ثورة ديسمبر تتصدر الشبكات الاجتماعية في السودان.. ما السبب؟
ثورة ديسمبر المجيدة في السودانثورة ديسمبر المجيدة في السودان
تصدر هاشتاج “ثورة ديسمبر المجيدة” الشبكات الاجتماعية في السودان، عقب وعيد أطلقه ناشط على الوسائط الرقمية، هدد فيه بملاحقة المتظاهرين السلميين بعد انتهاء الحرب.
محلل سياسي: من الصعب القضاء على الثورة الشعبية لأن الشبان والفتيات الذين قادوا هذه العملية لديهم تطلعات لتحقيقها داخل بلدهم.
محمد عمر الشكري، قال في رسالة وجهها إلى المتظاهرين السلميين الذين خرجوا في ثورة ديسمبر، إن الأوضاع ستكون مختلفة عما هي عليه بعد انتهاء الحرب.
سُميت ثورة ديسمبر لأنها انطلقت في شهر كانون الأول/ديسمبر 2018 من عدة مدن في السودان. هناك من يقول إن الشرارة بدأت في الدمازين، ومن يقول إن المحتجين في عطبرة أضرموا النار في مقر حزب المؤتمر الوطني “المحلول” في 19 كانون الأول/ديسمبر 2018، وهناك من يعود بالشرارة الأولى إلى مدينة الفاشر في نفس الفترة.
الشكري، خلال حديثه في مقطع فيديو جديد، نفى استهدافه لثورة ديسمبر، محملًا السياسيين الذين تولوا الفترة الانتقالية مسؤولية الإخفاق وعدم القصاص للشهداء. وأعلن تأييده لإعادة قانون النظام، وجلد الفتيات في الشارع العام، حسب قوله، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة لن يُسمح فيها بترديد الهتافات التي كانت تسود خلال الاحتجاجات الشعبية، ومن أبرزها “معليش معليش ما عندنا جيش”.
وتصدرت هذه الهتافات المواكب السلمية عقب مجزرة القيادة العامة في الثالث من حزيران/يونيو 2019، حيث حمل المتظاهرون الجيش مسؤولية عدم تقديم الحماية للمحتجين أثناء هجوم قوات المجلس العسكري في ذلك الوقت، بما في ذلك قوات الدعم السريع التي شكلت غالبية العناصر في فض اعتصام القيادة.
أما قانون النظام، فقد أُلغي في العام 2020 خلال فترة الحكومة الانتقالية، والذي كان ينص على محاكمة الفتيات اللاتي يرتدين البنطال في الشوارع العامة خلال حكم البشير.
تشير راوية عبدالله، الناشطة في الحراك السلمي، إلى أن الحديث عن جلد الفتيات وتأييد هذه العقوبة وتنفيذها في الشارع العام هو مؤشر خطير على طريقة إدارة البلاد خلال المرحلة القادمة. ولا تخفي في حديثها لـ”الترا سودان” مخاوفها من عودة نظام سياسي ذو طبيعة انتقامية بدلًا من منح الأمل للسودانيين.
جاء تراجع الشكري عقب موجة استنكار انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في السودان، لا سيما في “فيسبوك”، المنصة الأكثر ترويجًا للمواكب السلمية. لجان مقاومة الخرطوم 3، على سبيل المثال، كتبت على حسابها في “فيسبوك” اليوم: “ستظل ثورة ديسمبر خنجرًا مسمومًا في خاصرة كل الطواغيت”. جاء تعليق مقاومة الخرطوم 3 بالتزامن مع الهاشتاج المنتشر عن ثورة ديسمبر.
يقول الحسن محمد علي، أحد الفاعلين في الحراك السلمي من حي العشرة بالخرطوم جنوبًا، لـ”الترا سودان”، إن التصريحات ضد ثورة ديسمبر مرفوضة تمامًا في هذا الوقت ولا توجد مبررات. مشيرًا إلى أن الثورة ستعود إلى الشوارع من جديد طالما أراد السودانيون الحكم المدني وعودة العسكر إلى مهامهم الدفاعية.
وأردف: “مثل هذه التهديدات تربك من يدعمون الجيش في هذا الوقت. هناك آلاف السودانيين ممن يدعمون القوات المسلحة ويدعمون ثورة ديسمبر، وعندما يسمعون هذه الأحاديث يشعرون بالخذلان أو الارتباك في موقفهم من الجيش”.
وتابع: “من الطبيعي أن يستمر نضال السودانيين أثناء الحرب وبعدها لجلب الحكم المدني، على أن يحمي الجيش الدستور والحدود والبلاد”.
