أسوأ أعوام السودان.. مآسي الجزيرة وشارون الأكثر تداولًا

في عامٍ سجّل نفسه كأحد أسوأ الأعوام في تاريخ السودان، شهدت البلاد صراعات وحروبًا اجتاحت كل أرجائها، مخلّفة مئات الضحايا ومشوّهة معالم الحياة.

فمع اندلاع الحرب في أبريل 2023، دخلت البلاد في دوامة من العنف والدمار، لتتحول إلى ساحة من المآسي التي لا تنتهي.

ولعل أبرز أحداث هذا الصراع ما شهدته ولاية الجزيرة وسط البلاد، حيث تحولت إلى إحدى أكثر المناطق تضررًا عام 2024 جراء المجازر المروعة والتهجير القسري.

فطوال الأشهر الماضية، عاش سكان الجزيرة انتهاكات عدة وعمليات نهب وتشريد وسفك للدماء.

كما سجلت عشرات المجازر التي أسفرت عن قتلى وجرحى ونزوح مئات الآلاف من المواطنين العزل.

كذلك أفادت منظمات أممية باغتصاب مئات الفتيات، وتدمير أكبر مشروع زراعي بالبلاد الذي يعد عصب الحياة في المنطقة، بالإضافة إلى نهب المحاصيل والبهائم.

هكذا تحولت قرى الجزيرة الهادئة إلى ساحات دماء، من “ود النورة” “السريحة” إلى مدينة “الهلالية”، تحول الأمل في حياة هادئة إلى واقع مرير.

فكيف انقلب حال الجزيرة رأسا على عقب؟

مجزرة ود النورة.. ليلة رعب لا تُنسى
في يونيو الماضي، حاصرت قوات الدعم السريع قرية “ود النورة”، على وقع القصف، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا في ساعات معدودة.
بينما اصطف الجرحى أمام المستشفى وسط فوضى عارمة.

وقد أسفر الهجوم عن مقتل نحو 200 شخص.

كذلك شهدت “السريح” بمحلية الكاملين في أكتوبر الماضي، مأساة مماثلة، نتيجة هجمات انتقامية بعد انشقاق قائد قوات الدعم السريع بمنطقة الجزيرة، “أبو عاقلة كيكل”، وانضمامه إلى صفوف الجيش السوداني بصورة مفاجئة.

في حين برز اسم “عمر شارون”، قائد الدعم السريع في شمال ولاية الجزيرة، كرمز للعنف الذي اجتاح القرى الجنوبية للولاية.

إذ انتشر فيديو ظهر فيه يسحب شيخًا مسنًا في “السريحة” من لحيته بطريقة مذلة.

فقد تفاعل العديد من السودانيين مع الفيديو بشكل غير مسبوق، ليتحول إلى الأكثر تداولًا على منصات التواصل الاجتماعي.

أما “الهلالية”، المدينة الهادئة التي طالما كانت منبعًا للعلم وصوفية الأزمان، فسقطت أيضا ضحية حصار دام أيامًا ابتداءً من نوفمبر الماضي

كما سقط المئات بين قتيل وجريح، بعضهم رميًا بالرصاص في شوارع كانت يومًا ما عامرة بالحياة.

فالمدينة التي كانت رمزًا للعلم في شرق الجزيرة، وجدت نفسها محاصرة بالسلاح، والأوبئة، وتفشي الأمراض، مع انقطاع كامل للمساعدات الإنسانية.

ومع اقتراب عام 2024 من نهايته، لا تزال وجوه الناجين من تلك المجازر مرآة حية لفظاعة ما وقع. كل وجه يروي قصة ألمٍ لا ينتهي، ومئات الحكايات التي لم تُسمع بعد

العربية نت


انضم لقناة الواتسب


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.