أزمة سيولة نقدية في مدينة الأبيض تجبر محلات تجارية على التوقف

عمّق انقطاع الكهرباء في مدينة الأبيض من تدهور أوضاع المواطنين، وتوقفت بعض الآبار التي تعتمد على الطاقة لتوفير مياه الشرب، بينما أوقفت بعض المحلات التجارية نشاطها بسبب شح كبير في السيولة النقدية.

أوقفت قوات الدعم السريع حركة الشاحنات في الطريق الرئيسي قرب الأبيض
ويواجه المواطنون في الأبيض، عاصمة شمال كردفان، أزمة السيولة النقدية إلى جانب انقطاع التواصل مع نقص المحلات العاملة في خدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”.

ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، توقفت شبكة الاتصالات في ولايات شمال كردفان وسنار والنيل الأبيض بسبب عطل في الكيبل، وتواصل الفرق الفنية إصلاح الخلل لاستئناف الاتصالات وفق مصادر محلية تحدثت لـ”الترا سودان”.

يشكل نقص مياه الشرب في مدينة الأبيض واقعًا مأساويًا بالنسبة لعشرات الآلاف من المواطنين الذين يعيشون أوضاعًا استثنائية بسبب تجدد المعارك في أطراف المدينة بين الجيش والدعم السريع من وقت لآخر.

تشرح نادين صعوبة الحصول على الأموال النقدية بسبب الوضع العسكري والأمني، ورغبة التجار في إخفاء العملات الورقية لتجنب فقدانها بالكامل، فيما لا يمكن التكهّن عما ستؤول إليه الأمور في الأسواق.

وتقول نادين لـ”الترا سودان” إن بعض المحلات تجري عملية تبادل بالمحافظ الإلكترونية مقابل توفير السيولة النقدية بخصم يصل إلى 20%، بمعنى أن مائة ألف جنيه في المحفظة الإلكترونية تنخفض إلى (80) ألف جنيه عند التبادل النقدي.

وقالت إن بعض المحلات التجارية في السوق الرئيسي والأحياء أوقفت نشاطها بسبب شح السيولة النقدية وعدم وجود قدرة شرائية على دفع النقود مقابل شراء السلع.

وتابعت: “لا أحد بحوزته نقود في يده، حتى إن حصلت على تحويلة بنكية إلكترونية، لا تفضل أن تخسر 20% من قيمتها أو 30% في بعض الأحيان، ومعظم الناس هنا لا يملكون حسابات مصرفية، يتعاملون بالطرق التقليدية في شراء الاحتياجات”.

ألقى تأثر أسواق الأبيض، خاصة سوق المحاصيل، بآثار سلبية على سكان المدينة، سيما وأن المركز التجاري الاقتصادي في شمال كردفان يعتمد على قطاع المحاصيل والتجارة وحركة الأموال.

لا يثق التجار والمزارعون في الحركة نحو سوق المحاصيل للأوضاع الأمنية التي قد تتدهور في أي لحظة، ما أدى إلى انخفاض نشاطه بشكل ملحوظ خلال الشهور الأخيرة.

تشن قوات الدعم السريع هجمات بالقصف المدفعي بين الحين والآخر، وتقع بعض القذائف على الأحياء السكنية والسوق الرئيسي والحامية العسكرية التابعة للجيش، والتي تمكنت من الحفاظ على المدينة لعام ونصف.

منذ نهاية الأسبوع الماضي، منعت قوات الدعم السريع حركة الشاحنات من وإلى الأبيض في طريق يربط بين النهود ومنطقة الدبة بالولاية الشمالية
ومنذ نهاية الأسبوع الماضي، منعت قوات الدعم السريع حركة الشاحنات من وإلى الأبيض في طريق يربط بين النهود ومنطقة الدبة بالولاية الشمالية، المنفذ الوحيد لجلب السلع الغذائية إلى ولاية شمال كردفان.

وكانت قوات الدعم السريع قد ارتكبت مجزرة في مدينة أم روابة في شمال كردفان الاثنين الماضي وقتلت خمسة أشخاص.

الترا سودان


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.