في مشهد مؤثر.. وزير الصحة السوداني يذرف الدموع عند زيارته لنازحي توتي بأم درمان

في مشهد مؤثر عكس عمق المأساة التي تعيشها البلاد، غلبت الدموع وزير الصحة السوداني، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، أثناء زيارته لأحد مراكز إيواء النازحين في الخرطوم.
فقد انهمرت دموع الوزير، حزنًا على معاناة أهالي جزيرة توتي، مشكلة شهادة صادقة على تحول حياتهم من أمان وكرامة إلى نزوح وحصار و جوع.
إذ لم يستطع ابراهيم الذي كان برفقة والي الخرطوم خلال زيارته أمس الثلاثاء، إخفاء تأثره حين وصف أهالي توتي بأنهم “أهل عزة وكرم”.

كما دعاهم إلى الصبر على هذه المحنة القاسية، مؤكدًا التزام الحكومة بتوفير كل الاحتياجات اللازمة للنازحين عبر التنسيق مع الجهات المحلية.
لكنه لم يُخفِ قلقه العميق من تزايد أعداد النازحين، ما يفاقم الحاجة الملحة للخدمات العلاجية و المأوى.
إلى ذلك، هنأ مواطني جزيرة توتي باستعادة الجيش لمدينة سنجة بولاية سنار، معربًا عن أمله في أن يتمكن النازحون قريبًا من العودة إلى جزيرتهم، التي كانت ملاذًا آمنًا، قبل أن تتحول إلى مسرح لمعاناة لا تنتهي.

دموع متجددة
و لم تكن هذه المرة الأولى التي يظهر فيها الوزير متأثرًا بمصير بلاده.
ففي مارس الماضي، أجهش بالبكاء خلال احتفالية مئوية كلية الطب بجامعة الخرطوم، التي أُقيمت في القاهرة بسبب الحرب، ليصبح الحدث شهادة جديدة على وطن أنهكته الجراح.

توتي من واحة خضراء إلى سجن كبير
يذكر أن جزيرة توتي لطالما كانت رمزًا للحياة والبساطة في قلب النيل، حيث تتداخل مياه النهر مع كرم سكانها لتشكل لوحة نابضة بالسلام.

لكن منذ اجتياح قوات الدعم السريع لها بعد أيام قليلة من اندلاع الحرب، تبدل الحال. فأصبحت الجزيرة سجناً كبيراً، تحاصره الانتهاكات و الدمار فقد روى من استطاع الهروب من الجزيرة قصصًا تقشعر لها الأبدان، مؤكدا أن المنازل صودرت وتحولت إلى زنزانات للتعذيب، و بعض الأهالي أُجبروا على دفع إتاوات باهظة لعناصر الدعم السريع مقابل فرصة للخروج من الحصار.
أما من بقي، فقد وجد نفسه ضحية للنهب والجرائم التي تُرتكب دون رادع.
لتتحول توتي اليوم إلى مرآة تعكس صورة السودان الموجعة. حيث تختلط دموع المسؤولين بحسرات النازحين، لتكشف عن وطن ينزف جراحًا عميقة.

العربية

Exit mobile version