قتلى في قصف جديد لمعسكر زمزم ومنظمة دولية تصف الوضع بـ «الكابوس»
أعلنت الإدارة العليا لمعسكر “زمزم” بولاية شمال دارفور، الإثنين، مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة 13 آخرين، إثر تجدد قصف الدعم السريع المخيم المكتظ لليوم الثاني على التوالي.
وتطلق قوات الدعم السريع، التي تحاصر المخيم الواقع على بعد 13 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، منذ أمس الأحد، صواريخ طويلة المدى على المعسكر في تصعيد غير مسبوق للأوضاع الميدانية.
وتعليقا على هذه التطورات قالت منظمة “أطباء بلا حدود” في بيان إن الهجوم على المعسكر حول حياة النازحين إلى “كابوس حي”، مع سقوط ضحايا وانتشار الذعر و تزايد النزوح.
وتحدثت عن استقبال فرق المنظمة في الأول من ديسمبر 8 مصابين، بينهم نساء وأطفال لا تتجاوز أعمارهم 4 سنوات، يعانون من إصابات خطيرة تم تحويل أربع حالات حرجة إلى منشأة أخرى هذا الصباح، قبل أن يُستأنف القصف ليصيب المناطق القريبة من السوق والمستشفى الميداني التابع لـ”أطباء بلا حدود”.
وأُعلنت المنظمة عن مغادرة المرضى والطاقم الطبي للمعسكر ومحاولتهم الفرار للنجاة بحياتهم.
وأضافت: “أصبح مستشفى أطباء بلا حدود الآن فارغًا، وتم إجلاء آخر ثلاثة مرضى في العناية المركزة”.
وقال ميشيل أوليفييه لاشاريتي، رئيس عمليات الطوارئ في أطباء بلا حدود: “لم يكتف الناس بالجوع، بل يتم الآن قصفهم وإجبارهم على الفرار مجددًا. نحن قلقون بشأن سلامتهم، بما في ذلك موظفونا، وندعو بشكل عاجل إلى حماية المرضى والمدنيين والفرق الطبية والمرافق الصحية في معسكر زمزم. كما يجب ضمان مرور آمن لأولئك الذين يفرون من هذا العنف.”
وقال بيان أصدرته الغرفة الإعلامية لمعسكر زمزم، وصلت نسخته إلى “سودان تربيون”، إنه “تم إحصاء ثمانية شهداء وإصابة 13 آخرين في قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع على المعسكر على مدى يومين.”
وأدان البيان بشدة الاستهداف الذي تمارسه ما أسماها مليشيا الدعم السريع على زمزم عبر قصف مدفعي ثقيل بعيد المدى.
وناشد المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي بضرورة التدخل العاجل لحماية النازحين وفرض قواعد القانون الإنساني الدولي بشأن الوقف الفوري لعملية استهداف المخيمات.
ودعا المواطنين إلى أخذ الحيطة والحذر، مع عدم التحرك في الشوارع الرئيسية أو التجمع في الأسواق. وأطلقت الغرفة نداء استغاثة بضرورة توفير أدوية عاجلة، من بينها المحاليل الوريدية والشاش، علاوة على مطهرات وسيارة إسعاف لنقل الجرحى.
إلى ذلك، قال قائد عمليات القوة المشتركة بولاية شمال دارفور، عبود آدم خاطر، إن ما أسماها مليشيا الجنجاويد، بعد أن فشلت وعجزت عن مواجهة القوات المسلحة السودانية والقوة المشتركة في ميادين المعركة، لجأت إلى حبك الأكاذيب لتضليل الرأي العام وإيجاد ذرائع لشرعنة استهداف الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك النازحين والمدنيين العزل.
وشدد على أن هذا السلوك الإجرامي يمثل تحديًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واستمرارًا لممارساتها الإرهابية.
وطالب باتخاذ تدابير حاسمة لمنع هذه المليشيات من الاستمرار في ارتكاب الجرائم والانتهاكات، وتفعيل آليات المحاسبة الرادعة لضمان إنصاف الضحايا ومنع الإفلات من العقاب.
ورأى أن استمرار هذه المليشيات في نفس السلوكيات الإجرامية دون محاسبة يشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي، وينذر باندلاع صراعات جديدة ودخول الإقليم في دوامة من العنف يصعب احتواؤها.
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة، منظمة العفو الدولية، ومنظمات وشركاء حقوق الإنسان وأصحاب الضمير الإنساني حول العالم باتخاذ خطوات فورية للوقوف بحزم إلى جانب ضحايا مشروع الإبادة الجماعية في معسكر زمزم، والعمل على إيقاف استهداف المدنيين العزل فورًا.
الدعم السريع يبرر
إلى ذلك، قال بيان أصدره متحدث باسم قوات الدعم السريع إن القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة، بعد أن هربت من مدينة الفاشر، احتمت بالنازحين في مخيم زمزم واتخذتهم دروعًا بشرية.
وأوضح أن رئيس حركة تحرير السودان، مني أركو، يتقمص دور الضحية بادعاءات وصفها بالكاذبة والمتناقضة، يتهم فيها قوات الدعم السريع باستهداف معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور.
وكشف عن إقامة المشتركة ارتكازات عسكرية وسط المدنيين، وأشار إلى أن قواتهم سبق أن حذرت منذ وقت مبكر من مخطط الحركات المسلحة لتحويل معسكر زمزم للنازحين إلى ثكنة عسكرية.
ويعاني المخيم من أزمة إنسانية غير مسبوقة بسبب انعدام المساعدات الإنسانية نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المعسكر وفرضها قيودًا على حركة القوافل الإنسانية والتجارية.
سودان تربيون