الحرب في السودان: خمسة ملايين طفل نازح وسوء تغذية حاد
أفرزت الحرب في السودان أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم شملت نحو خمسة ملايين غادروا ديارهم مع أسرهم منذ بدء القتال قبل 18 شهراً. وحصد الموت أرواح آلاف الأطفال، أما الناجون فينتظرون مستقبلاً يبدو أنه قاتم.
تنتشر المجاعة في أجزاء من السودان، ويعاني الأطفال من سوء تغذية حاد، ويُحرم ملايين منهم من التعليم والرعاية الصحية، ويواجه كثيرون العنف الجنسي والاستغلال والتجنيد في صفوف جماعات مسلحة.
وتجد وكالات الإغاثة صعوبة في معالجة الأزمة الإنسانية في السودان بسبب نقص المساعدات الخارجية والعراقيل أمام توصيل المساعدات بسبب ضراوة القتال، واستهداف موظفي الإغاثة وإمدادات المساعدات. وتحذر هذه الوكالات من أن العواقب قد تكون كارثية على الأطفال تحديداً.
قال المدير المؤقت لمنظمة إنقاذ الطفولة في السودان محمد عبد اللطيف: “الأطفال جائعون وخائفون ويعيشون يوماً بيوم مع آباء ينشغلون في الكفاح من أجل تلبية احتياجات أسرهم. لا يزال جيل بلا ضياع، لكن من دون مساعدة، فإن ذلك سيحصل”.
أدت الحرب المندلعة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى أزمة غذاء كارثية. وأعلنت الأمم المتحدة المجاعة في ولاية شمال دارفور في أغسطس/ آب الماضي، ما يعني أن الناس يموتون فعلاً من الجوع والظروف المرتبطة به مثل سوء التغذية والأمراض.
يواجه نحو 25 مليون سوداني، أي أكثر من نصف السكان، الجوع الحاد، ويتعرض الأطفال لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد الشديد، أكثر أشكال سوء التغذية تهديداً للحياة.
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 730 ألف طفل سوداني قد يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد هذا العام. ويقول خبراء إن الحالات الخطيرة قد تخضع لعلاج في حال توفره، لكن الأطفال يظلون في حلقة الجوع المفرغة حتى بعد تلقيهم العلاج.
وإذا لم يُعالج سوء التغذية فستكون له تداعيات طويلة الأمد على صحة الطفل ونموه. ويعطّل سوء التغذية الحاد الشديد أجهزة المناعة لدى الأطفال، وقد يجعل أعراضاً لا تمثل عادة خطراً على الحياة، مثل الإسهال، تنتهي بالموت، كما قد يؤدي إلى ضمور العضلات، وتشوش الرؤية، وتأخر النمو، وتلف الأعضاء.
قال مسؤولون بارزون من برنامج الأغذية العالمي إن نقص التمويل في السنوات القليلة الماضية قلّص الحصص الغذائية إلى النصف.
وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي في جنوب السودان ماري إيلين ماكغرورتي: “تتعدد أسباب سوء التغذية، وترتفع معدلاته خلال موسم الأمطار بسبب انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه. ويعاني كثيرون من الأطفال السودانيين الذين يعبرون الحدود إلى جنوب السودان من سوء تغذية بعد رحلات طويلة للوصول إلى بر الأمان”.
العربي الجديد