تدخل أوكراني في الحرب القائمة في السودان وتناقض في التصريحات الرسمية

الصراعات الدائرة في عدة دول إفريقية تُظهر تجارة مزدهرة للأسلحة والمرتزقة، حيث تستفيد منها بعض الدول الغربية التي تستثمر في هذه الحروب لتحقيق مصالحها السياسية والاقتصادية على حساب استقرار وازدهار شعوب تلك الدول. وفيما يتعلق بالسودان، يعتقد العديد من الخبراء والمراقبين أن ما يحدث يتجاوز حدود الصراع الداخلي والحرب الأهلية ليصبح شبيهاً بصراع دولي على أرض هذه الدولة الأفريقية الكبيرة بين عدة قوى خارجية تُمارس نفوذها عبر أبناء الأرض.

Screenshot %D9%A2%D9%A0%D9%A2%D9%A5%D9%A0%D9%A1%D9%A2%D9%A7 %D9%A2%D9%A1%D9%A1%D9%A1%D9%A4%D9%A3 Gallery

الصورة أعلاه أثناء تفقد الفريق أول الركن البرهان اليوم، على كمية الأجهزة والمعدات العسكرية التي استولى عليها الجيش من الميليشيا والتي من بينها عربة مدرعة بها منظومة حرب إلكترونية متكاملة تعمل على تشويش الاتصالات بين المحطات الأرضية والطائرات المُسيّرة 📸

في الأيام القليلة الماضية، انتشرت أنباء مدعومة بأدلة وصور تشير إلى العثور على جثة جندي أوكراني في مدينة “ود مدني” بعد تحريرها على يد الجيش السوداني. وهذه ليست المرة الأولى التي يظهر فيها سلاح أو مقاتلون أو وثائق تثبت تورط جنود أوكرانيين في الصراع بين الجيش السوداني، بقيادة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وميليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”.

يُظن أن الحرب في السودان قد تحولت إلى صراع دولي على ثروات البلد الغني بالموارد، تتغذى من قوى خارجية عربية وإقليمية وبأيدي جماعات من المرتزقة والسكان المحليين. وفي هذا السياق، تواترت الأنباء حول الدور الفاعل للقوات الخاصة الأوكرانية التي انخرطت بشكل مباشر في المعركة لصالح قوات “الدعم السريع”، بإشراف من جهات خارجية، مُجسدةً بذلك تحولاً كبيراً في ميدان الصراع السوداني.

التدخل الأوكراني

في نفس السياق، نقلا عن صحيفة “مصراوي” المصرية، قال الخبير السياسي محمد عبدالغني، إنه بعد سيطرة الجيش السوداني على الكثير من مواقع والنقاط لقوات “الدعم السريع”، بعد معارك عدّة في مناطق مختلفة بالسودان خلال الأسابيع الأخيرة في عام 2024، تم اكتشاف العديد من مخازن الأسلحة والتي تحوي على أسلحة أجنبية ومسيّرات مقدمة من أوكرانيا، حيث نشرت وسائل الإعلام الأوكرانية، تقارير تؤكد التواجد العسكري الأوكراني في السودان.

وأضاف “عبدالغني” في تصريحات على قناة “الحدث اليوم”، أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على سلاح أو مقاتلين أو وثائق تثبت تورط جنود أوكرانيين في الصراع الدائر في السودان، حيث يعتقد الكثير بأن الحرب في السودان تحولت لصراع دولي على ثروات السودان، حيث يتم تغذية هذا الصراع من قوى خارجية وبأيدي جماعات من المرتزقة.

وتابع أنه في خضم هذا الصراع تردد وبكثرة اسم القوات الخاصة الأوكرانية في الأوساط الإعلامية والميدانية السودانية والعالمية، كطرف انخرط بشكل فعلي ومباشر في المعركة على الأرض لصالح “الدعم السريع” ضد الجيش السوداني بأوامر وإشراف من جهات خارجية، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية التي تستخدم أوكرانيا في حرب الوكالة.

تناقض التصريحات
في سياق ذو صلة، أعلن السفير الأوكراني في السودان، ميكولا ناهورني، أنه لا صحة لأي نوع من الدعم الذي تقدمه بلاده لقوات “الدعم السريع”. واعتبر السفير أن الحملة الإعلامية التي انتشرت في بعض المواقع السودانية والتي تزعم وجود دور لأوكرانيا في الصراع السوداني تُعتبر “ادعاءات مفتعلة واستفزازية”.

وأكد ناهورني أن هذه “الحملة” تُعَدّ استمرارًا للحرب غير المبررة التي تشنها روسيا على أوكرانيا، مُشيرًا إلى أن تأثيرها يعبر إلى مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك السودان. ورأى أن الهدف منها هو تشويه سمعة أوكرانيا في وسائل الإعلام السودانية والدولية.

ويُذكر أن تصريحات السفير صدرت بعد مجموعة من التصريحات الرسمية من بعض المسؤولين الأوكرانيين التي تحدثت عن دعم كييف لقوات “الدعم السريع” بالمسيّرات والمقاتلين والخبراء.

وبحسب المصادر، فقد جاءت تصريحات السفير الأوكراني الأخيرة، كمحاولة لتصحيح ونفي ما نشره المتحدث الرسمي باسم سلاح الجو الأوكراني إيليا يفلاش، في السابع من يناير الجاري، عبر صفحته على فيسبوك، بأن مدربي ومشغلي الطائرات بدون طيار من القوات المسلحة الأوكرانية يقدمون الدعم لقوات “الدعم السريع” بدعوة شخصية من حميدتي.

وبحسب ما نشره يفلاش فإن: “روسيا تحاول تصوير الجيش الأوكراني على أنه غير محترف، ويعتمد كليا على الإمدادات الغربية. لكن الحقائق تتحدث عن نفسها: إن القوات المسلحة الأوكرانية هي الجيش الأكثر خبرة ومهارة في المعارك في أوروبا”. مضيفاً بأن المدربون ومشغلو المسيّرات الأوكرانيون مطلوبون في جميع أنحاء العالم، وأكد أن كييف ملتزمة بأكثر من 30 عقدا عسكرياً في أفريقيا، والسودان هو أحد هذه الدول، وتحديداً مع قوات “الدعم السريع” المتمردة تحت قيادة محمد حمدان دقلو. حيث ينشط هناك المدربون الأوكران وينقلون خبرتهم.

وفقًا للباحث المتخصص في الشؤون السودانية، أحمد العلي، فإن فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وتورط المرتزقة الأوكرانيين في النزاع السوداني، جاء كجزء من الدعم لقوات “الدعم السريع”. وقد أشار العلي إلى أن واشنطن ارتكبت خطأ عندما اعتمدت على هذه القوات في بداية الأزمة.

وأضاف العلي أن الأوكرانيين بدأوا في التنصل من علاقتهم بقوات “الدعم السريع”، ونفوا دعمهم لـ”حميدتي” عقب فشلهم في تحقيق نتائج واضحة على الساحة العسكرية، وهو ما يفسر التصريحات الأخيرة التي أدلى بها السفير الأوكراني في السودان.

مسيرة تم اسقاطها في السودان ويرجح أنها يتم تشغيلها من قبل الجنود الأوكرانيين 📸

Screenshot %D9%A2%D9%A0%D9%A2%D9%A5%D9%A0%D9%A1%D9%A2%D9%A7 %D9%A2%D9%A1%D9%A1%D9%A6%D9%A4%D9%A1 Facebook

صحيفة السوداني




مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.