرنا هذا، لا سيما في إطار التنافس على الأرض وفي الواقع الافتراضي لتحضير أشهى الوجبات.

منذ اندلاع الحرب السودانية، غادر أكثر من اثنين مليون سوداني إلى دول الجوار كلاجئين، وغيرهم كثر انضموا إلى أحبابهم وأهاليهم في الخليج والعمق الأفريقي كمرافقين وزوار وباحثين عن العمل الذي عز مع بطالة الصراع. مع حلول السودانيين في دول الجوار، غزت عاداتهم وتقاليدهم بيوت المستضيفين أصحاب الأرض والفضل، فنجد البخور والعطور السودانية في كل زقاق وحارة في تلك الدول التي احتفت بالروائح السودانية المميزة، وبالطبع الأكلات السودانية الشهية التي تؤكل باليد لا بالملاعق والشِوك.

وسلطة الأسود السودانية، بالإضافة إلى طعمها الأخاذ، تتميز أيضًا بسهولة التحضير وسرعة الإنجاز، فهي أكلة لا تأخذ سوى دقائق في المطبخ بمكوناتها البسيطة وكيمياء طبخها السهلة، فـ”يعملوها في دقايق وياكلوها في ثواني”، كما تقول الدعاية السودانية، ولذلك لاقت رواجًا في دول الجوار والعالم العربي على وسعه، فتلقى مقاطع سلطة الأسود السودانية ملايين المشاهدات من المهتمين بالتعرف على هذه الأكلة السودانية الأصيلة، وفي الفقرات التالية سنتعرف على طريقة تحضيرها وطبخها.

مكونات سلطة الأسود
لتحضير سلطة أسود نظامية بعيدة عن التطويرات والتنويعات الحاذقة، كل ما يحتاجه الطباخ هو الآتي:

قطع باذنجان “الأسود”.
الدكوة السودانية “زبدة الفول السوداني”.
الفلفل الحار “شطة خضراء”.
الليمون الأخضر.
طماطم أو صلصة طماطم أو الاثنان معًا.
كمية معقولة من الثوم.
كزبرة.
فلفل أسود.
زيت الطبخ.
ملح الطعام.
البعض يضيف الزبادي أيضًا للمكونات، والبعض يضيف بعض الخضروات مثل الجزر والفلفل الأخضر، والبعض لا يضيف الطماطم للأسود، ولكنها في النهاية نفس الوجبة بتنويعات بسيطة وتعقيد أكثر للطعم الحادق الشهي.

طريقة تحضير سلطة الأسود السودانية
لتحضير سلطة الأسود، نبدأ أول الأمر بتحمير الأسود “الباذنجان” إلى مكعبات، ومن ثم تحميره بقشره في النار لفترة قصيرة. قد يستعيض آخرون عن هذه الخطوة بشيّ الأسود على الفحم، ولكن تلك ليست الطريقة النظامية في عمل سلطة الأسود. عقب تحمير الأسود، من الأفضل تجفيفه من الزيت بوضعه على ورق التجفيف أو مناديل ورق، ولكن الطريقة الحديثة في ذلك هي قلي الأسود بعد تغميسه في الدقيق.

عقب تحمير الأسود، يضعه الطباخ في إناء آخر به قليل من الزيت. يحضر الطباخ في هذا الوقت خلطة من زبدة الفول السوداني “الدكوة”، وصلصة الطماطم، والثوم المطحون، والليمون، والكزبرة، والفلفل، لتضاف إلى الأسود في القدر. قد يضيف البعض الزبادي إلى خلطة سلطة الأسود.

مع انتشار سلطة الأسود السودانية في مطابخ دول الجوار وعبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه الأكلة التقليدية مثالًا على الثقافة السودانية
يجب تحريك الأسود والخلطة التي أضيفت إليه حتى تتجانس هذه المكونات مع بعضها البعض. بعد فترة قصيرة، يضاف إلى الخليط الذي بدأ “يتسبك” عصير الليمون وقطع الشطة الخضراء أو حتى بدرة الشطة الحمراء، أيهما توفر في المتناول. بعد فترة قصيرة، ينزل القدر من النار ليتم تناول سلطة الأسود حارة بالرغيف السوداني البلدي.

انتشار برمزياته ودلالاته
مع انتشار سلطة الأسود السودانية في مطابخ دول الجوار وعبر منصات التواصل الاجتماعي، أصبحت هذه الأكلة التقليدية مثالًا على الثقافة السودانية ونموذجًا للطعام اللذيذ السريع والصحي. بفضل مكوناتها البسيطة وطريقة تحضيرها السهلة، لم تعد سلطة الأسود مجرد مقبلات سودانية في صحن جانبي بالصينية السودانية، بل اكتسبت شهرة إقليمية كوجبة تجمع الطعم المحلي بكرم الضيافة العربية لأهل السودان الذين شردتهم الحرب.

الترا سودان