سيدي وزير الخارجية.. الاختراق يتطلب أن تسافر غدا إلى أبوظبي..

سعادة وزير الخارجية .. سافر إلى الأمارات.
بقلم : الصحفي عثمان ميرغني
سيدي وزير الخارجية.. الاختراق؛ يتطلب أن تسافر غدا إلى أبوظبي..
من هنا تبدأ..
سعادة الوزير دكتور علي يوسف..
استبشرنا خيرا بمقدمكم للوزارة لما نعلمه من خبرتكم و عمق تجاربكم و قدرتكم على فتح مساحات للتفكير خارج الصندوق بلا أدنى ريب.. أو تردد.
ولأننا ندرك أنكم لا زلتم تتلمسون خطواتكم في بناء سياسة خارجية ومؤسسة دبلوماسية قادرة وراغبة في التعاطي الايجابي مع التحديات.. فإن عشمنا كبير في سرعة الانطلاق بما يوازي حاجة بلادنا وشعبنا للخروج من نفق الحـ؛ر ب.. ومن الواقع الراهن الذي يحيط بوطننا فإن أول ما نتعشمه منكم؛ الاختراق.
الاختراق؛ لا يعني اتخاذ السياسة الصحيحة والقرارات الصحيحة فحسب، بل ربط ذلك مع مقاييس الزمن.. فالقرار الذي يصدر غدا قد يكون متأخرا على توقيته اليوم فيصبح ضرره أكثر من نفعه رغم كونه إذا صدر قبل يوم لكان نفعه أكبر وأشمل.
لا ننتظر منكم سعادة الوزير عملا روتينيا معتادا في استقبال السفراء والمبعوثين والمشاركة في المؤتمرات الدولية وتبادل الرسائل مع الوزراء المناظرين في الدول الأخرى.. هذا عمل روتيني ظل يمضي حتى في فترة غياب وزير الخارجية نفسه لعدة أشهر في بدايات الحر ب.. الذين نتوقعه من وزير في مقام خبرتكم هو ؛ الاختراق.
الاختراق؛ يعني تصميم رؤية استراتيجية لما يجب أن تحققه السياسة الخارجية السودانية.. ثم خارطة طريق واضحة لمطلوبات المرحلة الآن، بل و اليوم قبل الغد.
الاختراق؛ يتطلب الشجاعة في التفكير والتخطيط والتنفيذ.
فلتكن البداية الصحيحة من العلاقة مع دولة الامارات العربية المتحدة.. هنا بالضبط يتحقق معنى الاختراق.
السياسة التي تعمل بها الحكومة حتى الآن تعتمد مبدأ المواجهة بالشكوى لمجلس الأمن.. بدلا من اختصار الطريق ووضع كل شيء على طاولة شفافة و صريحة مع الامارات.
القضايا الثنائية مع كل الدول.. مهما كانت محتشدة بالاتهامات والغبن فإن أفضل وأسرع وأضمن طريق للتعاطي معها هو الحوار الثنائي المباشر بلا وسيط.. و القنوات المشتركة من دبلوماسية و مخابراتية وعسكرية تسمح بطرح كل شيء أمام متخذي القرار في البلدين.
من الحكمة أن نعتمد مبدأ الدبلوماسية الايجابية.. التي تؤدي أدوارها باستقلال عن الأصوات السياسية المتحفزة لإجهاض التواصل الخارجي الاقليمي والدولي.. الهدف الأعلى هو إنهاء الحر. ب ومعاناة الشعب السوداني أولا.. ثم يأتي كل شيءآخر تاليا.
الاختراق؛ يا سعادة الوزير يتطلب أن تحددوا موعدا اليوم لزيارة الامارات.. مقدمكم إلى الوزارة يمنح فرصة للبدايات الحصيفة.. وبالتأكيد سيكون لذلك وقع لدى الامارات يجعل الباب مفتوحا للحوار الصريح المباشر.
معلوم أن مثل هذه الزيارة تتطلب إعدادا محكما.. وبفضل الله لدينا عقول وخبرات في الدبلوماسية السودانية قادرة على أن تعد لذلك ما يوفي المهمة حقها.. المطلوب فقط فتح نوافذ وزارة الخارجية لاستلهام الحكمة من هذه العقول المترعة بالخبرة والتجربة والكفاءة.
سيدي وزير الخارجية.. الاختراق؛ يتطلب أن تسافر غدا إلى أبوظبي..
من هنا تبدأ..
#حديث_المدينة الخميس 21 نوفمبر 2024

Exit mobile version