الخرطوم بحري.. قصف مدفعي عنيف يشق صمت المدينة
تجددت المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في بعض المواقع بمدينة الخرطوم بحري شمال العاصمة صباح اليوم، الخميس 12 كانون الأول/ديسمبر 2024. وقال سكان من مدينة أم درمان إنهم يسمعون أصوات انفجارات قادمة من أحياء بحري.
مواطنون في أحياء شمبات الواقعة تحت سيطرة الدعم السريع تلقوا أوامر بإخلاء المنازل لدواعٍ عسكرية
تركزت المواجهات بين الجيش والدعم السريع على أحياء شمبات وأطراف من الحلفايا، والتي استعادتها القوات المسلحة في أيلول/سبتمبر 2024، وتسعى للتقدم نحو عمق المدينة الواقعة على ضفاف النيل الأزرق والنيل.
وكانت لجان مقاومة بحري قد أكدت أن السكان في أحياء شمبات تلقوا أوامر بإخلاء المنازل لدواعٍ عسكرية في المنطقة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، وذلك قبل ساعات من اندلاع المواجهات.
تجرى المواجهات العسكرية في الغالب بين الجيش والدعم السريع عبر التدوين المدفعي بعيد المدى، قبل أن تتحول إلى عمليات نوعية صغيرة، نتيجة صعوبات تواجه الطرفين في خوض حرب المدن، التي يصفها المراقبون العسكريون بـ”المعقدة”.
وأظهر الجيش تكتيكات جديدة منذ اندلاع الحرب قبل 20 شهرًا، حيث استغرق وقتًا طويلًا لمجاراة قوات الدعم السريع، التي تتميز بخاصية السرعة والمباغتة، نتيجة اعتمادها على عربات الدفع الرباعي المزودة بالأسلحة الرشاشة كثيفة النيران، ووضع الكتل البشرية في مقدمة خطوط النار.
التمدد إلى وسط الخرطوم بحري، خاصة أحياء شمبات والمزاد والصافية، يتيح للجيش الربط مع القوات المسلحة في كبري النيل الأزرق جهة القيادة العامة، كما يتيح له الربط مع القوات المسلحة الموجودة أسفل كبري المك نمر، ما يعني السيطرة على مقاطعة واسعة في قلب العاصمة.
وشهدت الخرطوم بحري انتهاكات مروعة بواسطة قوات الدعم السريع خلال سيطرتها على غالبية مساحات المدينة الواقعة شمال العاصمة لفترة امتدت لأكثر من 20 شهرًا، ولا تزال تسيطر على أغلب المناطق.
وتحولت المصانع، التي تتركز أغلبها في الخرطوم بحري، إلى مجرد أشلاء بسبب عمليات النهب التي طالتها في الأسابيع الأولى للقتال منتصف نيسان/أبريل 2023. ولم تنجُ المنازل والشركات من عمليات النهب.
كما يعاني المدنيون من انعدام الغذاء والرعاية الصحية والأدوية، ويعتمد الغالبية على المطابخ الجماعية التي تتلقى المساعدات من السودانيين بالخارج ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والوطنية.
الترا سودان