لمن القرن الـ21.. أمريكا أم الصين؟
لمن القرن الـ21.. أمريكا أم الصين؟
هناك نقاشات لا تنتهي بين المحللين والباحثين السياسيين والاقتصاديين لمحاولة الإجابة عن سؤال مهم هو: لمن سيكون القرن الـ21؟ والمعركة والمنافسة محصورة بين اثنين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
للكاتب والباحث الأمريكي المرموق جوزيف ناي رأي مهم في هذه المسألة، إذ يقول البروفيسور في جامعة هارفارد العريقة إن أمريكا لها الفرصة الفريدة لتوسيع الفجوة بينها وبين الصين. ويستشهد بأمور لافتة ومهمة جداً. من أهمها أن مع انقضاء الربع الأول من القرن الحالي بلغ حجم الاقتصاد الأمريكي 22 تريليون دولار، بينما بلغ حجم الاقتصاد الصيني أقل من 14 تريليون، والصين انخفضت معدلات نمو اقتصادها بشكل كبير جداً ومن المستبعد أن تعود لسخونة معدلات نموها السابقة. يضاف إلى ذلك مسألة خطيرة أخرى تخص الطاقة، فالولايات المتحدة الأمريكية تنتج وتصدر الغاز والنفط ولديها أهم تقنيات الطاقات البديلة والمتجددة، بينما الصين تعتمد على استيراد كافة احتياجاتها من الطاقة مما يبقيها رهينة لظروف خارجة عن سيطرتها.
بالإضافة إلى عامل آخر يشير إليه جوزيف ناي هو أن الاقتصاد القادم سيبنى ويعتمد على أربعة أضلاع رئيسية هي: ميكانيكا الكم، الحاسبات الآلية الكمية، التقنية العضوية، الذكاء الاصطناعي، وهي مجالات لأمريكا اليد العليا فيها وتتفوق على الصين بمسافات كبيرة جداً.
وهناك من المدافعين عن الاقتصاد الصيني من يقول إن الصين لديها إمكانيات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي ولا يتم تقدير ذلك واحترامه وأخذه في عين الاعتبار بالقدر المطلوب والكافي.
وعلى الجانب الآخر، من هذا السجال هناك المدافعون عن نموذج الأعمال الصيني من أمثال الدبلوماسي والأكاديمي والمؤلف السنغافوري الشهير كيشور مهبوباني صاحب الكتاب الأكثر مبيعاً «هل فازت الصين؟»، والذي يقول فيه إن أمريكا لم تعد القوة الاقتصادية التي لا تقهر، وإنها بعد تعرضها لكارثة الأزمة المالية العميقة والعنيفة في 2008 لم يعد اقتصادها كما كان من قبل.
وهي منذ تلك اللحظة الفارقة بدأت تلجأ إلى سياسات اقتصادية متطرفة تشتمل على إجراءات تعسفية وسياسات إحمائية وعقوبات ورسوم متشددة تهدد انسيابية السوق المفتوحة والتجارة الحرة.
ويدافع مهبوباني عن الاقتصاد الصيني بقوله إن تقهقر الاقتصاد الأوروبي بشكل متسارع ومدهش أثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد الأمريكي وكان ذلك من مصلحة الاقتصاد الصيني، ولعل صناعة السيارات، والتي أصبحت الصين المصنع الأول في العالم لها، دليل مؤكد على التحول الكبير لصالح الصين. المؤكد أن الحرب الاقتصادية القادمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين لن تكون بارده أبدا، بل إن سخونتها ستزداد بشكل لافت مع الوقت بحيث يصبح الاصطدام حتمياً.
حسين شبكشي