محمد أزهري : بالإبرة

بالإبرة!
تمضي وتيرة العمليات العسكرية للجيش السوداني، بخطى متسارعة، تفوق توقعات من وضعوها، أمام إنهيار المليشيا المتواصل ساعة بعد ساعة.
الجيش واصل بثبات عمليات تحرير الجزء الشمالي لولاية الجزيرة، وتضييق الخناق على ما تبقى من عناصرها، وكذلك واصلت قوات درع السودان انتشارها و اقترابها من محلية شرق النيل، وكذلك إلتقاء جيش المناقل الباسل مع جيش النيل الأبيض، وبالتالي لا خيار أمام المليشيا إلا العودة تجرجر أذيال الهزيمة إلى حيث أتت، لا مناص أمامها غير التوغل داخل ولاية الخرطوم، وهناك إما أن تهرب عبر الخزان أو الهروب والاختباء في أحياء جنوب الحزام، في إنتظار مصيرها المحتوم عند وصول متحركات الجزيرة والنيل الأبيض إلى عقر مخابئها في وقت قريب.
من الناحية الشمالية للعاصمة الخرطوم قد أحكم الجيش والقوات المساندة قبضته تماماً على مداخل ومخارج الولاية، بعد عمليات تحرير بحري و الجيلي، و تمدده شرقاً لمواصلة تحرير شرق النيل التي أصبحت جزيرة معزولة لا ينقصها إلا تحييد أو استلام كبري المنشية، وتكون عملية عزل المليشيا عن مصادر تمويلها و إمدادها قد اكتملت أركانها خاصة مع إنشغال المنفذ الوحيد (كبري الخزان) بمهام أخرى وهي تنظيم عمليات الهروب الكبير التي تجري حالياً لعناصر المليشيا وأسرهم.
قطع الإمداد الشامل سيضاعف من وهن وتقهقر حالة المليشيا الميدانية، التي وصلت مرحلة بائسة، إذ دخل الرعب بين الجنود وفقدوا الثبات و أصبحوا يفكرون في إيجاد مخارج آمنة لإنقاذ حياتهم من محرقة الجيش.
تقدم الجيش وتحريره لمناطق وقرى جديدة، مع هلاك قادة بارزين في صفوف المليشيا، وسط اتهامات بتصفيتهم داخلياً توسع دائرة الهروب وسط الجنود إلى حواضنهم وبالتالي، قريباً وبلا أدى شك (بمشيئة الله) ستهبط مروحية البرهان في قاعدة النجومي بجبل أولياء (معقل الجنجويد حالياً)، ويومها سيقف العالم أجمع ويقول ما هذا الجيش، الذي تكسرت أمامه أكبر مؤامرة للاستيلاء على السودان، وما هذا الجنرال الغامض الذي بدأ الحرب بالإبرة وختمها باللودر.
محمد أزهري