لم تقف تنسيقية لجان مقاومة الفاشر مكتوفة الأيدي حيال المساجلات التي جرت بشأن الإفادات الصادرة من محمد عمر الشكري، الذي وصل بورتسودان معلنًا دعمه للجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع.
نشرت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر مقطع فيديو لجنود وهم ينشدون التمجيد بثورة ديسمبر، ويبدو أن الشبان ينتمون إلى حركة “غاضبون”، حيث انخرط بعض أعضائها للقتال إلى جانب الجيش.
بينما تقول ابتسام عثمان، التي تتواجد بالعاصمة المصرية كلاجئة من حرب السودان من منطقة الشجرة جنوب الخرطوم، إن الاحتجاجات الشعبية لا تتوقف حتى في البلدان الديمقراطية، فالناس درجوا على الاحتجاج ضد المطالب الفئوية وضد الأنظمة العسكرية.
وأضافت: “الطبيعي أن يحكم السودانيون عبر نظام مدني ديمقراطي شفاف، لأنهم جربوا النظام العسكري، والمحصلة كانت الحرب بإنشاء الميليشيات خارج نطاق المؤسسة العسكرية. وعندما شعرت بأنها أصبحت باطشة عسكريًا، لم تتردد في الدخول في الحرب والسيطرة على ثلثي مساحة العاصمة الخرطوم”.
وحول عودة المواكب السلمية، تشير ابتسام إلى أنها لن تبقى في مصر حال انتهاء الحرب، وستعود إلى منزلها في حي الشجرة جنوب الخرطوم، ولن تتردد في الخروج ضد أي نظام عسكري يفكر في إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
أعلن معهد أوسلو لأبحاث السلام عن ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام للعام 2024
وكان معهد أوسلو لأبحاث السلام أعلن ترشيح غرف الطوارئ في السودان لجائزة نوبل للسلام للعام 2024، لدورها في إنقاذ المدنيين خلال الحرب وتوفير الطعام والمساعدات الإنسانية. تشكلت غرف الطوارئ من أعضاء لجان المقاومة خلال الشهور الأولى للقتال بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وفي هذا الصدد، يعلق الباحث في مجال الديمقراطية والسلام، مجاهد أحمد، بشأن المساجلات التي جرت حول ثورة ديسمبر على الشبكات الاجتماعية، أن هذا النوع من الحديث المثير للجدل بمثابة اختبار. بعض الجهات السياسية تحاول معرفة اتجاهات الرأي العام، وعما إذا كان هناك رغبة في مواصلة النضال المدني بين الشبان والفتيات.
يرجح مجاهد أحمد في حديثه لـ”الترا سودان” استمرار النضال المدني السلمي في السودان حال توقف الحرب باتفاق بين الطرفين أو انتصار الجيش، لأن ديناميكية ثورة ديسمبر لا تزال فاعلة ومن الصعب القضاء عليها.
وأردف: “غالبية سكان البلاد من العناصر الشابة لديهم تطلعات، ولا تزال تعتقد أن تحقيقها يجب أن يكون داخل بلدهم، بالتالي لا مفر في نظرهم سوى النضال السلمي”.
وتابع: “من مصلحة الجهات السياسية أن تغير خطابها وطريقة عملها التقليدي في المرحلة القادمة، لتكون متسقة مع الشعب السوداني الذي سيخرج بتجربة جديدة عقب الحرب. وهؤلاء الشبان والفتيات لديهم تأثير كبير على المجتمعات، وإن كانت تنقصهم القدرة على تحقيق الأهداف لضعف القدرات السياسية.
الترا سودان
ومن هو هذا الشكري الذي يرسم ملامح الفترة القادمة التي لم يستطع رسمها حتى الخونة الذين باعوا الوطن بثمن بخس دراهم معدودات، للداعم الخارجي الإقليمي والدولي والأممي، وكانوا فيه من الزاهدين؟
هل المدعو الشكري هذا هو رئيس مجلس السيادة أم هو ياسر العطا ام هو الكباشي أم هو وزير في الحكومة المكلفة أم هو والي أم قائد حركة مسلحة؟
أم هو مجرد فرد من أفراد الشعب عبر عن رؤيته الخاصة تماما مثلما عبر آخرون عن رؤيتهم التي مفادها أن هذا الجيش جيش الكيزان وأن المستنفرين هم دواعش متطرفين وأن الحركات تقاتل من أجل المال وأن من تقصفهم وتقتلهم وتغتصبهم وتأسرهم مرتزقة آل دقلوا هم كيزان يستحقون ذلك، وناصروا الجنجويد وأصبحوا ذراعا سياسيا لهم ينافحون عنهم في المحافل الدولية؟