المجزرة والجرائم ضد الإنسانية في ولاية الجزيرة
قالت مصادر محلية بالدندر للجزيرة ان المئات نزحوا من قرى شمال الدندر بولاية سنار شرقي البلاد الى مدينة القضارف شرقي البلاد وبحسب المصادر ان النازحين استغلوا القوارب النيلية التقليدية لعبور نهر الدندر شرقا بعد دخول عناصر من قوات الدعم السريع الى قرى شمال الدندر وقيامهم بإطلاق الرصاص العشوائي في وسط الأحياء السكانية وسرقة عدد من سيارات المواطنين وضرب الشباب وتعذبيهم وبحسب المصادر ان معظم النازحين من الأطفال والنساء وكبار السن توجّهوا شرقاً إلى القضارف زحفا على الأقدام بعد انقطاع تام للكهرباء وشبكة الاتصالات وتعطل الطرق البرية الترابية بعد هطول الامطار.
المئات نزحوا من قرى ولاية الجزيرة بالسودان بعد دخول عناصر من قوات الدعم السريع وقيامهم بإطلاق الرصاص العشوائي وسط الأحياء السكانية .
تعاني ولاية الجزيرة في وسط السودان من مجازر جديدة وجرائم إبادة جماعية على يد مليشيات الدعم السريع.
تشير تقديرات لجان المقاومة إلى مقتل نحو 500 شهيد، مع توثيق فظائع حدثت في قريتَي الأزرق والسريحة بتاريخ 25 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث سقط أكثر من 120 شخصًا، منهم أسر كاملة. وكان قد سبق ذلك مجزرة أخرى بذات القدر من الوحشية في 24 أكتوبر/ تشرين الأول، عندما قُتل أكثر من 300 شخص بالرصاص الحي في القرى شرقي الولاية.
طلبت من ابنتي (10 و17 عامًا) أن تقفا خلفي، وقلت للجنود إذا كنتم تريدون اغتصاب شخص ما، فليكن أنا. ضربوني وأمروني بخلع ملابسي
– إحدى الضحايا
لقد ارتكبت مليشيات الدعم السريع أنواعًا مختلفة من الجرائم في الجزيرة، بما في ذلك القتل الجماعي والتعذيب والخطف والنزوح والابتزاز والنهب. وتعرضت القرى لحالات من الإرهاب والإهانة؛ حيث قامت المليشيات بتجميع رجال إحدى القرى وقتلهم بشكل جماعي، بمن في ذلك ذوو الاحتياجات الخاصة، الذين تم ذبحهم بطريقة وحشية، ويصعب إحصاء عدد الضحايا؛ بسبب الوضع المتردي.
تأثرت قريتا السريحة والأزرق بمئات الضحايا، في ظل غياب كامل للأدوية والمعدات الطبية الأساسية، خاصة بعد تدمير مستشفى السريحة ومقتل موظفيه.. تعتمد المليشيات على الاغتصاب كأداة لترهيب النساء والفتيات، وهو سلاح استخدمه النظام العسكري منذ زمن طويل ضد المناطق التي تتعرض للاحتلال والترهيب.
وقد أكدت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد النساء والأطفال في السودان، سلمى إسحاق، تسجيل 29 جريمة اغتصاب في ولاية الجزيرة خلال اليومين الماضيين، بما في ذلك جريمة اغتصاب طفلة في السادسة من عمرها.
تقول إحدى الضحايا: “طلبت من ابنتي (10 و17 عامًا) أن تقفا خلفي، وقلت للجنود إذا كنتم تريدون اغتصاب شخص ما، فليكن أنا. لقد ضربوني وأمروني بخلع ملابسي”.. وقد سجلت الحملة أكثر من 377 حالة اغتصاب وعنف، شملت حالات اعتداء جنسي على النساء وعلى الفتيات القاصرات. كما تم توثيق سبع حالات اغتصاب للرجال، و14 حالة حمل قاصر.
سجلت منظمة المؤتمر الجزيري، وهي منظمة مجتمع مدني، ما لا يقل عن 37 حالة اغتصاب ضد النساء والفتيات في بلدة ريفا وما حولها، وكان من بين الضحايا ثلاث من الكوادر الطبية في مستشفى ريفا.
كما أفادت عدة مصادر بأن حوالي 130 امرأة في ولاية الجزيرة أقدمن على الانتحار خوفًا من تعرُّضهن للعنف والاعتداء الجنسي من قبل مليشيا قوات الدعم السريع، خاصة في ظل غياب أي وسيلة للحماية بعد الخروج، وبعد أن لم يعد للسكان أي سبيل للنجاة.
الوضع الإنساني في ولاية الجزيرة يتطلب تحركًا دوليًّا عاجلًا، لوقف الجرائم المستمرة، وحماية المدنيين الأبرياء
كما نفذت قوات المليشيات حملات اعتقال وخطف لعشرات الأشخاص، وابتزاز لأسرهم لدفع مبالغ ضخمة تجاوزت 20 ألف دولار أو التصفية، كما وثقت مقاطع فيديو تعذيب أشخاص بينهم كبار في السن أجبروا على الجري لمسافات طويلة، وآخرون تعرضوا للضرب والتعذيب بوحشية.
والجدير بالذكر أنه نتيجة لهذه الانتهاكات، تم تهجير عشرات الآلاف من الأشخاص سيرًا على الأقدام إلى خارج الولاية، غالبيتهم من النساء والأطفال. وتجدر الإشارة إلى أن الولاية كانت مركزًا رئيسيًّا للنزوح بعد الحرب؛ حيث يقدر عدد النازحين بنحو نصف مليون شخص وفقًا لإحصاءات HIU، وذلك بسبب الموقع الإستراتيجي للولاية منذ اقتحام المليشيات الولاية في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وتم تهجير أكثر من ربع مليون امرأة سودانية من القرى الصغيرة والمدن الكبرى إلى الأطراف النائية للولاية.
منتهى محمدي
الجزيرة