بيان من اتحاد العلماء السوداني
هنأ الاتحاد السوداني للعلماء و الأئمة الشهب السوري بانتصاره على الطاغية بشار الأسد و استعادة كرامتهم انتصارات للمظلومين كما وصف البيان :
تهنئة ومباركة الاتحاد السوداني للعُلماءِ والأئمّة والدُّعاة لأهل سوريا
انتصارهم واستعادة كرامتهم
الأحد 7 جمادى الأولى 1446هجري
الموافق له 8 ديسمبر2024م
﷽
الحمد لله الذي نصر عبده وأعزّ جُنده وهزم الأحزاب وحده.
والصّلاة والسّلام على من لا نبي بعده، نبينا مُحمّد بن عبد الله ﷺ.
ثمّ أمّا بعد …
فإنّنا في الاتحاد السوداني للعُلماءِ والأئمّة والدُّعاة؛ نُبارك للأمّة الإسلامية انتصار إخواننا في سوريا ونهنئهم على هذا الفتح المؤزّر
والاتحاد إذ يشاطر أهل سوريا والأمّة الإسلامية فرحتها فإنّنا نؤكد على جملةٍ من المسائل عبر الرسائل التالية:
♦️الرسالة الأولى:لكافّة المسلمين .
✔️ إنّ انتصار المظلومين المضطهدين من المسلمين على الطغاة الظالمين المعتدين في أي بلد من البلدان أو بقعة من البقاع هو انتصار لعموم المسلمين في العالم فرباط الإخاء الذي عقده الله بين المؤمنين يتجاوز حدود المكان والزّمان، وتنصهر وتذوب معه كل الفوارق الجهوية والقبلية والعرقية والقومية والوطنية. قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ )الحجرات (10)
– وحينما يكون النّصر لمسلم مظلوم على طاغيةٍ متجبّر فردًا أو جماعة فإنّ الفرح يكون واجبا على كُلّ مسلم ومسلمة، وهذا من أوثق عُرَى الإيمان ودلائله.
♦️الرسالة الثانية : للرجال الذين أجرى الله على أيديهم هذا النّصر وبالأخصّ قادة هذا الفتح في بلاد الشام سوريا
✔️- الواجب عليكم في هذه المرحلة التي مكّنكم الله فيها أن تتجاوزوا كل اختلافاتكم لتكونوا صفاً واحداً حِسّاً ومعنى في مواجهة كلّ مايستجدّ ويطرأ كي لا يقع الفشل والانهزام والخسران- قال تعالى :(وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْۖ)الأنفال (46)
أيّها الكرام الشرفاء قد انتقلتم من موقع المقاومة إلى موقع الحكم و القيادة وهي مرحلة لا تقل صعوبة ووعورة عن مرحلة الحرب و المقاومة.
فلتكن سياستكم قائمةً على أصلين اثنين هما :بيان الحق ورحمة الخلق
– فنوصيكم بأهل الشام خيرا، وأن ترفقوا بهم، ونذكركم بوصية رسول الله ﷺ من حديث أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا))؛ متفق عليه؛
فاسلكوا ما فيه اليسر والسهولة؛ سواء كان فيما يتعلق بأقوالكم و تصريحاتكم وقراراتكم ومواقفكم وأعمالكم، أو معاملاتكم مع غيركم؛ و اجتهدوا في الحُكم بشرع الله وحبّبوا النّاس في دينهم ؛ وكونوا قائمين بحقوقهم رادّين لمظالمهم مراعين جهلهم، وابذلوا كل الوسع واجتهدوا في تعليمهم أمر دينهم، وا حذروا ثمّ احذروا مؤامرات خصوم الدّين و الملّة خاصةً اليهود والرافضة والباطنية النصيرية وأتباعهم فإنّهم لن يفتروا عن الكيد لكم حتى يُفشلوكم ؛ فلا تمكنوهم من ذلك .(عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) الأعراف(129)
♦️الرسالة الثالثة : لقادة العمل الإسلامي في العالم تأملوا قول الله جُلّ و علا(خذوا ما أتيناكم بقوة )و اعلموا أنّ نصر الله آتٍ لا محالة و أنّ هذا الحدث العظيم من علو شأن المسلمين في سوريا إنّما هو درس و عبرة و تأكيدٌ و تعزيزٌ لحقائق و ثوابت شرعية و كونية ؛ أنّ القوة لله جميعاً و أن العزّة لله جميعاً وأنّها لله ولرسوله وللمؤمنين ؛ ورضي الله عن الفاروق عمر حين قال:(كُنّا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله) رواه الحاكم صحيح على شرط الشيخين
فالعزّة والنّصر والظّفر إنّما تكون بالإقبال على دين الله علماًوعملا قال تعالى(وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ ) آل عمران(79)
♦️وختامًا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يهدينا وسائر عباده المؤمنين إلى مافيه عزّ الإسلام وصلاح المسلمين
اللهم اتمم نعمتك على عبادك في سوريا واجعلهم من الذين إن مكنتهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور.
و الحمدلله رب العالمين
السودان الجديد